دام برس:

سيداتي سادتي .. معالي الوزراء الجدد من استلمتم مناصبكم ومسؤولياتكم الجديدة بعد اختياركم من قبل معالي رئيس المجلس الجديد المهندس عماد خميس .. وقبل أن تلتقوا مع السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد، اسمحوا لي في البداية أن أهنئكم على حقائبكم الجديدة، وألفت انتباهكم إلى أنني لا أنظّر عليكم أبداً ...

معالي الوزراء: أنتم بالتّأكيد من أصحاب ذوي الخبرة  وحاملي الشهادات، من ذوي السمعة الحسنة والأثر الطيب، رحم الله امرئ عرف حده ووقف عنده، كل مافي الأمر أنني أحاول أن أتكلم بلسان جميع المواطنيين السوريين الذين صمدوا وقاوموا وقدموا فلذات أكبادهم دفاعاً عن هذا الوطن في وجه أعتى حرب عرفها التاريخ السوري.

دعوني أذكركم ببعض الأرقام التي ذكرتها صحيفة السفير اللبنانية بتاريخ 13_6_2016 والمأخوذة عن مركز فيريل الألماني..

هل تعلمون أن الطبقة المتوسطة في سورية تضاءل حجمها من 60% من الشعب السوري إلى 9.4% ؟

هل تعلمون أن نسبة الفقر المدقع في سورية أصبحت 86.7 ٪ ؟

هل تعلمون أن في دير الزور السورية من يتضور جوعاً، من يشتهي قطعة لحم ولا يستطيع أن يحصل عليها لأن تكلفة الوجبة الواحدة من الطعام هناك تبلغ 25000 ل. س وتزيد؟

هل تعلمون ماذا يحصل في الفوعة وكفريا حيث الأوضاع الإنسانية الصعبة والحرجة جداً والحصار الظالم المفروض على كل شيء على الحجر والبشر؟

هل تعلمون أن هناك مواطنين لم يستطيعوا أن يدخلوا اللحم الأحمر أو حتى اللحم الأبيض إلى بيوتهم منذ أشهر طويلة؟

ماذا أعلمكم وأخبركم؟! لقد وقفت الكلمات عاجزة عن وصف معاناة الشعب السوري .. عن الجيش العربي السوري وأبطاله الصامدين في كل ثغر بمواجهة التنظيمات المسلحة من "داعش" و"النصرة" وأخواتها.. عن أهالي الشهداء ومعاناتهم اليومية .. عن المصابين وضحايا الحرب .. عن المشردين الذين يفترشون الطرقات ويلتحفون السماء في الحر والقر.. أم عن الشباب السوري المفعم بالحيوية الممتلىء بالمواهب والذي أصبح حلمه هو باب الطائرة ومدرج المطار.. أم عن أسعار المواد الغذائية الملتهبة وارتفاع أجور النقل والمواصلات وأسعار المحروقات؟؟

المواطن السوري يستحق منكم أن تخففوا عنه تداعيات هذه العقوبة الجماعية التي فرضتها الدول عليه ... نحن نعلم أن قسم كبير من الصناعة دُمْر وسُرق، هذا فضلاً عن تراجع مساحة الأراضي المزروعة وتقلص عدد مولدات الكهرباء بالإضافة إلى نقص المحروقات اللازمة لتشغيلها .. ونعلم أن هناك قسم من القطع الأجنبي خرج من البلاد وأن الكثير من الخبرات والكفاءات هاجرت بسبب الحرب .. ولأن ظروفنا استثنائية يجب أن تكونوا استثنائيين بكل المقاييس.

نتمنى من معاليكم أن تكونوا سنداً لنا لا عبئاً جديداً علينا .. أن تكونوا معنا في كل مجال لا ضدنا .. في النهاية نتمنى من لا يجد في نفسه القدرة على تحمل مسؤوليات عظيمة أن يرفض المنصب ليدع غيره يعمل .. نتمنى لكم التوفيق في مهامكم الصعبة والمستفحلة التي تستلزم معالجات سريعة وتحركات طارئة .. شكركم على رحابة صدركم وتفهمكم أحوالنا وتمنياتنا لكم بالنجاح العاجل.