Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 10:36:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
علامات قوة أوضح في الموقف السوري ... بقلم: بديع عفيف
دام برس : دام برس | علامات قوة أوضح في الموقف السوري ... بقلم: بديع عفيف

دام برس:
قبل فترة ولاسيما في الأسابيع الأخيرة، هاج أعداء سورية وأعداء حلف المقاومة وأعلنوا عن انتصارات كبيرة لهم.. بل عادوا إلى نغمة جديدة ـ قديمة حول قرب انهيار النظام السوري والجيش العربي السوري والاقتصاد السوري، وتراجع الرئيس السوري... الخ. الموجة المستجدة من الصراخ والنفاق والتضليل الإعلامي ترافقت مع معطيات ميدانية ظن هؤلاء أنها انتصار لهم، سواء في الشمال أو الجنوب السوري، فخدعوا أنفسهم وخدعوا أدواتهم. فقد كشفت وقائع الأيام الأخيرة والأسبوع الأخير تحديداً، كشفت عدة أمور ومعطيات مغايرة داخلية وخارجية فيما يتعلق بالمحور السوري أو الجبهة الداعمة لسورية؛

أولاً، نبدأ من المعطيات الميدانية السورية. فقد تبيّن أن تحركات الجيش العربي السوري في الأسابيع الأخيرة كانت تكتيكية وليست انسحابات نتيجة هزائم أو تراجعات أمام الإرهابيين المدعومين من السعودية ـ قطر ـ تركيا.. وتبيّن أن الجيش العربي السوري كان يقوم بإعادة انتشار مدروسة جيداً استباقاً لمعارك جديدة لها ظروفها المختلفة، ولها أولوياتها التي قدّرها بشكل جيد؛ وهذا ما تبيّن في معارك السويداء والقنيطرة في جنوب سورية، وقبله في الحسكة، على سبيل المثال. فقد راهنت الغرف السوداء على تقدم الإرهابيين في السويداء للضغط على الموقف السوري من خلال الضغط على العاصمة دمشق، ولكن بطولات الجيش العربي السوري ووقوف الأهالي في السويداء ومن ثم في القنيطرة إلى جانب جيشهم أحبط الخطط والمخططات وأربك حسابات العدو الإسرائيلي وأنصاره.. وفشل هؤلاء في تحقيق أي نصر أو ربح أي معركة لإنقاذ ماء الوجه. بل أكثر من ذلك، استعاد الجيش تنفيذ خططه الهجومية وبدأ بالتقدم من جديد في كل الجبهات من القامشلي في أقصى الشمال الشرقي إلى السويداء ودرعا في أقصى الجنوب الغربي.

ثانياً، في المعطيات السياسية الداخلية، أكدت القيادة السورية بقبولها استقبال المبعوث الدولي لسورية ستيفان ديمستورا أنها ماضية في تنفيذ البرنامج الذي أعلنته منذ سنوات دون التراجع عن أي نقطة منه، وغير آبهة بكل ما يقال، والذي يتلخص بـالتخلص من الإرهابيين ودحرهم أولاً، وجهوزيتها للحل السياسي والمصالحة وإعادة البناء والإعمار.. لأن الحل بالنسبة لها حلّ سياسي كما أكدت وتؤكد دائماً، ولكن أطراف الأزمة الأخرى الداخلية والإقليمية كانوا يرفضون ذلك ويسعون للتعمية على الموقف السوري. ويتضح موقف القيادة السورية بشكل عملي ومباشر في تحركها في محافظة الحسكة؛ الأولوية لدحر الإرهابيين من تنظيم "داعش"، وإبعادهم عن المحافظة ومنع تنفيذ أجندات خارجية، ومن ثم توجه رئيس الحكومة السورية د. وائل الحلقي لزيارة المحافظة لوضع البرامج والبدء بتنفيذ المشاريع الجديدة التي ستقام في المحافظة الشرقية لتثبيت الاستقرار ودعم صمود الأهالي.

ثالثاً، في المعطيات الدولية وتحديداً مواقف أصدقاء سورية؛ روسيا وإيران. فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبعد حملة الردح العربية ـ الإقليمية ـ الغربية ضد سورية أن وجود الرئيس السوري بشار الأسد على رأس السلطة في سورية أساس الحل السياسي المطلوب في هذا البلد، وأن أي تدخل خارجي لفرض حلول بالقوة سوف يقود إلى نتائج كارثة. هذا الموقف الروسي الواضح والصريح والمباشر والعلني، كذّب كل التصريحات والتسريبات السياسية والإعلامية التي سبقته وكانت تنظّر لغير ذلك، أو لتراجع الدعم الروسي لسورية.. وهو، أي الموقف الروسي، يعني بالطبع تقديم كل الدعم المطلوب ـ المادي والعسكري ـ لسورية لتحقيق الانتصار، لأن انتصار الجيش العربي السوري في هذه الحرب هو انتصار لروسيا وإيران، ويمكن، بل وسيتم استثماره في تثبيت وتقوية مواقف البلدين في علاقاتهما مع دول الغرب الاستعماري المتغطرس.

وفي هذا الإطار، لا يمكن إغفال استقبال الرئيس بوتين لوزير الدفاع السعودي ولي ولي العهد محمد بن سلمان، وكيف يمكن أن تنعكس العلاقات الناشئة الجديدة بين البلدين على الموقف السعودي؛ فتصريحات الرئيس بوتين بخصوص الرئيس السوري (وتوقيتها اللافت جداً أيضاً) تناقض بشكل صارخ المطالب السعودية المزمنة بضرورة رحيل الأخير؛ ولابد أنْ تسهم السياسة الروسية الجديدة والانفتاح الذي تبديه على نظام آل سعود، في مساعدة القيادة السعودية على الخروج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه، والنزول عن الشجرة العالية سواء فيما يخص حربها على سورية أو حربها الفاشلة والمهينة على اليمن؟!

أما فيما يخص الموقف الإيراني، فقد بيّنت المواقف الإيرانية الأخيرة أن الجانبين السوري والإيراني يعملان بصمت وهدوء، بعيداً عن ضجيج وسائل الإعلام والتصريحات الغربية المخادعة. ولعل تصريح رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية بمجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الاسلامية الايرانية علي اكبر ولايتي اليوم، بأن الاسبوع القادم سيشهد تطوراً مهماً في العلاقات الاقليمية بين الدول الثلاث إيران وسورية والعراق يوضح الحقيقة المهمة بشأن التعاون المقبل بين هذه الدول في مواجهة الإرهاب المدعوم من قطر وتركيا والسعودية.

وبالنظر البعيد لمجمل هذه المواقف والتطورات، فإنها تؤكد أن أطراف حلف المقاومة لا يتصرفون بطريقة اعتباطية، وإن بدا غير ذلك للبعض، بل وفق خطط وبرامج واستراتيجيات محددة ومدروسة، ووفق ما تقتضيه ظروف كل مرحلة من مراحل الصراع والحرب الطويلة، فهل يفهم الآخرون قبل فوات الأوان..؟!

مصدر الخبر: SNS

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz