Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
علاقة الإخوان بالقاعدة .. بقلم: إياد محفوض
دام برس : دام برس | علاقة الإخوان بالقاعدة .. بقلم: إياد محفوض

دام برس :
ثمة سؤالان مشروعان يمكن طرحهما على خلفية الأحداث العاصفة التي تجتاح الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، الأول يكمن في العلاقة المتبادلة بين تنظيم الإخوان المسلمون وتنظيم القاعدة الإرهابي وتفرعاته من داعش وجبهة النصرة وغيرهما من المجموعات التي تحمل السلوك التكفيري، والثاني حول علاقة العامل الديمغرافي للمناطق التي تشهد فظائع وعمليات إرهاب مختلفة تقوم بها المجموعات الإرهابية ومدى قلق إسرائيل من تحول هذا الخطر عليها وعلى وجودها في المستقبل.
من المعروف أن تنظيم الإخوان المسلمون الإرهابي منذ تكوينه في مصر على أيدي حسن البنا كان تحت رعاية وإشراف المخابرات البريطانية، و مع قيام ثورة 23 تموز في مصر عام 1953، فقد حدث تطور في دور هذا التنظيم بدعم إسرائيلي وغربي وتنسيق وتمويل خليجي، وكان من أولى مهماته ضرب التيار القومي في مصر ومحاربة جميع التيارات العلمانية والحركات والأحزاب التي يمكن أن تنهض بالدول العربية.
وما يدلل على هذا الموضوع استهداف الإخوان المسلمين لجمال عبد الناصر وتياره القومي العروبي واستهداف سورية ودورها القومي المقاوم للمشروع الغربي وأطماعه في المنطقة، ولقد كشف الزعيمان الراحلان حافظ الأسد وجمال عبد الناصر مرات عديدة أهداف ومهام تنظيم الإخوان المسلمون وفروعه وأهدافه في المنطقة، وفي كل مرة كان يتحرك فيه تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر وسورية كان تظهر على السطح دلائل وعلامات ارتباطه بأنظمة الخليج العميلة من خلال دعمه سياسياً ومالياً وتسليحاً.
وفي مراجعة دقيقة واستذكار لفترة حكم الرئيس الإخواني المخلوع محمد مرسي يلاحظ مدى التناغم الكبير بين قيادته والمجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في سيناء وقطاع غزة من خلال تسهيل عملياته والتغاضي عنها والتوجيه بعدم التحقيق فيها وعدم ملاحقة أفراد هذه الجماعات، وبالرغم من تعدد الهجمات والمجازر التي ارتكبتها هذه المجموعات، ومن كشف بعض الجهات الأمنية المصرية لجهة وجود توجيهات من حكومة مرسي بضلوع مرسي نفسه والتكتم على ما تقوم به هذه المجموعات في سيناء وعدم ملاحقتها.
الأمر الذي يدلل على ارتباط تنظيم القاعدة وفروعه بتنظيم الإخوان المسلمين، حتى يمكن القول: إن القاعدة هي الجناح العسكري لتنظيم الإخوان الدولي، وإنه من الأدلة على ارتباط الإخوان بالقاعدة ما كشفته التحقيقات مع الإخوان وعناصر القاعدة في مصر بالإضافة لتصريحات بعض قيادات القاعدة بعد انشقاقهم عن التنظيم أو الإخوان، وعلى رأسهم الإخواني السابق الشيخ نبيل نعيم أحد قيادات القاعدة المنشق عنها، ولقد كشفوا نوايا وأهداف الإخوان والقاعدة وطرق التمويل وأهدافهم المشبوهة والمرتبطة بأجهزة استخبارات غربية، وأكد الشيخ نعيم أن أغلب قادة القاعدة كانوا منضوين عضوياً في تنظيم الإخوان، وهو واحد منهم، حين انتقل بشكل تلقائي من الإخوان إلى قيادي بارز في القاعدة وبعلم تنظيم الإخوان، ويشبه هذا في حقيقة الأمر حركة حماس وعلاقتها بجماعة "أكناف بيت المقدس" وغيرها من فروع المجموعات المسلحة، ويوضح نعيم أن مهمة الإخوان وواشنطن هي تدمير سورية والجيش السوري ليأتي بعدها دور مصر والجيش المصري خدمة لإسرائيل، بعد أن دمرت واشنطن العراق والجيش العراقي.
وبناء على هذا الارتباط الإرهابي بين القاعدة وتنظيم الإخوان، فليس أمام التيارات العلمانية والقومية والمدنية سوى التكاتف والتعاون في محاربة هذا التنظيم الإرهابي الذي يهدف إلى خلط الأوراق في المنطقة عبر نشر الفوضى لسهولة تحركه وتمدد إرهابه واستيلائه على المزيد من الأراضي وزيادة مساحة التدمير والتهجير والقتل التي هي مهمته الأساسية التي رسمها له مشغلوه من الأجهزة الاستخبارية الغربية تمهيداً لتقسيم الدول العربية، وهذا ما ظهر واضحاً في ليبيا على أيدي الإخواني عبد الجليل الذي أكمل إسقاط ليبيا وفور اكتمال مهمته اختفى إلى غير رجعة، وهذا ما نشاهده الآن على أيدي الإخواني اليمني عبد ربه منصور هادي عميل الغرب والخليج الذي فور وصوله إلى حكم اليمن، أدخل بلاده في بحر من الفوضى ولا زال على رأس هذه المهمة، ويتكرر المشهد في العراق وسورية ومصر تحت مسميات وأساليب متعددة، ولكن الهدف واحد هو نشر الفوضى والخراب.
وفي عودة إلى العامل الديمغرافي، فمن الواضح أنه كان في مقدمة أهداف رعاة مشروع الفوضى في المنطقة العربية تقليص عدد سكان دول المنطقة ولا سيما دول الطوق حول الكيان الصهيوني، واستهداف فئة الشباب بشكل أساسي عبر تسليحهم وزجهم في معارك متناحرة فيما بينهم أو مع جيوش هذه الدول لتحقيق عدة أهداف بوقت واحد بغرض، إضعاف دول الطوق وإضعاف حكوماتها وجيوشها وقدراتها الاقتصادية وبنفس الوقت التخلص من أجيال شابة وبإعداد كبيرة والذين كان من المفترض أن يشكلوا قوة بشرية وعسكرية في المستقبل لاسترجاع الأرض العربي المحتلة من الكيان الصهيوني، كما نجد أن زيادة عدد سكان دول التي تشكل خطراً على هذا الكيان مستهدفة بشكل مستمر منه، ولعل ما يصيب الفلسطينيين يؤكد ذلك، حيث تشن عليهم حروب مستمرة واعتقالات ضحاياها عشرات الآلاف سنوياً وما يجري من فوضى وقتل الآن يصب في هذا الإطار، بالإضافة إلى خطط إسرائيل بإضعاف دول المنطقة ومحاولة تفكيكها وتحويلها إلى دول يسهل السيطرة عليها والتحكم بها.
والغريب أن تمويل كل هذه الكوارث التي تحدث في منطقتنا هو عربي وخسائرها عربية ووقودها من الشباب العربي وضحاياها عرب، وأن الخاسر الأول والأخير هم العرب الذين يدفعون كامل الفاتورة لهذه الحروب، وأن حكام الخليج هم المسؤولون أولاً وآخراً عن تدمير الدول العربية، وأنه ليس من جواب على دورهم هذا سوى في ارتباط الوهابية والإخوانية بالصهيونية العالمية.

الوسوم (Tags)

سورية   ,   المسلمين   ,   الإخوان   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz