دام برس:
ماذا أنتم فاعلون ؟ وهل للنسيان سلطان عليكم ؟ أم الوعي هو الذي سيرتقي بكم إلى العزّة والقوّة و الوحدة ،حتى تتمكنوا من ردِّ الصاع صاعاً آخر على الأقل ، وتوقفوا تماديَهم في المكر والانتساب الكاذب إلى مسرب في الدين ، أو مسرب في النّسب والانتماء ؟
فنحن متّهمون بالسذاجة إن لم نفهم أنّ جيشَ الإنقاذ داعشي ، ومَن سيّر حرب العراق داعشي ومَن خطط لحروب التسعينات في العراق منهم ، ومَن قاد الفتنة في سورية وليبيا واليمن هو منهم ، ومَن أحصى عدد الشباب العرب الذين قتلوا في هذه الحروب داعشي . ومن البدهي أن مُعدِّي ومسيّري الدواعش هم أعراب ، وهم الحليفُ الأول والموثوق لدى اليهود والغربيين ؛ بدليل سلامتهم من التفجيرات ، أو الهجومات في مُدنهم ، فدمهم محفوظٌ ودمنا نازفٌ .
فهل مات صهيونياً أو أعرابياً على أيديهم منذ عشرين عاماً أو يزيد ؟ فمن السذاجة أنْ نقبل انتماءهم للعروبة ، أو لأي دين كان ؛ فخططهم السريّة تحكم بقتل الشباب العربيّ إما بأيديهم ، أو عن طريق الغدر ، أو الفتنة ، أو بدعم القاتل أو حبك الحروب التي توصلهم إلى أهدافهم ، وهم يتفرّجون ويتضاحكون في نوادي الليل .
فإلامَ نبقى هكذا رهائنَ لانتماءاتٍ صغيرة ٍ أو اعتقادات مغلوطة تفقدنا الثقة ببعضنا ، وتقوي أعداءنا ليغدروا بنا ؟ ألا مِن مرجعيّة تتجاوز كلَّ شيءٍ وتؤمن بالعروبة نطقاً وعملاً ، وتحتوي شبابنا حتى يؤمنوا بها ويدافعوا عنها ويبنوا حضارة ًعربيّة علميّة قويّة ؛ تحرسها الأخلاق ويحميها الصدق والعمل .عبدالفتاح أحمد السعدي : كاتبٌ، وشاعرٌ عربيّ فلسـطينيّ ســوريّ