Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الشرعيّة وعقم التصريحات المعادية .. د. عبد اللطيف عمران

دام برس :

المسألة في سورية ليست مسألة نظام سياسيّ، ورئيس، بل هي مسألة دولة مؤسسات مستقرّة، وقائد وطنيّ عروبي، لا يلتفّ حوله شعبٌ حرٌ أبيٌّ وجيش وطني عقائدي فحسب، بل أيضاً أحرار العرب وشرفاء العالم. فها هي الحقائق تنجلي بالتدريج، وبدأنا نسمع تصريحات سياسيّين ودبلوماسيّين وزعماء ومفكرين ومعارضة وطنية... ملخصها: «لقد خُدعنا»؟!.
لذلك يعتري الحديث على الحلّ السياسي للحرب في سورية والمؤامرة عليها، إشكالات عديدة، تسهم فيها القراءة غير الصحيحة للواقع بقسط وافر من التضليل والاستهداف والمغالطات المقصودة، ولاسيَّما حين يقترن هذا الحديث بمسألة شرعيّة النظام السياسي.
إنَّ طرح مسألة الشرعيّة هذه قفز فوق المسألة الأساسيّة، ولاشك أنَّه قفز ليس نحو المجهول. فليس طارئاً التحالف الصهيوأطلسي الرجعي العربي ضد ثوابت سورية ومبادئها، وهو غير مقترن بالأحداث الراهنة. فمتى كان النظام الوطني في سورية مريحاً لهذا التحالف؟.
في الخمسينيات عارضت سورية حلف بغداد، ووقفت إلى جانب مصر في التصدي للعدوان الثلاثي عليها، وقادت حرب تشرين التحريرية، واجتهدت للحفاظ على منجزاتها، فعارضت بشدَّة اتفاقية كامب ديفيد، واتفاقات الاستسلام المنفردة مع العدو، وكذلك التطبيع معه وقادت جبهة الصمود والتصدي... وصولاً إلى ترسيخ المقاومة نهجاً وثقافةً، فصارت كما قال الرئيس برّي بالأمس: «واسطة العقد في محور المقاومة... تدفع اليوم ثمن كل إرهاب في العالم».
ويبدو أنَّ هذا هو ثمن الشرعيّة ومقياسها ومعيارها لدى أقطاب  هذا التحالف، فالشرعيّة يجب ألّا تتناقض برأيهم مع المشروع الصهيوني، ولا مع خطط الغرب وأطماعه، ولا مع الذيل الرجعي العربي... بالمحصلة ولا مع الإرهاب.
الشرعيّة منبعها وأصولها وفروعها الوطن، والوطنيون، وليس باريس وواشنطن والرياض وأنقرة ومعارضة الارتزاق. وهي مسألة شعبيّة بشقيها الدستوري والسياسي، وليست مسألةً خارجيةً. وإذا كانت اليوم تتحقق بتقديم الحلّ السياسي على الحل العسكري، فلماذا يعلن أحد المبعوثين الأمميين إلى سورية «أنّ الذين يقولون لا حلَّ عسكرياً للصراع في سورية، هم يعملون حقيقة من أجل حلّ عسكري. يقدّمون السلاح، ويدرّبون ويرسلون المقاتلين إلى ميادين المعارك»؟.
إذن، يكتنف حديث الشرعيّة، والحلّ السياسي غير قليل من الأوهام عند تلك العواصم. فالمسألة ليست مسألة رئيس، بل مسألة قائد ووطن وشعب وأمّة، مسألة مشاريع تهدف أول ماتهدف إلى كسر روح الإباء والصمود والمقاومة، وهي اليوم تقترن بانزياحات وإحلالات جديدة للصراع الأساسي في المنطقة من صراع عربي صهيوني، إلى صراع عربي عربي، وإسلامي إسلامي. وهذه استهدافات ليست جديدة، فالأمريكان كتبوا فيها، واشتغلوا عليها - كتاب نيكسون: «1999 نصر بلا حرب» -، وها هي أدواتهم الصهيونية والرجعية العربية تدفع بالإرهابيين لتحقيق الهدف، وإشغال الدولة الوطنية السورية والعروبيين معها بصراع الوجود بدلاً من صراع الحدود.
أصدقاؤنا وحلفاؤنا في العالم كُثر، وهم يدركون هذه الحقائق، ولن يكونوا حياديين تجاهها، ولم ولن يقفوا موقف المتفرّج، أما خصومنا فما يتهددهم من إرباك وإرهاب... آخذ في الازدياد والانكشاف، ولم تعد مسألة جنيف وموسكو 1-2-3.. بغنى عن إدراك أن الذين يخوضون في مسألة الشرعيّة والحل السياسي يدعمون بالمقابل الحل العسكري والإرهاب... عن دراية وهدف.
وها هو الجيش العربي السوري الذي كما قال لافروف بالأمس «هو القوة الأكثر فاعلية على الأرض من التحالف الدولي في محاربة  الإرهاب» يؤكد بتلاحمه مع الشعب ومع مصالح الوطن وقضايا الأمة، أن التشكيك في الشرعيّة أمر ضار وغير واقعي، فكما قال لافروف أيضاً ومعه كثيرون: إن شرعية النظام الوطني في سورية «تامة»، لأنها مكتملة الأركان.
لذلك سننتصر، ستنتصر سورية بتلاحم وصمود شعبها وجيشها، خلف القائد الأسد، وسينتصر معها المشروع الوطني والحق العربي، وسيسقط الرهان على الخونة والمأجورين والعملاء مَدد الإرهاب المدمّر لمصالح الشعب وقضايا الأمة. وإن غداً لناظره قريب.
د. عبد اللطيف عمران
 

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz