دام برس:
اعتذرت قناة فوكس الإخبارية الأميركية الشهيرة من مشاهديها لأنها كانت تعتمد أحد المحللين السياسيين، وتبين أنه مدعٍ (كذاب ومحتال). 
القصة انفجرت كفضيحة عندما وجهت اتهامات فيدرالية للأميركي (واين سيمونز) الذي كان معتمداً لدى قناة فوكس كمحلل سياسي قدمته القناة الأميركية الإخبارية الشهيرة دائماً على أنه (خبير عريق) عمل طويلاً في وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA، وعايش وشارك في عمليات استخباراتية في بلدان عدة، وساهم في قرارات سرية، وأبحاث ولدت قرارات مخابراتية نتج عنها عمليات كثيرة.. وانطلاقاً مما قاله (سيمونز) على شاشة فوكس قامت وسائل إعلام أميركية عدة تستند الى اقتباسات مما يقدمه وكان هذا الإعلام يبني على ما يقتبسه من سيمونز تحاليل وآراء ووجهات نظر ولكن تبين أنه مدعٍ وكذاب ومحتال.
سيمونز استغل ظهوره على فوكس وكرّس إدعاءه كخبير ومحلل طريقاً للاتصال بمؤسسات عدة، ليعمل مستشاراً لديها، وحاول الحصول على تسهيلات عدة وكثيرة حتى لدى دوائر حكومية أميركية، وهكذا فإن الادعاء والكذب على شاشة فوكس يتطور الى احتيال، وبات استثماراً اقتصادياً أيضاً، حيث حصل سيمونز على أموال من جهات عدة لأغراض استثمارية اعتماداً على نفوذه كخبير ومحلل، وهناك من يقول: إنه دُفع له مبلغ 125 ألف دولار لاستثمارها في العقارات، ولكن سيمونز تصرف بهذا المال لنفسه.
قناة فوكس بجلالة قدرها ضحية فضيحة، وأي فضيحة، كذب وادعاء واحتيال، وهل هناك أفظع على قناة إخبارية، من الاعتراف أنها قدمت الادعاء والكذب لجمهورها؟ وهل هناك أبشع على تلفزيون عالمي من الاقرار أنه اعتمد الادعاء والكذب في تقديم تفسيرات وتحليلات تبين أنها صادرة عن مدعٍ كذاب ومحتال، وهنا الادعاء بالمعرفة والخبرة جريمة من جرائم الاحتيال والسلطات الفيدرالية هي التي ضبطت (سيمونز) وهي التي ادعت عليه وحولته للمحاكمة وليست فوكس.
سيخضع (سيمونز) لمحكمة فيدرالية بتهمة الاحتيال، وقد تصل عقوبته الى 35 سنة سجناً، والسؤال: ما مسؤولية فوكس عما قدمه (سيمونز) من ادعاءات على شاشتها؟؟ هناك من يرى أنه يكفيها الفضيحة أمام جمهورها وخسارة مصداقيتها كعقوبة أقسى من أي حكم  بالسجن حيث بات الرأي العام كلما تابع فوكس تذكر ادعاء (سيمونز) الذي يعني ادعاء فوكس ذاتها.
إن الادعاء في الإعلام ليس كذباً واحتيالاً فقط، بل هو عدوان على الرأي العام، وحسب أبسط القواعد القانونية، فإن فوكس كمؤسسة إعلامية تتحمل مسؤولية ما بث على شاشتها من ادعاءات، كما يتحمل (سيمونز) مسؤوليتها لأنها هي التي اعتمدته كمحلل سياسي وخبير استراتيجي دولي.
وعدّ أحد المتابعين أنه من الممكن لمحامي (سيمونز) أن يقول أمام المحكمة: إن موكله (أجدب أو أهبل) تخيل وتوهم ومثّل شخصية المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي، طبعاً الأجدب أو الأهبل يعامله القانون كالمجنون الفاقد للمسؤولية، ولكن هل يمكن لفوكس أن تدعي (الجدبة أو الهبل)؟؟ وماذا سيكون موقف جمهور فوكس إذا وصلته فكرة الهبل والجدبة في عمل وإدارة فوكس كإعلام إخباري؟؟
الأكيد أن الجمهور لا يقبل من الإعلام أن يقدم له الادعاء.. ولا يسامح المشاهدون تلفزيونهم إذا قدم لهم محللاً مدعياً.. ولا يغفر له حتى لو ثبت أنه أجدب أو أهبل.. ترى كيف ستعالج فوكس هذه الفضيحة الإعلامية؟؟ وكيف ستتجنب الوقوع في مثلها؟؟ سنرى.. وسنتلفّت حولنا!!