Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
كلمة السر في توشكا السوري وما بعده حرب عالمية ثالثة .. بقلم : المحامي محمد احمد الروسان
دام برس : دام برس | كلمة السر في توشكا السوري وما بعده حرب عالمية ثالثة .. بقلم : المحامي محمد احمد الروسان

دام برس:

في لعبة الشطرنج(كش ملك)الذكاء أن تدفع خصمك ليلعب الحركة الأخيرة لا أن يحوّل هزيمته المحتومة لتعادل، حيث ثمة ادراك أمريكي أنّ الأكتئاب ثنائي القطبيّة يقود صاحبه لأرتكاب أكبر وأعمق الحماقات ومنها الأنتحار، ان كان فرديّاً وان كان جماعيّاً، لا بل البعض من الطرف الثالث بالمسألة السورية من بعض عرب وغير عرب، صار لديهم اكتئاب عميق متعدد القطبية يتفاقم بعد توالي الأنتكاسات لأدواتهم في الداخل السوري، نتيجة انجازات الجيش العربي السوري العقائدي هذا من جهة، ومن جهة أخرى، في أدبيات الفكر السياسي الواقعي(الغرب مغرق بالواقعية السياسية وينصب فخّاً للرياض وأنقرة)تتجلّى حكمة طبيعية: ان أردت أن تقسّمهم دعهم يعيشون وهم القوّة، ودعهم يدخولون حروباً خارج حدودهم. ليتهم يلعبون هؤلاء المغرقون بوهم القوّة ورقتهم الأخيرة وأيّاً كان قرارهم فهي حركتهم الأخيرة.

الواقعية السياسية هي فهم للمجريات التي من خلالها تستنبط الحلول والمواقف، وعليه تبدو الواقعية كحل وسط بين المثالية التي تقود الى الأنعزال والتهور الذي يقود للهزيمة، وعليك أن تكون ثعلباً لتعي الأفخاخ المنصوبة، وأن تكون أسداً لترهب الذئاب من حولك، وما أصعب الجلوس الى البلهاء، لأنّ كلام الأخيرة كلام بلاستيكي يمر ببطء في العنق، كما يمر جرذ مبتلع في عنق أفعى، فالبلهاء من الناس يكرّرون ما يقال ويمهدون بجهالة فاحشة، وما زال هذا النهج مرسوماً في العقل الجمعي لبعض اليوابس(أي الساحات)العربية، لأحتلال العقول لتحل محل احتلال الأرض، حيث اذا كنت لا ترى غير ما يكشف عنه الضوء، ولا تسمع غير ما يعلن عنه الصوت، فأنت في الحق الحقيق لا تبصر ولا تسمع، فهل من مبصر وسامع؟!. الفدرالية الروسية، في المسألة السورية والمسألة العراقية(أسلحة روسيّة جديدة ونوعيه في طريقها الى بغداد الآن)وحتّى في العلاقة مع الرئيس أردوغان ومن هم على شاكلته، قطعت كل الجسور، وهي لا تقبل الاّ الأبيض أو الأسود، وهذا ما يزيد من مأزق أردوغان ونظرائه من عناصر الطرف الثالث في الحدث السوري وباقي أحداث الساحات الأخرى، فلم تعد موسكو تهتم بالتطمينات الكاذبة فهي خبرتها في ليبيا وفي العراق وفي أفغانستان وفي أوكرانيا، وهي تعمل الان على انهاء مشروع ضخم وخطير ويعد الأخطر بعد مشروع سايكس اللعين وبيكو الخبيث على المنطقة، حيث يتموضع هذا الأطار الفيروسي الأخطر، في قيامته وفعله على اعادة الهندسة الأجتماعية للمنطقة برمتها عبر الأستثمار في مصفوفات الأرهاب الأممي واستراتيجياته وعصابة داعش في مقدمتها، حيث نرى أنّ الأمريكي عبث بأمن واستقرار العالم انطلاقاً من دمشق، والعالم الحقيقي يخوض معركته الأممية الرابعة الآن بين قلاع دمشق وأسوار موسكو وسور الصين، ومنحنيات الطبقة الوسطى الأيرانية، ذات الأفاق السياسية والتي يمكن الرهان عليها، ايرانيّاً لنهوض طهران ونحت مصالحها في مجالاتها الحيوية هذا من ناحية، كما يراهن الغرب عليها عبر اللعب على خطوطها لتغيير ايران، بما يتفق ويتساوق ويتماثل مع مراوح مصالحه من ناحية ثانية، حيث أنّ الأستراتيجيات البديلة لواشنطن والتي تشتهر بوضعها، تدفع الى العلاقات الحميمية الحمراء مع مروحة العبث الولاياتي الأمريكي مع استراتيجيات الأستدارة نحو أسيا للعبث بأمن الصين وروسيّا وايران، وللتغلغل داخل مفاصل الدولة الأيرانية عبر سياسات التطبيع الناعم مع طهران، فجاءت الرؤية الروسيّة الجديّة الآن في قيامها بمروحة واسعة من الأسلحة النوعية والكميّة والذخائر عبر الجو والبحر والبر(انتظروا انتهاء تداعيات وعقابيل مؤتمر ميونخ 2 باطارها الدبلوماسي والسياسي) باتجاه الدولة الوطنية السورية ونسقها السياسي، معلناً فلادمير بوتين: لن أسمح بسقوط الأسد وستبدو السماء(كفروة)خاروف، في حين نسمع السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي وبعد أن التقاه الوزير لافروف من ميونيخ2 يقول: الهدف ازاحة الأسد ولا يمكن هزيمة داعش من دون رحيله. فسورية مركز الكون وتوازنه ومنها يبدأ تشكل عالم متعدد الأقطاب، والصراع الروسي وحلفائه من جهة، مع الأمريكي وحلفائه من جهة أخرى، يتأرجح بين العداء والتنافسية المطلقة، فان سقطت دمشق سقطت موسكو وبكين وطهران، هذه هي المعادلة بكل بساطة، وما يجري في دمشق وجلّ الجغرافيا السورية يجري في شوارع وأزقة موسكو وبكين وطهران، بالنسبة لرؤوس المثلث المقاوم الروسي الصيني الأيراني لأستراتيجيات العبث الأنجلوسكسونية، وتصرفات العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تشبه تصرفات الرايخ الثالث، هكذا تعتبرها نواة وهياكل منظومة الحكم الروسية، والوجود الروسي في المتوسط والداخل السوري ليس قعقعة سلاح، لا بل وجود عملياتي فعلي بتفاعل مع الميدان ولغته والنتائج يراها ويسمعها الجميع، والدولة الوطنية السورية بجانب استهدافات البؤر الحاضنة للأرهاب في الدواخل السورية، تستكمل بناء هياكل الديمقراطية السوريّة الحقيقية المناسبة للمجتمع السوري المقاوم. فبعد البدء في تنفيذ قرارات هذه المروحة العسكرية الروسية الواسعة ازاء دمشق لمكافحة مجاميع الأرهاب المدخل والمتعاظم في الداخل السوري، بسبب الصفاقات السياسية للولايات المتحدة الأمريكية ومصفوفات الأدوات من أتباعها في المنطقة، وما تبعها من اسنادات ايرانية مماثلة واسنادات صينية ماليّة ودبلوماسية قد تقود الى اسنادات عسكرية صينية في الداخل السوري وقريباً، ازاء مجاميع الأيغور التي تمّ احلالها في قرية(الزنبقي)وغيرها مكان السكّان الأصليين، خفّ نعيق الأسرائيلي الصهيوني، وصارت انقطاعات هنا وهناك لعواءات للطرف الثالث بالحدث السوري، ولم نعد نسمع فحيح أفاعي البعض العربي المتقاطع مع الطرف الثالث في المؤامرة على سورية ونسقها السياسي، الا تصريحات جديدة غير واقعية وغير موضوعية لرفع معنويات الأدوات الأرهابية المدخلة في دواخل الجغرافيا السورية. وعندما حانت لحظة الحقيقة ومنذ بدء الفاعل الروسي لمفاعيل الفعل العسكري في البؤر الساخنة في الداخل السوري عبر، شملت تلك الضربات النوعية والكمية الروسية السورية المشتركة، الجماعات الشيشانية والشركسية التي أدخلتها الأستخبارات التركية منذ بدء الحدث السوري وتفاعلاته وعقابيله، حيث تلك الجماعات دخلت لتفعل فعلها وتتمرن في الجغرافيا السورية، وتستبيح ديمغرافية تلك الجغرافيا واللعب بالمكونات للشعب السوري، بما فيهم المكون الشركسي السوري الوطني الذي وقف بجانب دولته الوطنية، حيث تم الأدخال بمعرفة الطرف الثالث في المسألة السورية، ليكون الأخراج لها كأثر في القوقاز الروسي كمجال حيوي عميق وذو أثر لجهة ايلام روسيّا لاحقاً. كما تشترك الصين مع الروسي لجهة استهدافات آلاف الأيغور الصينيين الذين تمّ ادخالهم ودخلوا عبر تركيا الى سورية، وخاصة من المكونات السياسية ومنظومات المورد البشري للحزب التركستاني الأسلامي والذي يجنح باستمرار لجهة التطرف نتيجة عمليات التعبئة الفكرية السلبية، فهناك أكثر من عشرين ألف فرد من الأيغور تحديداً مع عائلاتهم تم استيطانهم في سورية، واحلالهم في قرية(الزنبقي)المجانبة والمحاذية للحدود مع تركيا، بعد أن تم تهجير سكانها بفعل داعش والنصرة وكافة أدوات المصفوفة الأرهابية المدخلة الى الداخل السوري. ومن هنا نرى أنّ الصين والتي تملك أكبر شبكة تجسس استخباراتية بمجال التكنولوجيا الألكترونية الدقيقة، بجانب مصفوفات استخباراتية أخرى ذات حس استخباري كبير وعالي، حيث مسارات التعاون مع المصفوفات الأستخباراتية الروسية والأيرانية على شكل(اتوستراد)واسع وطويل، تتشارك مع الفدرالية الروسية في المواقف والمخاوف ازاء المسألة السورية وحدثها ومفاصل جلّ المؤامرة على دمشق، لذلك بدأت كل من موسكو والصين وطهران وعبر ميكانيزميات دبلوماسياتهم النشطة في تحديد اطار عمل دولي وقانوني لعمل بعثاتهم العسكرية في سورية، ومنذ فترات ليست بالطويلة، ولا أحد يعرف كيف تفكر دمشق. فلادمير بوتين الذي أيقظ الشعور القومي الروسي المتعاظم والمتصاعد في وجدان ونفوس سكّان الجغرافيا الروسية، وتصالح بعمق مع الكنيسة الأرثوذكسية والتي موطنها سورية قلب الشرق ومفتاح البيت الروسي، يدرك بامتياز عميق أنّ روسيّا بدون سورية وديكتاتورية جغرافيتها ستخرج من المعادلة البحرية العسكرية في أيّة مواجهات مع الغرب والأمريكي، فالأسطول الروسي الذي يحتاج الى قطع مسافات شاسعة في البحار بين البلطيق والمتوسط سيضطر للعودة الى البلطيق اذا احتاج الى ملائة وفرشاة أسنان ومعجون لأحد جنوده. اذاً: اذا خرجت روسيّا من معادلات القوّة العسكرية في البحر مع خروجها من معركة الطاقة وخاصةً الغاز مهزومة، بانتصارات خطوط الغاز الأوروبية القطرية السعودية مع احتكار تركيا على خطوط الأمداد، وتحول تركيا الى دولة ترانزيت ثرية بفعل الأستيلاء على خطوط الأمدادات، وستكون تركيا(ومن الزاوية الروسية)أكثر استعداداً وشراسةً لدعم جلّ سفلة سلّة الزبالة هذه من الأرهابيين والتكفيريين في العمق الروسي لتمزيق مفاصل وأحشاء روسيّا، عندّها وهنا فقط ستخرج موسكو وربما الى الأبد من المعادلة العسكرية والسياسية والأقتصادية الأممية. نواة الدولة الوطنية الروسية رأت أنّ الدولة الوحيدة في المنطقة والتي لم تبدّل السلاح الروسي هي سورية، وأدركت أيضاً ومنذ أن بدأت الأخطار تتهدّد أهم محركات الأقتصاد الروسي(النفط والغاز)، وجدت منظومة الحكم في موسكو أنّ الرصاصة القاتلة لمشاريع الطاقة الروسية تأتي من مشروعات النفط والغاز الأوروبية الأمريكية الخليجية من قلب جزيرة العرب لتصب في سواحل البحر الأبيض المتوسط، وخاصةً على الساحل السوري عبر الأراضي السورية الى تركيا. الروسي والسوري والأيراني والصيني، لديهم قراءات دقيقة لمعطيات تتقاطع مع معلومات مؤكدة، أنّ عناصر الطرف الثالث في المسألة السورية وبعد صناعة الرأي العام في أوروبا(والأخير تم خلقه وتشكله بعد عاصفة اللاجئين السوريين والتركيز عليها ببعدها الأنساني العاطفي بشكل استثنائي)وجعله يؤيد تدخلاً عسكرياً غربيّاً في سورية لأنهاء عصابة داعش، قرّرت كل من واشنطن وفرنسا وبريطانيا واستراليا والسعودية محاربة داعش للتغطية والتظليل عن الهدف الرئيس وهو اسقاط النظام في سورية وبالقوّة العسكرية وعبر الجبهة الشمالية السورية، حيث عمّان وفي المعلومات رفضت أي تحركات عبر حدودها لا بل واستبقت ذلك من خلال الأبتعاد عن غرفة الموك، ومساعدة الروسي لها في نصف استدارة ازاء دمشق(زيارة مسؤولين عسكريين أردنيين لموسكو مؤخراً، بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع السوري تؤكد وجود سياسة استيعاب مدروسة للدور الأردني تقاطعت مع رؤية أردنية رافضة لعسكرة الحل السياسي الذي ينشده الجميع، حيث عمّان مع ستاتيكو سياسي جديد، وليس مع 14 أذار سوري مثل اللبناني، بالرغم من التصعيد السياسي والدبلوماسي السوري ازاء عمان، وهذا مفهوم ومستوعب لمواقف عمان التي تساوقت مع الطرف الثالث بدايات الحدث السوري، بسبب الضغوط الأمريكية والسعودية والقطرية وغيرها). هنا جاءت القرارات الروسية الأخيرة ومسارات ترسيمها على أرض الواقع والميدان، عبر مروحة مساعدات عسكرية بما فيها السوخوي سي 35 على أرض الميدان، تستهدف الميدان نفسه والسيطرة كما تستهدف السياسة، حيث ذهب الأسرائيلي(في الكواليس)لفك ارتباطاته مع زبالة الأرهابيين ودفعهم نحو الأردن(الأقليم الشمالي)، وبدأ هذا الأسرائيلي الصهيوني ببناء جدار الكتروني عازل على طول الحدود الأردنية الأسرائلية الصهيونية من العقبة الى تمناع بطول 30 كم، على أن يستكمل بناء الباقي والبالغ 230 كم لاحقاً لحماية نفسه من الأرتدادات الداعشية الى الداخل الأردني، نتيجة لبدئه في دفع زبالة الأرهابيين، الذين تحالف معهم منذ بدء المؤامرة على سورية، وقد تكون فرنسا قد أرسلت رئيس جهاز المخابرات الفرنسي الخارجي برنارد باجولي سرّاً(بعد مغادرة الفابيوس للحكومة وحلول رئيس وزراء فرنسي سابق مكانه)الى موسكو لمقايضات هنا وهناك ورفع العقوبات عنها. فدمشق استطاعت أن تفرض تغييراً متدرجاً في السياسة الغربية اتجاه سورية من مرحلة(مطلب رحيل الأسد السدّ المنيع في وجه المؤامرة، فتمسّك هذا الأسد البشّار بشّار الأسد بالسلطة أسمى تجليات الوطنية والقداسة)الى مرحلة(بقاء الأسد بشروط لا بل ما هو أبعد من ذلك)، ونجحت باعادة الربط بين دمشق والقاهرة، وقد يكون ما يجري هذا الأوان على طول خطوط العلاقات المصرية السورية أكبر من تنسيق مشترك في الأمن وسيتبعه خطوات سياسية نأمل ذلك، بالرغم من