Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 10:36:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الصامدون على خط النار في معركة الوجود.. بقلم :وفاء نزار سلطان
دام برس : دام برس | الصامدون على خط النار في معركة الوجود.. بقلم :وفاء نزار سلطان

دام برس:
أيها المرسلون من مصاحف النصر ،الخارجون من أساطير الفينيقيين ، رواد الحضارة في أوغاريت ، وصناع الشآم من دمشقتكم وفنكم ،من وحي البطولة تنبتون وبإرادة الحنطة تكبرون ، وبرقة المطر المنهمر تسكبون جلالتكم ، وبعزيمة الماء المثابر تنحتون في الصخر عظمتكم ، فمن سفر الإنجيل قُداس عطائكم وتضحياتكم ، ومن سور القرآن نعمتكم ، من شموخ قاسيون حُسن أعمالكم ، ومن بياض الياسمين نُبل راحاتكم ، ومن زهو التراب تُجبل بطولاتكم، وبالدم والعرق تُكتب زغاريد نصركم .
يا من تغرفون التراب ليُجبل مسك الشهادة بخبز العطاء ، وتغمضون المُقل على صوت الرصاص في غياب الراحة ، وتسقون من عرقكم سنابل الخير لموسم الحصاد، وتبسملون اسم الوطن وتقرؤون له معوذة من سورة النصر، وتعمدونه بمهل القلب المتعب لتُغرس في الروح ثالوث إيمانكم المقدس «وطن شرف إخلاص» كل عام وأنتم النصر .
هم "الجيش العربي السوري" الواقف من صرح ميسلون بعنفوان التاريخ ، لا ترهبه جحافل الجنرال "غورو" ولا تخيفه طلائع الجيش الفرنسي بدباباته وسياراته ومصفحاته وأحدث الأسلحة ، ليخط معالم الفخر وصور البسالة بعتاده العسكري القليل آنذاك .
قاوم المشروع الصهيوني منذ بداياته ، فشارك بجيش الإنقاذ ، وأعاد كتابة التاريخ وتحطيم أسطورة «الجيش الذي لا يقهر» في حرب تشرين التحريرية والتي كانت رداّ على نكسة حزيران ، ومن منطلق أداء واجبه القومي شارك في رد العدوان عن "مصر" ، ولا تزال ذكرى الشهيد "جول جمال" أمثولةً حاضرةً لعقيدة الجندي السوري المؤمن بالقضايا الوطنية والدفاع عن الأمة العربية .
كما كان "الجيش العربي السوري" حاضراً للدفاع عن "لبنان" إلى جانب المقاومة اللبنانية والفلسطينية لمعركة تحرير "بيروت" و"الجنوب" و"البقاع" من قوات الغزو الصهيونية ، فقدم مئات الشهداء دفاعاً عن الأرض والشرف والكرامة.
اليوم يضيء "الجيش العربي السوري" شمعة عيد ميلاده السبعين وبعد خمس سنين من عمر الأزمة السورية التي سَخر فيها العمل الدؤوب والجود بالنفس والجسد لتحقيق الأمان ، لا يزال الحديث الشاغل لكل الأمم حول مقدراته وإمكاناته ، فقد أذهل العالم بثباته وتماسكه حول قيادته والتفاف الفئات الشعبية حوله رغم كل المحاولات لتشويه سمعته، والمساس بصورته المشرفة ، وضرب حاضنته الشعبية بأكثر من وسيلة إعلامية ، وقد بقي الراعي للسيادة والاستقلال ، والمدافع عن الثوابت الوطنية كما سورية الموحدة .
فلم تبق بقعة من الأرض إلا وسُجلت فيها ملحمة بطولية من الفداء بحبر الدماء، فكان الجيش مثالاً للمروءة والشجاعة والأخلاق ، سُحقت تحت أقدامه خطط عسكرية وأمنية وإقليمية ودولية تقف خلفها تنظيمات إرهابية منتدبة ، ويرعاها نفط خليجي وتخطيط أمريكي وإسرائيلي وتنفيذ وهابي إرهابي، كانت تجر خلفها بعد كل هزيمة سلسلة من الخزي والعار بعجزها عن تحطيم قلوب تغرف بعقيدتها العسكرية حُب الوجود والهوية ، لتعطي دروساً في الولاء لحضن الوطن .
ولا يسعنا أن نقول في ضوء التكتيكات العسكرية والنمطية القتالية المتغيرة، التي جعلت القوى الغربية ومراكز قيادات الصراع حائرة أمام قدراته الميدانية الجبارة في صد التدفق البشري الإرهابي غير المسبوق لسوريا ، وانتقاله من تكتيك الحروب النظامية إلى حروب العصابات وقتال الشوارع،  وتنفيذه انتشاراً غير مسبوق في معظم الأراضي السورية ،وعدم الانجرار في حرب استنزاف لا فائدة منها ، إلا أن ننتظر نضوج المناخات الميدانية ومتابعة القتال والصمود حتى يعيد إمساك كل الأراضي بقبضته في زمن الحسم المناسب.
وقد أثبتت المؤسسة العسكرية أن التضحيات الجسام لأفرادها هي سبيل العزة والكرامة ، فلكي ننعم بالأمن والاستقرار والطمأنينة والمنعة يجب تقديم الغالي والرخيص في دروس الولاء ، فالجميع يعرف أن النصر الحتمي يقتضي من الجميع الوقوف صفاً بصف تحت ظلها ، ولذا كان انضمام الآلاف شباناً وشابات "لكتائب البعث" وصفوف قوات "الدفاع الوطني" مبادرة لتخفيف العبء عن حماة الديار، فالانتصارات تستوجب الغالي والرخيص لرد العدوان وتحقيق غد أفضل .
هذا الجيش الجبار بعدته وعديده وأبطاله وشهدائه قادر على تفجير المفاجآت ، فقد أثبت أن الجندي السوري فقط بصبره وثقته ومقاومته وبسالته أقوى من أي صواريخ وطيارات وقاذفات وأجهزة رادار وشبكات اتصال عبر الأقمار الصناعية ، فهو يمتلك صفاء الانتماء والنسغ الصافي لصوابية النهج وصحة التوجه ، فكان صمود أفراده في مشفى الكندي وسجن حلب المركزي ومشفى جسر الشغور ومطار منغ وغيرها من صور الاستبسال  دليلاً على عظمة المؤسسة التي تنجب كل يوم عريساً وتزفه قبة شريفة ومنارة لشقائق النعمان .
إن كل الحلول هي بيد سورية ، فاسمها سورة من آيات التاريخ ولن يمر فيها القدر إلا برعاية جيشها الأبي ، فرجالها يهدون الردى شجاعتهم ومقلهم وجراحهم ، ووجوههم السمراء الأصيلة وريثة المجد ورمز العزة وبيارة النور ، وتحت أقدامهم ستنهار جيوش العدوان وتسحق جحافل الغزاة وتكسر تيجان الملوك.
  أبطال جيشنا العربي السوري، نعلم أي حملٍ ثقيلٍ تحملون ، ولذا وضعنا أرواحنا بين أيديكم وأوردتنا في راحاتكم وحملنكم الوطن أمانة، فكنتم خير من يحملها ويصونها ويرعاها ، فسلاحكم نار ونور، ورصاصكم زئير الموت لجهنم الخطايا ورجس المقام للأعداء .
كل عام وأنتم بخير أسود الجيش العربي السوري ، آمنتم أن الشهادة صناعة في سبيل الخلود فكنتم أقوى ما في الوجود ،فالبطولة حرفة يصنعها العظماء والزمن زمن معجزاتكم ، حييتم من جيش يأبى الهزيمة والانكسار ودمتم إسراء دمشق ومعراج حلب وعلى ضفاف الفرات والعاصي وبردى ستستوي أساطير صلاتكم في محراب القبضات الممسكة بالزناد .

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-08-01 04:37:09   حماة الديار عليكم سلام..
إلى رمزنا وقائدنا سيد الوطن وسيد الشرفاء البشار الحافظ الامين حفظه الله ونصره على أعداء الحياة.....أما بعد... الرجاء تحقيق مطلب الحق لرجال الحق . مرسوم رئاسي من سيد الوطن لمن يستحق... يعين بموجبه ممن ليس لديه عمل من حماة الديار بعمل في مؤسسات الوطن ومن أحق من حماة الوطن بالعمل بالوطن؟؟؟!!!"""
بانياسي أصيل  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz