دام برس:

لقد بقيت ايران على مدى خمس وثلاثين عاما  منذ انطلاق ثورتها عام 1979, عصية على القوى الاستعمارية الغربية رغم كل ما فعلوا بها من حروب ومؤامرات وعقوبات اقتصادية ومقاطعات , وأصبحت بفضل ذلك دولة فضائية ونووية .

لقد حاربوها بواسطة صدام حسين لمدة ثماني سنوات واشترك بهذه الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر اسرائيل وفرنسا وامريكا وكل دول الخليج عدا عمان , وأدت إلى هلاك ملايين العراقيين والايرانيين كرمى عيون أمريكا والصهيونية , وثورتها التي وضعت السفارة الفلسطسينية مكان السفارة الاسرائيلية المطرودة كانت لاتزال جنينية , واستمرت كل أنواع الضغوط  والعقوبات على مدى كل هذه السنين دون جدوى.

. اذن وصلت ايران إلى ماوصلت اليه من التقدم بفضل هذا التحدي الذى رافق ثورتها والحصانة الداخلية لشعبها الذي فرضه هذا التحدي . كما تحدت كوريا الشمالية كل هؤلاء وأصبحت دولة نووية , وكوبا التي بقيت عصية على الاختراق أكثر من ستين عاما , ولا أعلم ماذا سيحل بها بعد التبادل الدبلوماسي الأخير مع أمريكا . الآن وبعد توقيع  الاتفاق النووي مع ايران , قد ينخرها الدود من الداخل كما نخر دولنا العربية , اذا لم يتم التحضير جيدا لمنعكسات هذا الاتفاق منذ الآن . هذا ليس تشاؤم وإنما واقع سيفرض نفسه . وما نباح نتنياهو واللوبي الصهيوني ضد هذا الاتفاق سوى للوصول بابتزاز أمريكا إلى أقصى درجات الابتزاز للحصول على مايريدونه منها وسيحصلون.

لقد قال الرئيس الخالد حافظ الاسد وهو الرئيس الاستراتيجي المحنك عن العلاقة مع أمريكا (بأن عدوانها منهكة ولكن صداقتها قاتلة) . كما قال ثعلب السياسة الأمريكية كيسنجر , (على أعداء أمريكا أن يخشوها , ولكن على أصدقائها أن يخشوها أكثر). فهل سنتعظ ؟ اذكروني بعد عشر سنوات , لنر مدى الاتعاظ , لأن الطبخة اللازمة للنخر تحتاج عشر سنوات على الأقل .