أنّ السياسة المصرية حتى لحظة كتابة هذه السطور، تمارس تكتيك سياسي يتموضع في وضع قدم في الماء وقدم في اليابسه ازاء ما يجري في سورية، وأميل كغيري من من يخافون على مصر ودورها، بسؤال(النيوعروبيين)أن(يشرّحوا)لا أن يشرحوا لنا هوامش وأوراق السياسة المصرية الحالية. نعم مصر وحتّى بأمنها القومي المائي صارت مرتبطة بالرياض، وفي المعلومات حيث قادت السعودية وساطة مع الكيان الصهيوني لتليين الموقف الأثيوبي في المفاوضات حول مشروع سد النهضة، ليظهر فخامة الرئيس المصري كمفاوض عنيد، مقابل اعلان مصر دعمها بارسال قوّات برية سعودية الى سورية، وقد تشارك فيها وتحت اليافطة السعودية في محاربة عصابة داعش(الطفل الأمريكي المدلل، حيث داعش بيولوجيّاً نتاج الفكر والفقه الوهابي المتطرف، فقه البادية لا فقه الساحل وشتّان بينهما)، ومصر تعلم أنّ الدعوة السعودية الى قوّات بريه لمحاربة نازيو القرن الحادي والعشرين، ما هي الاّ بمثابة غطاء لتدخل عسكري تركي قد تحتاجه بجانب غطاء من الناتو، كما هي أيضاً دعوة لتحالف برداء الحرب على ابنها البيولوجي الداعشيّ لكي تستعيد أدواتها زمام المبادرة، وأنّ الرياض وأنقرة تسعيان لأستجلاب عدوان بري على سورية، لم يستبعده الأسد في مقابلته الأخيرة مع وكالة اعلامية فرنسيه لها حضورها وارتباطاتها في الداخل الفرنسي، فالموقف المصري مع كل أسف ازاء المسألة السورية رمادي مبهم، والمستفيد الوحيد من ذلك وما يجري في سورية هو الكيان الصهيوني، وستكون"اسرائيل"مرتاحة لأبعد الحدود لهذا الغطاء المصري. نعم انّ تطورات الميدان العسكري السوري، أرخت بثقلها على عواصم حلف الحرب على سورية وفي سورية وحولها، نرى واشنطن تنشط ضمن منظومة التسوية السياسية لحجز مقعد سياسي لحلفائها من البعض العربي وغيره، كما تنشط ضمن منظومة الحرب على الأرهاب لتدعو حلفائها الى حجز حصّة من الجغرافيا السورية، فنصحتهم بعدم اضاعة الوقت والمسارعة الى حشد بري يشارك في الحرب على عصابة داعش(الضوء الأخضر الأمريكي حاضر هنا)، ليسبق الجيش العربي السوري وحلفائه الى الرقّة، ويمسك بجزء من الجغرافيا المشغولة من قبل الأرهابيين، يجري تسليمها للقوى التابعة لتركيا والسعودية، وجعل وحدة التراب السوري الجغرافي، رهناً بالتوافق مع هذه الجماعات الأرهابية تفاوضيّاً. وبعبارة أدق: لأنتزاع الكلمة العليا في سورية، والتي صارت تتركز بيد السوري والروسي، باسناد ايراني وحزب الله، وبغطاء صيني الى حد ما، فعداء السعودي الرسمي للسوري يفوق عدائه لطفله البيولوجي الداعشيّ. الصيني يدعم الروسي في سورية لأسباب عديدة ذكرناها لاحقاً، بجانب حاجة الصيني للروسي ودعمه له في علاقاته الصدامية مع الأمريكي في بحر الصين، ولمساعدته في ضبط مغامرات كوريا الشمالية، مع سعي الصين وعبر الملف السوري الى ارباك الناتو في الشرق الأوسط، قبل التمدد الأمريكي الأكبر والأعمق في شرق أسيا، فمجتمع المخابرات الصيني متقاطعاً مع نظيره الروسي ونظيره الأيراني، يتابع أليات اعادة الهيكلة للوجود الولاياتي الأمريكي في المنطقة وخاصةً في الخليج، بعد دخول الأتفاق النووي الأيراني حيّز التنفيذ بتفعيل وتفاعل، ان بسبب اكتفائها من الطاقة لغايات استراتيجيتها الجديدة(الأرتكاز الأسيوي)في شرق ووسط أسيا لمحاربة الصين، فبعد أنّ سلّمت واشنطن قاعدتها لبريطانيا في البحرين(راجع تحليلانا: ثمة صراع أمريكي بريطاني على فرز ديمغرافي وجغرافي للساحات)تجيء زيارة العاهل البحريني لموسكو ولقائه الرئيس فلادمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود، لأخذ المباركة الروسية لغايات تأمين غطاء دولي لأوضاعه الداخلية، حيث أنّ التصرفات الأمريكية صارت غير مؤكدة اليوم، وقد تكون هذه هي القطبة المخفية في علاقات المنامة مع روسيّا اليوم. وحيث الرياض قالت أنّ أي قوّات برية ستكون ضد عصابة داعش الأرهابية(نازيو القرن الحادي والعشرين)، بعبارة أخرى التدخل العسكري البري ان حدث ينحصر في المناطق الشرقية في دير الزور والرقّة(سؤال للسعودي: هل تضمن عدم انضمام جنودك لعصابة داعش في أماكن سيطرته، كونهم يشربون من ذات النبع الوهابيّ الراديكاليّ؟!)، وهذا الدخول العسكري السعودي في هذه المساحات المتصلة جغرافيّاً مع العراق، هي أيضاً لغايات جلب الزومبيات الأرهابية وجذبهم الى هذه المناطق، حيث أوضاع الزومبيات في الريف الشمالي السوري قرب الحدود مع تركيا لا تسر لا عدو ولا صديق بسبب الفعل الروسي السوري الأيراني وحزب الله المشترك، كما هي أيضاً موجهة لأيران وهي تتزامن مع بداية أزمتها الأقتصادية وبداية الأنفراج الأقتصادي الأيراني، حيث نرى الفصائل الفلسطينية العشرة المعارضة لأوسلو في 12 أيلول عام 1993م، بجانب قيادات فتح، وكوادر من حزب الله اللبناني يجتمعون تحت سقف واحد في ايران(الرسالة وبدون تشفير وصلت للسعودية واسرائيل وأمريكا). وهناك معلومة في غاية الأهمية تكمن في التالي: أثناء فك الحصار النازي الأرهابي القاعديّ الداعشيّ الوهابيّ الأرهابيّ عن نبل والزهراء، تم استخدام صاروخ باليستي من نوع توشكا من قبل مقاتلين من حزب الله، وهذه رسالة واضحة الى أمريكا و"اسرائيل" وبدون تشفير وبدون تشفير، أنّ أي تسليح للأدوات الأرهابية في الدواخل السورية، يعني تزويد حزب الله بمثل هذا الصاروخ، وتقول المعلومه بطرفها: أنّه وصل وبكميات معقولة للتوشكا السوري، وصاروخ توشكا خبرته الرياض في حربها العدوانية الهمجية على اليمن العربي وما زالت، حيث الأستخدامات من قبل الجيش العربي اليمني، وتوشكا السوري رأس جبل الجليد الصاروخي السوري، والمتأهب من الصواريخ السورية الأستراتيجية لكثير من الأهداف أعظم وأعمق، وذو مدايات بعيدة تطال كل الجغرافيا التركية، وجزء من الجغرافيا السعودية، حيث لم يستخدم السلاح الصاروخي السوري الأستراتيجي بعد، ولم يتضرر كالدفاعات الجويّة السورية، اذاً كلمة السر في توشكا السوري فما رأي السعودي والتركي والقطري والأسرائيلي؟ أفيدونا يرعاكم الله. فقرار وقف اطلاق النار في سورية، الذي توافق عليه الروسي والأمريكي وكل المجتمعين في ميونخ2، غير عملي حيث التنظيمات الأرهابية منتشرة بشكل مشتت في جلّ الجغرافيا السورية غير الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، وهذه الجغرافيا يسيطر عليها تنظيم داعش وجبهة النصرة بنسبة 90% وكلاهما تنظيمين ارهابيين وغير مستثنيين من العمل العسكري الروسي والسوري، و10%  يسيطر عليها تنظيمات أخرى كأحرار الشام وصعاليك جيش الفتح وجيش الأسلام الأرهابي وكلّهم من نسل القاعدة مباشرةً، فكيف سيطبق هذا القرار اذاً ومن يضمن تطبيقه؟ كل ما سبق يؤشّر الى حقيقة واضحة وهي أنّ عقيدة الفدرالية الروسيّة تختلف عن عقيدة الأتحاد السوفياتي السابق، وهي أنّ موسكو تدافع عن حلفائها، وسورية خط أحمر لروسيّا وما بعده حرب عالمية ثالثة قاله ديمتري ميدفيدف رئيس الوزراء الروسي في ميونيخ2، مع اعلان منظمة الأمن الجماعي دعمها لدمشق في حربها على الأرهاب مؤشر قوي على ما ذهب اليه ميدفيدف بالتفاهم مع بوتين، وهي رسالة الى مصر المترددة للدخول بجانب الدولة الوطنية السورية صيانةً للآمن القومي العربي، وهذا مؤشر آخر أنّ الشرق الأوسط ولعشرين عام قادم على الأقل سيسوده قليل من السلام وكثير من القتال، بسبب الفكر المتطرف وخاصةً الوهابي والأستثمار فيه وفي الأرهاب، من قبل محور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به من بعض العرب مع كل أسف وحصرة. روسيّا، هي رأس حربة المنظومة الأسيوية الجديدة، والتي تمثل الثقل السياسي والعسكري والأقتصادي والمالي والأستخباري الصاعد في العالم، ومعها ايران وحلفائها في محور المقاومة كشركاء على الأرض، ومعها الصين ودول البريكس ومنظمة شنغهاي المعادل المدني والسياسي والعسكري والأقتصادي للآتحاد الأوروبي، هؤلاء الداعمين لأستراتيجيات روسيّا في العالم. الأستراتيجية الروسيّة في سورية تقوم بحدها الأدنى، بتولي قوّاتها الفضاء السوري والبحر السوري، في حين يتولّى الجيش العربي السوري العقائدي، والحرس الثوري وحزب الله والمقاومات الشعبوية السورية، والحشد الشعبي في العراق تطهير الأرض السورية والعراقية من سفلة الأرهاب وزبالته، لذلك هناك مشروع قرار روسي سيقدّم لمجلس الأمن الدولي ليشمل الفعل الروسي الساحة العراقية وبشكل واضح، كما هو في الساحة السورية، وموسكو أعلنت لمن زارها مؤخراً أنّها لن تسمح بتسهيل دخول الأرهابيين الى سورية من دول الجوار كما كان الحال من قبل. ولكن ما يثير الريبة بعمق هي تلك التقارير الصادرة عن مجتمع المخابرات البريطاني الأم أي سكس والأم أي فايف، بأنّ الأرهابي أبو عمر الشيشاني قد وصل ليبيا لقيادة عصابة داعش الطفل المدلل الأمريكي، حيث(أبوه)البيولوجي الوهابيّ، يعتقد كاتب هذا التحليل ومهندسه، أنّه ثمة محاولة انجليزية لنصب فخ لروسيّا عبر اللعب على العصب الروسي وشده واستدراجه للوحل الليبي، فلندن بخبثها وذكائها تعلم أهمية وحساسية شخص مثل الأرهابي أبو عمر الشيشاني، لكي تدفع وتدخل روسيّا في فعل عسكري مماثل لدخولها السوري، بطلب من الحكومة الليبية التي ستشكل قريباً، وذلك لآرهاقها عسكرياً واقتصاديّاً وافشالها، ويقع كل ذلك في سياقات الصراع البريطاني الأمريكي على مناطق النفوذ والأستعادة لبعضها من الجانب الأنجليزي، مع تكتيكات بريطانية مع الصين لدعمها في صراعها مع الأمريكي(الصين تتحفظ على ذلك كونها على تنسيق مع موسكو، فيما تهدف اليه لندن في المنطقة والعالم)، وأكثر جهاز مخابراتي يعرف كيف يعمل ويفكر الروس هم الأنجليز، ولكن موسكو ليست بهذه السذاجة التي تعتقدها لندن ومن وراء لندن، لننتظر ونرى كيف يتصرف مجتمع المخابرات الروسي ويقرأ ويحلّل التقارير الأستخباراتية البريطانية، ويفك شيفرة علاقاتها السريّة في هذه المعلومة بالذات مع مجتمع المخابرات الأسرائيلية الصهيونية، وخاصة مع جهاز الموساد برئاسة عارض الأزياء يوسي كوهين حبيب بعض العرب. وكما قلنا أنفاً أنّ الأسرائيلي الصهيوني قبل بالتخلي عن زبالة الأرهابيين، مقابل ترتيبات أمنية على الحدود في الشمال مع الأردن، والأردن قبل بالأجراء الروسي الأخير وابتعد عن الموك(أعلنت الموك فشل عاصفة الجنوب ما غيرها في وقته)ورفض فتح حدوده للطرف الثالث بالحدث السوري، وهو في طريقه نحو نصف استدارة ازاء دمشق بمساعدة الروسي، وفي حالة أن رفض التحالف العربي الذي يقوده السعودي والأماراتي والقطري، لجل الرؤية الروسية الجديّة الآن والتي بدأت تترسم على أرض الواقع والميدان، فانّ الجغرافيا اليمنية ستكون مقبرة لجنود هذا التحالف غير الشرعي، وخارج قرارات الشرعية الدولية والعربية أيضاً، لذلك قد نرى لاحقاً بعض انحراف سعودي مفاجىء نحو اجتراح الحلول وبشكل سري ازاء المسألة السورية واليمنية والعراقية، وان كان مصدره الرعب بعض الأنحراف هذا ان حدث، وهناك تراجع فيما أعلنت عنه الرياض من قوّات بريه، فمن 150 ألف جندي الى قوّات خاصة سعودية الى اذا رغب التحالف الذي تقوده واشنطن وقرّر الأشتراك بحرب بريّة سنرسل فقط قوّات خاصة، وأكد على ذلك السيد عادل الجبير في لقائه مع وسيلة اعلام ألمانية على هامش ميونيخ2(بالرغم من تناقضات تصريحات الجبير حيث لا يستمر موقفه الواحد وتصريحه أكثر من عشر ساعات، حتّى يصرّح بنقيضه، وهذا مؤشر ارتباك وتخبط).

الخطر على سورية لم يعد من الجنوب السوري بفعل الجيش العربي السوري، وحزب الله، والحرس الثوري، والمقاومات الشعبوية السورية، بجانب الدور الأيجابي لعمّان غير المعلن والذي هو في طريقه الى التحالف مع دمشق بمساعدة الروسي، وانما الخطر يأتي من الشمال السوري، حيث نرى أردوغان أوقف المفاوضات والمحادثات المعلنة لخط سيل الغاز الجنوبي بضغط من واشنطن، وهو منغمس بعمق حتّى العنق في الحرب ضد حزب العمّال الكردستاني والذي تعتبره واشنطن وتركيا منظمة ارهابية(بالرغم من اعلان تركيا وقف العمليات العسكرية)، كما هو منخرط بالأستراتيجية الأمريكية بدرجة الثمالة والهذيان، لذلك الحشود الغربية لأسقاط الأسد ونسقه السياسي سيكون من الجانب التركي(هذا احتمال والأحتمال في السياسة ليس يقيناً). بالرغم من أنّ الجيش التركي لم يدخل في حرب حقيقية منذ أكثر من سبعين عاماً، ولم يستطع القضاء حتّى اللحظة على التمردات الكردية منذ أزيد من خمسة وثلاثين عاماً، وهو يحاول منذ أكثر من شهر مستعيناً بالمدفعية الثقيلة والأسلحة الثقيلة أن يدخل دون جدوى في شارعين في مدينة سور التابعة لديار بكر، بجانب ثمة عقد وعقد روسية في منشار المقترح السعودي بارسال قوّات برية، بالرغم من أنّ دمشق وموسكو وطهران وحزب الله يستعدون وبصمت على أنّ الأمر واقع لا محالة.

www.roussanlegal.0pi.com

mohd_ahamd2003@yahoo.com

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz