دام برس:
من الشعر الوجداني الذي يحضرني أنيسا عندما تغترب عني مقولات الاعلام قول القائل:
أقول لصاحبي والعيس تخدي ...بنابين المنيفة فالضمار تمتع من شميم عرار نجد
فما بعد العشية من عرار والعرار نبات طيب الرائحة يشد أبناء الارض الى أرضهم ان غربتهم دواعي الحياة السياسية اوالمعيشية...وهو ذو لون أخضرعميق الاخضرار، اخضراره بمثابة ردة فعل على لون البادية الموحشة الصحراء كثيف المعنى ينبه الذاكرتين السمعية والبصرية الى ان تفيا بالانتماء الى الارض ان طاب لصاحب المغامرة ان يهوى بلداً آخر أويطيب له المقام بأرض اخرى. في لبنان البلد الزائف بالاعتبارين التاريخي والاجتماع السياسي لاعرار، ولا شميم، انما القمامة هي المعنى الذي أفصح عن الزيف الذي صنعته مساطر سايكس بيكو لتختلق بلدانا مصنعة كما المعلبات في معامل الكونسروة.
كانت فرنسا العدو الاول للوطن السوري اقتطعت الاسكندرون4800 كم لتركيا، وكانت البورجوازية السورية ذات الاصل المملوكي العثماني متواطئة على الأمة والأرض السوريتين، واقتطعت نصف لبنان الحالي من سورية "طرابس، راشيا، البقاع، زحلة " لتشكل البلد الزائف لبنان وكان دوره الوظيفي مركزاللاستخبارات العالمية، وبالرغم من محاولات الرحابنة، بصوت السيدة المعجزة فيروز صناعة وطن بالفن إلا أن التاريخ غلب المحاولة الرحبانية، ولولا العمق السوري لمات فنهم.
العرار السوري يهزم اليوم العرارين في لبنان، العرار السوري لايتذوقه من يهزم امام القمامة، وما القمامة الا مظهر لتفسخ المارونية السياسية ومظهر عن نتانة 14حمار وغربتها عن الشام الكبرى. المفكر والفيلسوف انطون سعادة اختصر العقلية السوري:"تسقط اجسامنا على الأرض ولكن نفوسنا فرضت ذاتها على هذا الوجود".