Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 18 نيسان 2024   الساعة 01:15:57
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ديفيد كاميرون في متحف الشمع .. يسلم على التروماي .. بقلم: نارام سرجون
دام برس : دام برس | ديفيد كاميرون في متحف الشمع .. يسلم على التروماي .. بقلم: نارام سرجون

دام برس:

رغم قسوة هذه الحرب فان فيها مفارقات عجيبة كل واحدة يكون فيها الذهول أكثر من الاخرى .. فما يحدث في العالم يستحق أن يدخل في سجلات العجائب والغرائب ..

ولاشك أن المؤرخين سيختلفون حول أشياء كثيرة ولكنهم سيختلفون أكثر حول تسمية هذه الظاهرة وهي أن كل الذين طالبوا الأسد بالرحيل حلت عليهم لعنة الرحيل الصاعق .. وهذه المفارقات المذهلة التي تحدت كل المنجمين وكل استطلاعات الرأي وكل نشرات الطقس ومتغبرات المناخ الدولي تذكرني برواية أولاد حارتنا للروائي المصري نجيب محفوظ .. وبغض النظر عن الاسقاطات الدينية والرمزية في الرواية فانني لن استعير تلك الاسقاطات العميقة والحساسة بل سأستعين بالرواية المجردة البسيطة عارية من اسقاطاتها وألوانها وسأقول: لو كان نجيب محفوظ يكتب رواية (أولاد حارتنا) فلا شك أنه سيمنح الرئيس الأسد شخصية الجبلاوي الذي ينتظر رحيله أبطال الرواية منذ أول القصة الى نهايتها .. ولكنه يبقى في قصره لاينال منه الرحيل فيما جميع أبطال الرواية وشخصياتها تنتهي أدوارهم وهو لايزال في هالته وهيبته في قصره .. سر بقاء الجبلاوي اكتنفه الغموض فيما لايكتنف سر بقاء الأسد اي غموض .. لأنه بقي بارادة الشعب السوري الذي وجده رمزا لأرضه وارادته وكرامته فقرر أن يثبته كما ترسو الجبال على الارض ..

وأعتقد أن الشعب السوري بعد هذه المحنة يجب أن يؤرخ هذه المرحلة التاريخية وهذه اللحظة الزمنية الفاصلة في نصب تذكارية كبيرة ونشاطات ولوحات جدارية عملاقة يمر بها الأبناء والزائرون وهم مشدوهون .. ولكن يجب أن يكون هناك شيء يخض به الراحلين من الزعماء الذين كانوا يريدون رحيل الأسد .. كأن يكون هناك متحف للشمع (على غرار متحف مدام توسو في لندن) حيث توضع فيه تماثيل شمعية للزعماء والشخصيات الذين حلت عليهم لعنة الرحيل لمجرد أنهم طالبوا الأسد بالرحيل .. المتحف سلفا امتلأ ولم يعد هناك متسع وصرنا لانتذكر بعضا من أولئك النمور الكرتوينة الذين طواهم النسيان .. وسيغص متحف الشمع قريبا ويختنق بالداخلين من غير موعد من ملوك وأمراء وشيوخ وحمساويين واسلاميين ورؤساء وزراء ووزراء ومذيعين واعلاميين ومعارضين ومعارضات من كل الألوان .. وآخر الواصلين طبعا هو رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون .. الذي سيلحق به سريعا باراك أوباما .. وبينهما قد يدخل بشكل غير متوقع رئيس أو ملك من الشرق الأوسط ..

وكلما نظرت في صورة ديفيد كاميرون أحس أنه عندما يصل الى المتحف سيجد أنه وصل الى عصفورية وليس متحفا وسيستقبله فيها رفاقه من جماعة (الأيام المعدودة للأسد) .. وسيغنون له هذه الأغنية وهو يقف تماما في نفس الموقف .. وأنا باسمكم جميعا سأهديه اياها من كل قلبي .. فأرجو ممن يلتقيه أن يترجمها له بكل مافيها من سخرية .. بانتظار زعيم جديد سيسلم لنا على التروماي.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz