Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 01:27:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
النوم مع العقارب .. بقلم طاهر محي الدين

دام برس :

عندما قررواأن يربوا العقرب ويحتضنوه ويناموا معه لم يدركواأن العقرب لايؤمن من لدغته ، وأن من يضع العقرب في جيبه فإنه سوف يلدغه في نهاية المطاف.

وهذا هو حال السعودية وتركيا وباكستان وعلى رأسهم أمريكا وهو ما سيؤول إليه حال كل الدول التي سارت وتسير على نفس النهج ، فكلنا يعلم أن عقرب الإرهاب العالمي والأكثر تنظيماً ودعماً وتمويلاً هو " تنظيم القاعدة " الإرهابي الذي شكل ودُرب ومُول ونُظم بتحالف وتنسيق أمريكي سعودي باكستاني تحت منطلقات إيديولوجية إسلاموية لقتل النظام الشيوعي " الكافر " إبان احتلال الاتحاد السوفيتي لأفغانستان ، وجند وقتها كل متطرفو الوهابية التكفيرية لهذا الغرض وغسلت أدمغتهم وشكل وقتها ما يسمى بمجموعة عرب أفغانستان كنواة لهذا التنظيم الذي ضم بعدها العديد من كل متطرفي وإرهابيي العالم لقتال الجيش السوفياتي " الكافر " ونركز على كلمة " الكافر" لأهميتها في بناء هذه الجماعات التكفيرية ولأن هذا المصطلح يدغدغ مشاعر هؤلاء المجرمين التكفريين ولأنه كان الأساس في تشكيل " إبرة العقرب " السامة التي لدغت وقتلت الكثيرين ممن يخالفونها في العقيدة والمبدأ  بل وحتى القول أو الرأي بدون تفكير وبلا إنسانية ، وضخت الكثير من السموم في الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل وشوهت صورة الإسلام وحولته إلى دين الغرائز والشهواتوالنكاح والقتل والذبح والإرهاب.

وخلال تلك الفترة من التشكيل والإعداد لهذا " العقرب الإرهابي " كانت أجهزة المخابرات في تلك الدول الثلاث كلٌ له وظيفته ، فكان الإعداد والتخطيط للعقل المدبر جهاز الـ " CIA " ، بالتنسيق مع الإرهابي السعودي الأكبر بندر بن سلطان حيث كان يومها سفير مملكة آل سعود لدى الولايات المتحدة الأمريكية ، وكان دور السعودية يومها تجنيد وتمويل الإرهابيين وتسهيل سفرهم عبر مطار جدة حيث وصلت سعر التذكرة يومها ل 90 ريال سعودي بين جدة وكابول وكراتشتي ، حيث كانت المخابرات الباكستانية تستقبلهم هناك وتؤمن وصولهم لأفغانستان ، وكان يومها سفير مملكة آل سعود في باكستان الضابط " علي عواض العسيري " السفير الحالي لآل سعود في لبنان ، كان يغرس في رؤوس هؤلاء الحثالة من البشر " الإرهابيين الوهابيين التكفريين" بأنه جهادهم المقدس هو  صك دخولهم الجنة ، وسخرت له آنذاك كل وسائل الإعلام السعودية ومشايخ المساجد من عتاة الوهابية التكفيرية لمزيد من التجنيد والتعبئة العقائدية التكفيرية الحاقدة الوهابية العمياء العدوة لكل وسطية ولكل الصنف البشري.

وربما نسوا أو تناسوا أن بعض أصناف العقارب عمياء ، وبأنها ومن شدة لؤمها وغدرهاعندما تنتهي العقارب من طقوس التزاوج فأن أنثى العقرب تقوم بالتهام الذكر، وهذا ما حدث فعلاً انقلبت العقارب على مربيها .

سأسوق الوقائع التي تثبت ذلك دون العودة إلى مسرحية 9/11 الشهيرة التي أدرك الكثيرون أهدافها وعرف منظموها.

نبدأ الأمثلة من منبع التكفير والفكر الإجرامي الوهابي في مملكة آل سعود ، حيث يذكر الجميع ما حدث من حوادث إرهابية تكفيرية في مملكة آل سعود في مطلع القعد الأول من القرن الواحد والعشرين عندما عاد الكثيرون مما كانوا يشكلون ما يسمى بمقاتلي عرب أفغانستان لمملكة آل سعود ، وأعلنوا الجهاد فيها بعد التحالف المعلن مع النظام الأمريكي " الكافر " عسكرياً في حرب الخليج ، وشنوا العديد من الهجمات الإرهابية التي طالت المرافق العسكرية والمدنية في الرياض وغيرها من المدن في أرض نجد و بلاد الحجاز ، وفجروا التجمعات السكنية التي يقطنها الخبراء الأمريكان والغربيون من " الكفار" ، والعديد من مراكز تدريب الجيش الأمريكي وخصوصاً في الحرس الوطني السعودي ، عندها بدأت الحرب عليهم وقتل العديد من قادتهم واعتقل البعض وغصت السجون بالإرهابيين السعوديين وغيرهم من اليمنين ولكن بعد فوات الآوان ، فهذه الحرب على تلك الجماعات زادت من تشكيل البيئة الحاضنة لهم التي كانت بالأساس موجودة وتغذى من قبل عتاة التكفير الوهابي في مملكة آل سعود منذ نشأتها إلى يومنا هذا ، حيث كان نشوء هذا النظام أصلاً هو ثمرة التزاوج العرفي بين الوهابية التكفيرية وعائلة آل سعود ، وقد قام هذا النظام أصلاً على شعار السيف القاتل وشعار التوحيد " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ، فقتل أبناء جزيرة العرب وسفكت دماؤهم وسُبيت نساؤهم باسم الله ، واستمرت هذه الحرب وتزايدت اعتقالات هؤلاء التكفيريين بالسجون إلى أن حدث التزاوج مرة أخرى مع بداية الحرب الإرهابية على سورية ولبنان والعراق وإيران في المنطقة ، أو ما يسمى " بالهلال الشيعي" لتسعير نار الفتنة بين المسلمين في المنطقة لتفتيت الأمتين العربية والإسلامية وتشكيل كانتونات طائفية صغيرة صافية من دين ومذهب واحد لإفساح المجال وإعطاء الفرصة والذريعة الذهبية لإعلان يهودية الدولة في فلسطين المحتلة.

وكان مأذون هذا التزاوج الجديد وعودة شهر العسل بين آل سعود والتكفيريين الوهابيين الذي كان وزير الداخلية يومها " الأمير محمد نايف بن عبد العزيز " ، حيث عقدت صفقة معهم بالإفراج عنهم  والكف عن ملاحقتهم وتأمين عوائلهم بشرط الذهاب إلى القتال في سوريا وتشكيل جماعات مسلحة من أجل إسقاط النظام السوري وتدمير الدولة السورية ، وبعد مرور سنوات أربع على الصراع في سوريا وإدراك الإرهابيين أنه قد تم إرسالهم فقط ليقتلوا في سوريا وبأن آل سعود قد لعبوا بهم ، وبعد ظهور ما يسمى بتنظيم " داعش " وإعلان ما يسمى دولة الخلافة وإعلان من يدعي أنه خليفتها بأن هدف داعش هو " مكة المكرمة " و " المدينة المنورة " حتى انطلقت العقارب من أوكارها وبدأت بعملياتها الجديدة التي استهدفت الأمن السعوديعبر خلايا الإرهاب التكفيري والبيئة الحاضنة الأكبر للإرهاب والتكفير في الأرض ألا وهي مملكة آل سعود الوهابية ، وهذا ما أثبتته الحوادث الإرهابية الأخيرة في مملكة الرمال وقد أعلن ذلك على وسائل إعلام آل سعود حيث تم الإعلان بأنه قد قتل العديد وتم اعتقال أكثر من 430 عنصراً تكفيرياً ، وهذا الرقم وحده يدل على حجم انتشار الإرهاب التكفيري والبيئة الخصبة في مملكة آل سعود لأن الرقم المتبقي من الذين لم يتم القبض عليهم هو مؤكد بأنه آلاف أضعاف هذا الرقم من الخلايا النائمة والنشطة على حد سواء ، وهم يكتشفون اليوم أنهم ينامون مع العقارب.

وكذلك حال كل من دعم وغطى هذا الإرهاب العالمي على سوريا والمنطقة ، وسمى هذه المجموعات بالمعارضة المسلحة المعتدلة وزودها بالمال و السلاح وسهل حركتها ومرورها ووفر لها الدعم التكنولوجي وسخر لها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لتقوم بنشر فكرها وتتمكن من عمليات التجنيد في أوروبا وأمريكا وتركيا وبدؤوا يتذوقون سم العقارب من بريطانيا وفرنسا التي ضرب الإرهاب شمالها وجنوبها بعدة عمليات وأضحى العقرب الإرهابي في قلب أوروبا وتذوقوا سمه ، ومؤخراً في أمريكا واستهداف الجنود الأمريكيين في "تينيسي " ، وقبله في كندا والسويد والدنمارك ، وبدأت تتعالى أصوات المجتمع المدني الغربي ضد حكوماته التي كانت تغامر بأمنه ووجوده بخدعة " إسقاط الأنظمة الديكتاتورية " ، بدءاً من العراق الذي تشكل فيه " تنظيم داعش " ، وبالوقت نفسه تدعم وتسلح وتحالف أعتى وأجهل الأنظمة الرجعية في العالم كله ومنبع الإرهاب في العالم في شبه جزيرة العرب.

ولابد في هذا السياق من فتح الملف العثماني الإخواني مع علمنا المسبق والقطعي بأن رأس الإرهاب الإسلاماوي في العالم هو تنظيم " الإخوان المسلمين " المجرم الذي تم تصنيعه وتنشأته على يد أعتى جهاز مخابرات استعماري في العالم وهو جهاز المخابرات البريطاني ، الذي هو نفسه من أسس الكيانين الصهيوني والوهابي ، وهذا النظام العثماني الإخواني المجرم اللص كان رأس حربة الغدر والإرهاب الذي يعصف بسوريا والعراق ، وكان الممر والملاذ الآمن للجماعات الإرهابية الكونية لتدمير سوريا والعراق والمنطقة ، ففتح حدوده  وأنشأ مراكز التدريب والإيواء للجماعات الإرهابية ودعمها بالمال والسلاح والدعم الاستخباراتي ، وأمن لها الإمداد وسرق معها نفط العراق وسوريا والمدن الصناعية في حلب وغيرها ، وقدم حقد الجماعة ومشروعها وأحلامها في السلطنة والكرسي على الدولة التركية ، وبدأ بكل حقده وخداعه وكذبه إلى قيادة الدولة التركية ، واحتضن العقارب بعد أن أعماه حقده وطمعه عن غدرها ، وانفلتت العقارب بين الشعب التركي جهاراً نهاراً ، وصارت تشكل في بعض المدن التركية وجودًا عدديًا أكثر من أهل الأرض أنفسهم ، وعندما بدأت العقارب تشعر بضعف الحاضن الأردوغاني لها ، بدأت تتمدد أكثر وتنقلب عليه وتضرب الأتراك بعمقهم في اسطنبول بالإرهاب ، وقد فرغت أنثى العقرب من طقوس التزاوج فبدأت بملاحقة ذكرها لتلتهمه وتحققت مقولة الرئيس الأسد : " من يضع العقرب في جيبه فإنه لن ينجو من لدغته ".

وأدرك العثماني أيضاً أن الأمريكي ومن خلفه الناتو قد بدأ بالتخلي عنه منذ أن رفض الناتو طلبه بالتدخل في سوريا ومنعه من تشكيل منطقة عازلة في شمال سوريا وتركه يُجنُ وحيداً  ، وبأن سيده الأمريكي قد تخلى عنه بعد هزيمته الأخيرة في الانتخابات التركية وبأن استعمله فقط من أجل إعلاء سقف المفاوضات النووية ، وبأن الشعب التركي لم يعد يحتمل جنونه ومغامراته ، وهو يدرك أيضاً أن سيفشل في الانتخابات المبكرة القادمة ، وتيقن بأنه علق بمنتصف الشجرة التي صعد عليها ، وبأنه أكبر الخاسرين في الحرب وعليه دفع ثمنٍ فلا هو قادرٌ على التفريط بورقة داعش ولا هو قادرٌ على الاستمرار في الحكم ، ولهذا كنا نقول في بداية الأزمة أن أكبر الخاسرين سيكون بائع البطيخ في اسطنبول.

نعم أيها السادة من يطبخ السم سيذوقه ، ومن ينام مع العقارب لن ينجو من غدرها.

 

الوسوم (Tags)

داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz