دام برس:

تنبع عظمة الدول عموماً من الدور الحضاري والثقافي والفكري والتنموي والعلمي الذي تؤديه لتأمين سعادة ورفاه شعبها وسعادة وتطوير ورفاه شعوب العالم. من هنا كانت الولايات المتحدة في الماضي، مثالاً يحتذى وقبلة المهاجرين بحثاً عن المجد والرفاه والعلوم والتطور. وإذا كان الدور الأمريكي قد تراجع، فالسبب أن الدولة الرأسمالية قد تخلت عن ثقافتها وتراجع تأثيرها بسبب السياسات الاستعمارية الجديدة التي أصبحت تنتهجها على الصعيد العالمي.

وإمارةٌ، مثل "قطر" بالكاد تُرى على خارطة العالم، لا تملك أي تاريخ أو ثقافة أو تطور علمي أو تكنولوجي أو عمراني، ولا تستطيع أن تقدّم للبشرية أي إنجاز أو مساهمة يمكنها أن تعتز أو تفاخر بها.. كلّ ما تملكه آبار نفط غنية أثرت بنوكها وأفسدت قادتها ومسؤوليها. والسبب أن هؤلاء وبدل أن يستخدموا هذه الأموال ـ الوفيرة قياساً بعدد السكان الشبه معدوم ـ استخدموها في مجالات سيئة وتدميرية وحاولوا انتهاج سياسات تخريبية تجسد طموحاتهم الشريرة الدفينة في لعب دور أكبر من حجمهم وأوسع من قدراتهم وإمكاناتهم البشرية والفكرية والعلمية والحضارية..!!

قادة إمارة "قطر" مارسوا البغاء السياسي والفكري والاجتماعي وأفسدوا في الأرض بشكل لم يسبق له مثيل، وكانت فضائية "قناة الجزيرة" ذراعهم وأداتهم لتجسيد طموحاتهم وأحلامهم وطغيانهم. وبالنتيجة، وعندما أتيحت الفرصة لهم، مارس قادة "قطر" التخريب والتدمير بقدر ما استطاعوا وتمكنوا، وأساءوا لجميع البلدان العربية في المغرب والمشرق؛ في ليبيا ومصر والسودان واليمن وسورية والعراق والسعودية والكويت... الخ. وقد كان للإمارة الفرصة الكبيرة للبناء والإعمار ومساعدة الشعوب العربية وغيرها لتحقيق التطور والتقدم وبناء المشاريع والتطوير العمراني وتحديث البنى التحتية للدول العربية لو امتلك قادتها مكارم الأخلاق الإسلامية الحقّة و"الغيرية" وروح الخير والفضيلة.. ولكن الإناء لا ينضح إلا بما فيه كما يُقال.. والإناء القطري فاض بالقتل ودعم الإرهاب وتمويل التطرف واستخدام المجرمين والفساد ودفع الرشى ومحاربة التسامح والاعتدال الفكري والإسلامي ولاسيما في بلاد الشام..

ولكن لكلّ ظالم نهاية، ونهاية النظام القطري بدأت تقترب سريعاً بفضح ممارسته وانكشاف دوره، وعجزه عن التعمية على الحقيقة رغم أموال النفط التي يضخها لتحسين صورته، ورغم ضجيج قناة الجزيرة وبقية الإعلام الأصفر الذي تموّله أموال البترودولار القطرية. فعندما يجتمع الكبار وتجلس سورية وقيادة سورية بينهم لتصحيح الأوضاع وتصويب المسارات والأمور، يجلس الرئيس السوري مع الرئيس الروسي والصيني والإيراني وغيرهم على طاولة واحدة ليقرروا مصير المنطقة والإقليم بعدما أثبتت سورية بشعبها وجيشها وقيادتها وتاريخها وعراقتها وتطورها وتقدمها أنها أكبر من أن تسقط وأقوى من كل الخطط والأموال والإعلام والجيوش والمؤامرات؛ دولة بحق؛ شعب عريق لا حدود لعطائه وتضحياته؛ وجيش قوي لا حدود لقوته وصحّة عقيدته وعمق وطنيته وعروبته؛ وقيادة يملّ الصبر من صبرها ورصانتها وحكمتها؛ أجل، عندما سترسم سورية مسار النصر وتشارك في تحديد مستقبل المنطقة كقوة إقليمية مقررة منتصرة خارجة من سنواتِ حربٍ عالمية فتاكة.. ستترك لقادة الإمارة جلي الصحون، أو بأحسن الأحوال، دفع فاتورة الغذاء كونهم يملكون الكثير من المال وحان لهم أن ينفقوه في عمل مفيد..!!

قطر انتهى "وهم" الدور والقيادة.. إنها سورية.. إنها دمشق قلب العالم النابض التي لم تتوقف الحياة فيها يوماً.. ولن تتوقف.. إنها شآم العز ودمشق الفخار والمجد والكبرياء.. شآم التاريخ والحاضر والمستقبل.. أفلا تعقلون ؟!