دام برس :
الماسونية العالمية ،الشرق الأوسط الجديد ، الفوضى الخلاقة ، الربيع العربي ، الكيان الصهيوني ، القاعدة الوهابية ، الولايات المتحدة ، الإخوان المسلمون ، التكفيريون ، الثورات البرتقالية: ما هي علاقتها بالأتبور ؟؟؟؟؟ ولماذا نطرح هذا الموضوع من جديد بالرغم من أن الكثير في العالم قدر حذر منه؟؟؟؟
في البداية أريد أن أشير أني لم آتي بجديد يتعلق بهذا الموضوع بشكل كامل إلا إعادة تنقيح لإنعاش الذاكرة السورية خصوصاً والعربية عموماً والتي يعصف خريفٌ داكنٌ أسودُ عُلمت بدايته ولن تُعلم نهايته مالم يتنبه أبناء الشعوب المصابة بهذه الآفة ويقضون هم عليها بأنفسهم ويعالجوها كما يعالج الجسد من الأوبئة والأمراض والسقم ولو اضطرهم الأمر لإجراء عمليات بتر للأعضاء المصابة في جسد أوطانهم حتى لا تأكل الغرغرينا ما تبقى منه ويهلك الجسد بأكمله....
في عام 2006 أطلت علينا السيئة الذكر السوداء القبيحة "كوندي" من لبنان بعد أن حظيت بقبلات السنيورة الحارة وبشرتنا بمخاض شرق أوسط جديد يولد من لبنان فحولت نعال المقاومين هذا المخاض إلى نزع موت وسحقته في لبنان ، فكان لابد من إيجاد مكافئ مكاني لإعادة الحمل من أم جديدة لأن هذا المولود هو ابن زنى له الكثير من الأمهات وله أب واحد جسده هو الفكر الصهيوأمريكي ونطافه كثيرة تبدأ بالوهابية التكفيرية ، والإخوان المسلمين والثورات البرتقالية ، وكل التنظيمات الإرهابية التكفيرية بالعالم المدربة فكرياً وعقائدياً وممولة مالية وتكنولوجياً من الزاني الأكبر وهو الفكر الصهيوأمريكي ، وبعد فشل الأمريكي في العراق وإنهاكه المستدام في أفغانستان وتعلمه بالعودة لدروس فيتنام وسحقه في جنوب لبنان ، تأكد الأب الزاني أن أسهل الطرق لتحقيق هذا المشروع هو التدمير الذاتي لهذه الدول عبر ما يسمى بالتحول " الديموقراطي " أو ثورات الربيع العربي ، فلا يخسر أرواح جنوده بل يقاتل بأرواح غيره من إرهابيي العالم وبتمويل النعاج الخليجية التي لاتملك أصلاً حق التصرف بما تملك لأنها تدفعه صاغرة لمستعبدها الصهيوأمريكي ليرضى بديمومة استعبادها.
عندها تم الإستفادة من الدرس الصربي والاعتماد الكامل على منظمة الأوتبور بعد نجاحها في صرييا وتفتيت دولة يوغسلافيا إلى أشلاء عرقية ودول صغيرة، فما هي الأوتبور؟؟؟ وما هي آلية عملها ؟؟؟
بين عامي 1998 و2000 تلقت منظمة الأوتبور الصربية وتحديداً في شهر تشرين الثاني من منظمة المنح الديمقراطية الأمريكية منحة وقدرها 3 مليون دولار حسبما نشرت مجلة نيويورك تايمز تحقيقاً للصحفي روجر كوهن حول أوتبور ، وذكر فيها أن بول مكارثي صرح بأن منظمته قدمت هذه المنحة لمنظمة الأوتبور ، كما صرح أنه التقى قائدا أوتبور (سلوبودان جينوفيتش وسيرغي بوبوفيتش)عدة مرات.
ملاحظة:
منظمة المنح الديمقراطية تأسست عام 1989 وتتخصص بتمويل مشاريع الفوضى الخلاقة حول العالم.
و في عام 2003 أسس قائدا أوتبور (سلوبودان جينوفيتش وسيرغي بوبوفيتش) معهد كانفاس للتدريب على تطبيقات النضال اللاعنفي ، الذييزعم أنه لا يتلقى تمويلاً أجنبياً ، وهو ما يناقض ما جاءت به نيويورك تايمز الأمريكية ،كما حصلوا في عام 2006 على منحة من المعهد الأمريكي للحرية ، وهو مؤسسة تابعة للكونغرس الأمريكي ، لإعادة إنتاج المنهاج المعتمد في إسقاط الأنظمة مع التركيز على الشعوب والثقافة الإسلامية ، ولكنه يقر بتدريب آلاف الناشطين حول العالم ، وقد صرح بوبوفيتش في فيلم وثائقي أنهم يتعاملون مع ناشطين في 30 دولة حول العالم .
كما أنهم يحصلون على الدعم الأمريكي بشكل غير مباشر عبر تمويل دراسة الناشطين في معهدهم ، وقد مولت مؤسسات أمريكية وأوروبية متعددة دراسة عدد كبير من الناشطين التونسيين والمصريين في المعهد ، ولم يعرف بعد من هم الناشطون السوريون الذين درسوا فيه ومن الذي دفع كلفة سفرهم ودراستهم ..
والأوتبوريون وتنظيم القاعدة هم أدوات في أيدي الحكومة الأمريكية ، حيث يتبع الأوتبوريون سياسياً لوزارة الخارجية الأمريكية ، بينما تأسس ودرب تنظيم القاعدة بإشراف وزارة الدفاع الأمريكية وجهاز وكالة الاستخبارت المركزية ، ومول وجنّد جنوده عبر النظام الوهابي المغتصب لأراضي نجد والحجاز وشبه جزيرة العرب.
و يعتبر هذان الكيانان أداتي تنفيذ الفوضى الخلاقة لإقامة مشروع الشرق الأوسط الجديد ويتكامل عملهم بشكل وثيق ، فالأولى تدمر بنيان الدولة من الداخل وتسقط الجبهة الشعبية عبر ما يسمى بالحراك الشعبي السلمي ، وتدخل الثانية بالجسد الإرهابي المسلح لتكمل القضاء على جسد الدولة وتفتيته ، وإشغال آلة القتل والتدمير في تلك الدول , وتنتهك الحرمات الدينية والمجتمعية وتقضي على النسيج الاجتماعي التي تقوم عليه هذه الدول.
وهذا ما شاهدناه في ثورات الربيع العربي التي تبدأ في الثورات " السلمية " وتنتهي على ما انتهت به الأمور في كل دول الربيع العربي من الدمار والتشظي.
فالمنهاج الأوتبوري يصر على ضرورة حشد الجماهير لإطلاق مظاهرات ضخمة يشارك فيها 10% من المجتمع المستهدف في كل ثورة أوتبورية، ويتم إقناع الجماهير أن تظاهرهم في الشارع أو احتلالهم للساحات هو العصا الغليظة التيتسقط الأنظمة الديكتاتورية ، وبأن هذه الثورات السلمية هي الرمز الأعلى للديموقراطية والتحول للحرية ، وبذلك يصبح كل من يشارك في هذه المظاهرات مجرد إكسسوار، أو مساعد، للأوتبوريينفي خطتهم المرافقة والهادفة لإسقاط النظام.
ولفهم الدور الحقيقي للمظاهرات لابد من الانتباه إلى أن خطة إسقاط النظام الأوتبورية تتألف من خطوات ومراحل محددة لتدمير "الأعمدة التي تستند إليها الدولة" وهي تستهدف مباشرة الاقتصاد والجيش والسلم الأهلي والنظام البرلماني والسمعة الدولية، إضافة إلى عوامل أخرى تخضع لطبيعة البلد الذي يراد تدميره.
وأول دور للمظاهرات الكبيرة هو التغطية على الأهداف والنشاطات الحقيقية للثورة الأوتبورية ، ففي حين يركز الإعلام المحلي والدولي على المظاهرات وشعاراتها، يتجاهل النشاطات الأوتبورية الحقيقية التي تستهدف المجتمع والاقتصاد والجيش والسلم الأهلي.
إضافة لذلك، تضطر الدولة لاستنفار قواتها لحماية المظاهرات ومنع أعمال الشغب داخلها ، ولحماية المنشآت العامة والخاصة في مناطق المظاهرات، مما قد يترك نقاطا مهمة ضعيفة الحماية ومعرضة لهجمات الأوتبوريين.
هذا ويعتبر الإعلام الأصفر ووسائل التواصل الاجتماعي من أبرز أدوات هذه المنظمة ، وكما هو معلوم أن كل هذه الوسائل محكومة ومراقبة ومسيطر عليها عبر الأمريكي والصهيوني وتكون القبضة محكمة ، ولهذا برأيّ الشخصي أجد أنهم اختاروا الشعار المناسب لمنظمتهم بقبضة اليد المضمومة فهي تمثل من جهة القبضة الحديدية أو المطرقة التي تدك البنيان ، ومن جهة أخرى القبضة المحكمة على مفاصل الدول التي يراد تدميرها وتنفيذ الخطط فيها.