دام برس:

ذكرت في مقال سابق بعنوان عصر التحولات القطبية بأننا الآن في مرحلة الإياب لإعادة التوازن العالمي بفضل الصمود السوري وبروز الدور الروسي والصيني في هذا التوازن .وقد تجذر هذا الصمود بدخول القوة الروسية بشكل مباشر لمحاربة الإرهاب على الأرض السورية قبل حوالي الشهرين والتنسيق مع الشرعية السورية لتحقيق ذلك .

لقد شكلت تركيا بنظامها الإخواني الأردوغاني خلال 1615 يوم من عمر الحرب على سورية بيضة القبان في هذه الحرب , فقد اعتمدت أمريكا والغرب بمجمله والسعودية وقطروبدعم مالي وتسليحي وبشري منهم على الدور التركي في تجميع وتأهيل وتدريب الأرهابيين من أكثر من مئة دولة في العالم وزجهم في الحرب العدوانية على سورية .

إلا أن التدخل الروسي المباشر في محاربة الإرهابيين المجرمين , قلب الموازين وشكل ضربة قاصمة لهؤلاء جميعا" وخاصة لتركيا التي كانت تطمح لتشكيل منطقة عازله في الشمال السوري تشرف عليها .ومن هنا جاء تفجير الطائرة الروسية المدنية فوق الأجواء المصرية , وأعتقد بأن المخابرات التركية بالتنسيق مع داعش وعملائهم من الإخوان المسلمين في مصر وبدعم غربي , كان لها الدور الأساسي في تفجير هذه الطائرة . فقد ضربوا بهذا العمل عصفورين بحجر واحد .

فمن جهة ضربوا السياحة في مصر وسمعة النظام المصري وهو العدو اللدود لنظام أردوغان الإخونجي التركي ومن جهة أخرى أوحت بأن الإندفاع الروسي يجب الحد منه ولن يمر بهذه البساطة . وعندما لم يحد ذلك من العنف الروسي في ضرب المجموعات الإرهابية وخاصة ضرب مجموعات النصرة والتركمانية في شمال شرق اللاذقية , التي كانت تضرب المواطنين الآمنين في مدينة اللاذقية بشكل مستمر وكان آخرها استشهاد وجرح العديد من طلاب جامعة تشرين وأساتذتها والمواطنين الآخرين قبل يومين فقط من حادثة تفجير باريس الإرهابية , مع مارافق ذلك من تقدم كبير للجيش السوري والقوى المساندة في هذه الجبهة وجبهات حلب الشرقية والشمالية والجنوبية والجبهات الأخرى , وضرب الصهاريج التي كانت تنقل النفط السوري من داعش إلى النظام الأردوغاني بأسعار خلبية  .

قامت البيضة الإخوانية التركية وبضوء أخضر أمريكي بإسقاط  طائرة السوخوي الروسية لوقف اندفاع الجيش وتغيير المعادلة لصالح المحور الغربي . إلا أن النتائج جاءت عكسية تماما" , فدخلت منظومة اس اس 400 والطراد المسكوفي على الخط وزادت الضربات الجوية واقتربت فرنسا من دمشق في محاربة  الإرهاب بالإعتماد على الجيش السوري .

وانكشف الدور الإخواني التركي  في دعم الإرهاب بشكل واضح لا لبس فيه , وبدلا من أن تعزل تركيا المنطقة الشمالية السورية  أصبحت هي المعزولة ويمنع على طيرانها التحليق فوق الأراضي السورية . وستزيد روسيا من تواجدها وقوتها وعنفوانها لمحاربة كل الإرهابيين حاملي السلاح على الأرض السورية وسيستمر ذلك حتى القضاء على آخر إرهابي متخلف فيها .

لم تستطع بيضة أردوغان الإخوانية أن تهز توازن القبان الروسي , بل ستنفجر بيضته المنتفخة قريبا" وسيلعنه زلالها إلى يوم الدين .