دام برس:
نحتاج في تحليل" الفكرة الموضوعه للبحث " إلى أمورٍ كثيره قد نجهل تأثير كل منها في الاختيار التراتبي للتحليل الممنهج.. فإذا ما بحثنا في الجانب الإعلامي كتلقي القارئ أو إذ ما سميناه عملياً بالمستهلك الفكري ، إذا مابحثنا في مراحل تلقيه للمعلومه ومدى تفاعله مع الفكره ..سنجد أن هناك العديد من الصور العمليه لهذا التفاعل .
فعندما يُعطى المستهلك الفكري معلومه ما بغض النظر عن موضوعها ، سنجد أنّ هناك عدة احتمالات نذكر منها:
1]- إذا ماكانت المعلومه موضوعه بين يدي القارى خالية الوفاض ،أي إذا لم تكن مدعمه بالدلائل ،هنا ستواجه عدة أطراف :
أ)-مستهلك من" الفئة الرابعة " : وهو الذي يتلقى المعلومه من طرف اعلامي بغض النظر عن إتجاه هذا الطرف فيصدقها بدون دليل ملموس، وهم الفئه الفكرية فقيرة الحال .
ب)- مستهلك من" الفئة الثالثة ": وهو الذي يتلقى المعلومه من طرف إعلامي قام باختياره دون غيره وترك أطراف أخرى لإتفاقهِ مع الإيديولوجيا المتبعه من قبل هذا الطرف ..فيصدق المعلومه دون دليل ملموس.
ج)- مستهلك من " الفئة الثانية ": وهو الذي تلقى المعلومه من طرف إعلامي اتفق معه في الإيديولوجيا والمسار ..فقام بالتأكد من الخبر او المعلومه ثم تصديقها او نفيها..وهم الفئه الفكرية ال "نصف مثقفه" لاتباعها طرف دون غيره والبحث في مصداقية المعلومه الصادره عنه.
د)-مستهلك من" الفئة الأولى " : وهو الذي تلقى الخبر من طرف إعلامي -بغض النظر عن اتفاقه معه إيديولوجياً أو لا - فهذا المتلقي يستقطب المعلومه من عدة أطراف ويقوم بتحليلها ثم البت في صحتها قبل نشرها في الأفق الفكري المحيط..وهم الفئة الفكرية المثقفه وعملياً (الغنية فكرياً).

2]-إذا ماكانت المعلومة موضوعه بين يدي القارئ ومدعمه بدليل" حسي" أي تحوي كلام يبث روح العاطفه لدى القارئ فيسعى الى تصديقا إن كان من الفئة الفكرية الرابعة أو الثالثة حسب الطرف المصدّر للمعلومه.
بيد أنّ الفئة الثانيه والأولى لا تتأثر بها لأنها على قدر من الغنى الفكري ينفي روح العاطفه المنمّقه.

3]- إذا ماكانت المعلومة مدعمه بدليل مادي ملموس مثبت بالصور أو الشواهد المرئية .. عندها ستستقطب فكر الطبقات أو الفئات الفكرية السابقة بشكل عام .
فالفكر الاعلامي هو نسيج خلقَ بين طرفين مرتبطُ إحداهما بالآخر  ، (المصدّر للفكره والمستورد أو المتلقي لها ) ، فلا بدّ من عدم إهمال الطرف المصدّر للطرف المتلقي والسعي الدائم للأخذ بعين الإعتبار مدى تفاعلية كلا الطرفين مع الآخر ..وذلك حتى لو كان المتلقى من #الفئة_السوداء والتي اتخذت التعصب الفكري منهجاً لها ، وذلك لاحتمالية التآثير في فرد هذه الفئة بالاعتماد على مدى قوة الدليل ومدى تأثيره في حياة الفرد المتفكر في هذه الفئه .
 إعداد: محمد حمود