Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 10:36:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
حي بني زيد الحلبي على درب بابا عمرو الحمصي .. بقلم : نارام سرجون

دام برس:

أكاد أحس أن السحر والأسطورة هما من يحركان الأحداث في سورية .. فالسحرة كانوا يتبارون في سورية على اظهار براعتهم وهم يرمون بلوراتهم الاعلامية ونبوءاتهم اليقينية ..

سحرة الجزيرة ومشعوذو الوهابية وسحرة العالم الديمقراطي الغربي وألعاب الخفة ودهاقنة الاعلام ودهاة الانس والجان .. لكن السحر انقلب على كل السحرة .. وتكاد الأحداث تتكرر في دوروية عجيبة كما تتكرر أحداث الأسطورة وايقاعاتها الرتيبة التي تعاد مشاهدها وعباراتها مع كل حدث جديد فيها .. فالسحرة من الزعماء الذين تكفلوا الثورة الاخوانية تساقطوا واحدا بعد الآخر ولم يبق منهم الا القليل الذي يحزم حقائبه وأمتعته وربما يحضر أكفانه .. كما أن المدن والأحياء التي شكلت آمالا وعواصم للثورة انهارت واحدا بعد الآخر اما بالرصاص أو بالحصار .. وماسنشهده في الفترة القادمة من انهيارات متوقعة سيعيد الينا ذكرياتنا مع ايقاعات أسطورة رتيبة شبيهة سمعناها ورأيناها في مدن وأحياء كثيرة استولى عليها التمرد ..

فهل تذكرون أسطورة حي بابا عمرو الحمصي الذي تحول في مرحلة من المراحل الى قلب الثورة وروحها وأعلنها وليد جنبلاط عاصمة للثورة السورية التي يجب المحافظة عليها بأي ثمن كيلا تسقط الثورة؟؟ .. فقد حظي هذا الحي برعاية كل وسائل الاعلام في العالم التي أغدقت عليه الأوصاف العظيمة والكلمات التي تهز المشاعر وصار مشهورا لفترة كما هي شهرة (وول ستريت) .. وكانت الرعاية الاعلامية الدولية المبالغ فيها تفرض نوعا من السياج والحماية لهذا الحي المتمرد بل وتشكل حماية وغطاء لكل الجرائم التي ارتكبها المتمردون باسم الثورة فيه .. حتى أنه تحول الى حي للرعب والقتل وصار مقرا لعمليات الاعدام والتصفيات والذبح والاغتصاب .. ورأى الناس فيه اول عملية ذبح على الشاشات لالقاء الروع في قلوب السوريين وشق صفهم بالحرب الطائفية .. وتحول بابا عمرو الى معقل من معاقل الرعب الثوري المستعصية على الحل لأن كثيرين دخلوه مكبلين ومعصوبي الأعين واختفت آثارهم فيه الى الأبد .. وبرغم هذا السجل العنيف الدموي حظي الحي بكل الحماية الدولية والتصريحات الصارمة التي زنّرته بالتحذيرات من تجاوز الخطوط الحمر من قبل قوات "النظام" .. وكان ساركوزي في مؤتمراته يتحدث عن (بابا أمغ) وأنها خط احمر خطر .. وكانت (السي ان ان) تصور الحرائق السوداء في أنابيب النفط القريبة من الحي التي افتعلها الثوار للادعاء أنها بسبب القصف الوحشي لما سمته قوات النظام فيما تتحدث المحطة يوميا مع الثوار وتسمعنا صوت اطلاق النار وتكبيرات الضحايا (المزيفة) التي كان يصنعها لها المجرم داني والمجرم جهاد ابو صلاح .. حتى الصحفية الاميريكية (القرصانة ماري كولفين) التي تسللت مع رفيقها الى بابا عمرو غامرت ودفعت حياتها من أجل أن تدعم ثورة بابا عمرو لأنها كانت تعتقد أن سقوط النظام سيبدأ من بابا عمرو وكانت تريد أن تخلد نفسها مع تلك اللحظات من قلب عاصمة الثورة ..

لم تتعلم الثورة من درس باباعمرو الذي سقط ولم نكترث فيه لخط أحمر واحد .. ولم يهرع أحد لنجدته من سكان نيويورك وباريس واستانبول ولندن حيث رسمت الخطوط الحمر بالتصريحات النارية والثرثرات .. واليوم أصر حي بني زيد الحلبي أن يلبس ثياب حي بابا عمرو وأن يتحول عاصمة للثورة في الشمال لأن عواصم الثورة السورية لاتكون عواصم الا اذا تفوقت في صناعة الموت والرعب .. لأن الحي تحول الى معقل لصناعة القتل والتوحش في مدينة حلب ومربضا لقذائف الموت ورمزا من رموز الثورة التي تأكل لحوم البشر .. ويحاول البعض أن يقول ان هناك خطوطا حمراء تمنع خوض معركة لتحرير حلب وخاصة حي بني زيد .. وأن الاشارة لم تصدر بعد للموافقة على اطلاق معركة فيها .. واستفاد المتمردون في الحي من هذه الاشاعات والتطمينات التي كانت تعني بالنسبة لهم أنهم فوق العقاب والمحاسبة والقانون وأنهم يحظون بغطاء دولي وتركي .. فقام المتمردون في الحي بعملية تحدّ وثأر متوحشة من حلب فاقت كل التصورات وتسببت في مئات الشهداء استجابة لتعليمات من أقنع المتمردين أنه سيحميهم وأنهم خطوط حمر في عيونه .. ويبدو أن هناك من لايكترث لمن يقاتل في حي بني زيد وهو يقنعهم أنهم لايزالون تحت حماية مظلة دولية وتركية وامريكية وأن كيري لم يأذن بعد للافروف باعطاء اشارة التحرير .. ولكن مختصر القصة أن نهاية التمرد في هذا الحي قد اقتربت وأن مصير بابا عمرو حرفيا سيكون من نصيب حي بني زيد .. وأن مشاهد المتمردين الذين كانوا في بابا عمرو يهزون شاشات الجزيرة بأصواتهم المتحدية وقد تكوموا في النهاية مقيدين بالسلاسل في ساحات بابا عمرو ستشاهد قريبا في بني زيد .. وقد رأيت بعض ثورجية بابا عمرو الذين اعتقدوا انهم حكام سورية المقبلون وهم مقيدون في مشاهد خاصة يتوسلون باكين ويطلبون الرحمة ويقبلون حذاء الضابط الذي كان يحقق معهم ويقولون انهم كانوا يرغمون على تناول مخدرات لارتكاب الفظائع والذبح ..
أنني سأقول الآن بأن لاخطوط حمر بيننا وبين حلب وبالذات بيننا وبين القتلة في حي بني زيد .. وهناك قائمة بأسماء بعض القتلة الذين كانوا يحثون على قصف المدنيين الحلبيين .. ستصلهم يد العدالة وسيشاهدون مكومين في نفس مشاهد بابا عمرو .. ولن ينفعهم أردوغان ولاتركيا ولاكيري ولا أوباما .. وأنا على يقين أن احدى الزيارات القادمة والجولات للرئيس الأسد ستكون في حي بني زيد كرمز لاسقاط رمز من رموز الجريمة والعواصم الهزلية للثورات ورمز من رموز اسقاط الخطوط الحمر الوقحة ..

المطرقة السورية ستسحق كل من اعتقد أن في سورية عاصمة أخرى غير دمشق .. وأن كل من اعتقد أنه يتظلل بعلم تركيا الأحمر أو خطوطها الحمر عليه أن يعلم أن تركيا هي التي لاتستطيع تجاوز الخطوط الحمر التي وضعت لها منذ بداية الحرب والا لتجاوزتها منذ زمن .. كما أن كذبة الخطوط الحمر التي تمنعنا من تحرير بيوتنا تبين أنها لعبة وهمية واعلامية وأن التريث في التحرير له أسباب كثيرة واعتبارات سورية بحتة وليس بينها شيء واحد اسمه .. خطوط حمر ..
وقبل انطلاق المطرقة على الهدف القادم سنقول لأولئك المقاتلين الذين كانوا يحاربون لكي يلحقوا حلب بجمهورية اردوغان العثمانية والذين يرون الطوق يضيق حول حلب: من رمى سلاحه مبكرا ودخل بيته وأغلق بابه فهو آمن الا من وجدت بصمات أصابعه على قذائف الموت وقذائف جهنم .. فهؤلاء نعرفهم واحدا واحدا وسينالون العقاب القاسي ولو تعلقوا بأستار الكعبة وأستار استانبول والبيت الأبيض .. فسنقتلعهم من شروشهم ..

نحن على موعد مع سقوط رمز كبير من رموز العصيان والتمرد .. وسقوط مروع لمنطق وأوهام الخطوط الحمر .. التي لانستطيع أن نراها بين بيوتنا وبين حجراتنا ولانعترف بها .. فكل الخطوط في الوطن خضراء في عيوننا الخضراء .. كل الأحياء بابا عمرو .. سواء كانت في حمص أو حلب أو الرقة .. أو دوما أو جوبر ..

ونحن نتطلع الى زيارة الرئيس الأسد الى حي بني زيد تحديدا لنلتقط معه ومع رجال الجيش الصور التذكارية التي تحرق قلوب الكثيرين من السحرة والأصنام ..

أنا لاأعرف جدول مواعيد وزيارات الرئيس الأسد القادمة ولكن الخرائط العسكرية والسياسية التي تتطور بسرعة في حلب تكاد تقول انه سيرى قريبا في حي بني زيد .. يأكل معنا .. ويجلس معنا .. ويصافحنا .. ويدفن قذائف جهنم .. وعصر جهنم .. ويحطم أصنام جهنم ..

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2016-07-15 04:58:53   الامام علي
لن نكون كالامام علي رحيما باعدائه ليش هناك رحمة للوهابية الانجاس انهم قرن الشيطان
اسد علي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz