Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الموت القادم من الشرق قادم من الغرب أيضاً

دام برس:
لا يخطر في بالي وانا اتابع صعود التيار اليميني في أوروبا  الا فكرة ان هذه الديموقراطيات لا تنتج المصلحين والأخيار و رجال السلم  دائما ، فلنتذكر في هذه المناسبة أن النازية وتعني القومية الاشتراكية والتي خاضت الحرب العالمية الثانية  لم تأت بانقلاب عسكري.  إنما فازت في انتخابات 12 ديسمبر 1929 وتسلقت  البرلمان الألماني عبر عملية ديمقراطية .
الفاشية كذلك لم تأت بالبيعة أو بالقوة إنما هي نظرية فكرية تجسدت في حزب سياسي وصل إلى السلطة عبر آلية ديمقراطية ، أما الصهيونية بكامل عنصريتهاووحشيتهانشأت في اوروبا ولازلت موجودة هناك رغم تحولها إلى شكل الدولة العنصرية بعد ارتكابها أغرب واندر الكوارث في العصر الحديث  بإقامة دولتها مكان دولة قائمة لها شعب وتاريخ وهوية في فلسطين .
مالذي يمنع عودة  نماذج  مشابههبأشكال مختلفة في أوروبا عبر الديمقراطية أيضا  التي تعبر عن إرادة الغالبية  أيا كان شكل هذه الارادة؟ وهل إرادة  الغالبية نحو السلام دوما ؟ ام  ظروف معينة كالارهاب والاقتصاد والخطر أيا كان مصدره .. الخ ، يمكن أن تغير في راي الأغلبية ؟
بكل وضوح اريد ان اصل الى نتيجة تقول ان استفتاء بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوربي  ليس سوى عارض من عوارض تحول أوروبا والغرب عموما وصعود اليمين في أوروبا.
نتيجة الاستفتاء هي مؤشر تحول في القارة برمتها وان كان يبدو  تصويتا يخص مصالح بريطانيا في تجمع كبير شكل نموذجا للتكتلات الدولية في العالم . قادة أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا لم يعودوا أشخاصا هامشيين في الحياة السياسية فشخصيات مثل ماري لوبان التي ستدخل الانتخابات الرئاسية في فرنسا العام المقبل و النائب الهولندي اليميني المتطرف غيرت فيلدرزوغيرهم أصبحوا قادرين على المنافسة للوصول إلى السلطة وصار لديهم  قاعدة شعبية يمكن أن يستندوا اليها في تنفيذ سياساتها وبرامجهم .
وصول شخصية مثل دونالد ترامبإلى مركز  المرشح الأقوى عن الحزب الجمهوري  لرئاسة امريكا أوضح مؤشرات التحول في الغربوليس حدثا طارئا يثير الاستغراب .
لنذهب  الى الشرق حيث نحن.  أنتجت التغييرات  التي حدثت منذ العام 2010 في معظم الدول العربية والتي كانت حسب أغلب المنظرين العرب ربيعا عربيا سينتج أشكال متطورة من النظم السياسية،أنتجت أسوء أشكال التطرف والعودة إلى العصبية الطائفية ، وتسيد  الخطاب الديني المشهد من فكر الإخوان إلى السلفية والوهابية في أقوى عودة إلى الماضي البعيد  بدلا من  التقدم إلى المستقبل . ظهر تنظيم الدولة في هذه الظروف كابرزمظاهر النكوص وعلى يساره فرخت تنظيمات تتفاوت في درجات اقتربهامن فكره ، تجمعهم العناوين الإسلامية . في ذات الوقت تراجعت التيارات الأخرى في الحالة العربية عن دائرة الفعل أو التأثير.دخل الفكر القومي وتياراته في أزمة وجود،بينما وقف اليسار في مقاعد المتفرجين العاجزين.  انقسمت الدول من داخلها وبنيت التحالفاتوالاصطفافات وحالة الفرز والاستقطاب في المنطقة والاقليم على أسس مذهبية وطائفية .
لم يقف حدود هذا المتغير  عند الحدود العربية بل تعداها إلى قلب الغرب،  الذي بات مفتوحا لعمليات إرهابية في فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وألمانيا ، وبات تلك الدول ومجتمعاتها   تستشعر الخطر القادم من الشرق ليس عبر المفخخات فحسب،  بل عبر الأفكار التي تجد من يلتقطها في المجتمعات الغربية . إن سياسات اليمين المتطرف تجاه العرب والمسلمين المهاجرين واللاجئين في أوربا وأمريكا لا تنحصر بتقديرنا بحدود البلدان وضرورة خروج أو توقف دخول هؤلاء إلى البلدان والمجتمعات الغربية  إنما هو فكر جديد قديم يجد تناقضا كبيرا بين قيمه وما يحمله الآخرون المقيمون أو غير المقيمين  من العرب والمسلمين
فهل اليمين الصاعد في أوروبا والغرب عموما سوف يبقى يسلك نفس الآليات التقليدية مع هذه المخاطر ؟ أم أن ازديادها وإرتفاع مستوى تهديدها سوف يعطي دفعا اكبر لليمين المتطرف في الدول الأوربية والولايات المتحدة ،  وبالتي هذا يستوجب سياسيات متطرفه ردا على خطر التطرف ونكون  اما عالم تحكمه نزعة التطرف بالكامل ؟ وما شكل هذا العالم على هذه الصورة؟ وكم حربا سوف تندلع . ؟ وما هي أشكال الحروب التي ستشن ؟ وما هو شكل العلاقة المقبلة بيننا وبين الغرب.وما شكل الغرب الجديد؟ .
أعتقد أنه من الخطأ أن  نظن أن الغرب سيبقى إلى الأبد مركزا  للرعاية الاجتماعية وملاذا لمئات آلاف الاجئينسواء الهاربين من جحيم الحروب أو الراغبين في حياة أسهل .
إذا كانت  دولة مثل الأردن تعلن صراحة أن جزء من اللاجئين على أرضها هم من عناصر تنظيم الدولة . فلماذا لايردد قادة اليمين في أوروبا هذه المقولة . ولماذا لا يضعوننا كلنا في سلة داعش . وما الذي يمنع الحكومات الغربية من العودة إلى الفكرة والسياسية القديمة بعد خروج الاحتلال العثماني من المنطقة وهي أننا دول قاصرة ولا تستطيع قيادة نفسها و  لابد من تأهيلها لتلتحلق بالنظام الدولي الوستفاليعبر فرض الوصاية عليها مجددا.
باعتقادنا أن شكل العلاقات الدولية وطبيعة أنظمة الحكم وشكل النظام الدولي وسياساته واستراتيجاتهالتي سادت بعد الحرب العالمية الثانية بدأت بالتحول الكبير. أننا بكل بساطة أمام عالم يعيد إنتاج نفسه بأشكال تخالف السائد .
في التاريخ القديم والمعاصر ازمنة للتعاون والسلام والتجمع واخرى للحروب الطاحنة  وعدم الاستقرار والدمار  ، ولا نفقد الامل من السلام ولن تنتهي الحروب . استشراف المستقبل لا يؤشر إلى أننا أمام محطة في التاريخ يسودها التعاون والسلام . هكذا نعتقد والله أعلم .

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz