Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
بوتين يفضح الإعلام الغربي .. كاذبون .. بقلم : د. فؤاد شربجي
دام برس : دام برس | بوتين يفضح الإعلام الغربي .. كاذبون .. بقلم : د. فؤاد شربجي

دام برس:
إن فحوى ما قاله بوتين في بطرسبورغ قبل يومين يؤكد على أن روسيا دولة فاعلة في الاستقرار العالمي وأن موقفها الاستراتيجي تجاه سورية واضح وثابت، حيث تتمسك روسيا بدعم الرئيس الأسد والدولة السورية في مواجهة الارهاب والفوضى.
إن تأكيد الرئيس بوتين على دعمه الدولة السورية بقيادة الرئيس الأسد، يتضمن فيما يتضمن توجيه صفعة للدوائر السياسية والإعلامية التي تروج منذ شهور أن (روسيا غيرت موقفها تجاه سورية، وأن هناك توافقاً روسياً أميركياً على حل سياسي بدون الرئيس) وعلى الأغلب فإن هذا ما جعل بوتين يقول بوضوح أن (موضوع الرئاسة في سورية يحدده الشعب وحده) ... كما أكد بوتين أنه (يعمل مع الرئيس الأسد في إطار حل سياسي يؤدي إلى إنهاء الإرهاب).
إن من يدقق بكلام بوتين، يحس أنه كان يتابع الإعلام الخليجي والغربي وتصريحات بعض السياسيين المحليين الخليجيين والغربيين واتباعهما وبعد أن تركهم يغرقون في طموحاتهم وبعد أن لاحظ أن الإعلام المعني بالرد لم يرد واكتفى بالتطنيش والتجاهل، بعد كل ذلك قام بوتين بفضح كل طموحاتهم. وكشف أنهم كانوا يسبحون في بحر من الأوهام والاختراعات حول روسيا وموقفها من سورية ومن الحل ومن محاربة الإرهاب – وفي كلامه رد على تقصير الإعلام المعني بالرد  وقال بوضوح (روسيا تتمسك بالرئيس ألسد والدولة).
قبل اسبوعين واثناء وعقب قمة الدول السبع شرت صحيفة الاندبندنت العالمية للكاتب العالمي المعروف (اوليفر رايت) تحقيقاً أكد فيه أن القمة بحثت على العشاء الموضوع السوري – والحل في سورية– وأكدت الاندبندنت نقلاً عن اورباما وكاميرون (إنهما تباحثا مع بوتين وأن روسيا تبتعد عن الرئيس الأسد وتترك الدولة السورية وتتخلى عن دعمها مما يمهد الطريق للحل في سورية على الطريقة الخليجية الأميركية).
قصة ابتعاد روسيا عن الدولة السورية وتخليها عن دعمها روجها اضافة للاندبندنت الديلي تلغراف – والصحف الفرنسية والأميركية والخليجية والاقنية الفضائية وكل من يدور في فلكها – ولم تتخلف مراكز الدراسات عن وضع هذه القصة في دراسات تعطيها قوة اقناعية اضافية ولكن كلام بوتين جاء صاعقاُ ولسان حاله يقول ( انتم كاذبون، وتتوهمون، تفبركون، تتلاعبون بالحقائق ... إن روسيا مستمرة على موقفها ومتمسكة بالدولة السورية ورئيسها وداعمة لإستراتيجيتها في محاربة الارهاب والدفاع عن الشعب السوري).
من الحقائق الهامة حول قصة ابتعاد روسيا عن دعم الدولة السورية أنها من اختراع إسرائيل أولاً – ومن يتابع الإعلام العبري يلاحظ أن الافلام الصهيوينية هي من فبركت هذه القصة، وجعلتها أساساً من أسس الحملة الإعلامية والدعاية النفسية ضد الشعب في سورية – لإضعاف روحه المؤيدة للدولة ورؤيتها الوطنية.
كذلك الإعلام الوطني قصرَّ في مواكبة هذه الحرب النفسية ولم يتفحصها ولم ينتبه لأصلها، ولم يسعى للحصول على رد روسي عليها عندما نشرت. وعندما صدر عن دبلوماسيين روسي رفيعي المستوى ما ينفي هذه القصة ويصفها بـ ( الهراء) – لم يهتم الإعلام الوطني – وبقي على سياسة التطنيش، وأكبر ما نخشاه أن يتعامل إعلامنا مع تصريحات بوتين على أنها خبر يذاع اليوم وينسى غداً، بينما هي موقف استراتيجي يرسم توجهات روسية استراتيجية يجب أن تبقى كحقيقة قوية في تحليلاتنا ورؤيتنا.
كذلك فإن كلام بوتين جاء هزة قوية ( للفهمانين) من اصحاب الياقات البيضاء عندنا الذين يعبدون الإعلام الغربي ويتبعونه رغم ما يجاهرون به من عداء للغرب وربما يكون في كلام بوتين ما ينبِّه كل من يستمد من الإعلام الغربي وتابعه الخليجي فهمه السياسي وقناعته الاسترايجية إن جازت التسمية كذلك فإن كلام بوتين جاء ليؤكد أن إعلام التطنيش والبلادة وترداد الصراخ لا يفيد في المعركة ضد خبث ومكر أسلحة الكذب الشامل في الإعلام – (مكروا ويمكر الله والله خير الماكرين).
كذلك لا بد أن بوتين أطلع على ما رافق زيارة محمد بن سلمان إلى بطرسيبورغ حيث روّج أن هناك توافقاً روسيا سعودياً على حساب الدولة السورية ولكن بوتين ومنذ اللحظة الأولى لاستقباله بن سلمان ركز على البعد التجاري للزيارة وإذا كان هناك من يعتقد أن ( دبلوماسية الشراء) يمكن أن تشتري مواقف استراتيجية روسية فإن بوتين أكد أن روسيا كدولة عظمى تتجنب المقاطعة وتتعامل مع الجميع وتمارس ( دبلوماسية البيع) في المسائل القابلة للبيع أما القضايا الاستراتجية فهي شأن آخر لا يفهمه من يظن أن المال فقط هو ما يشكل قوة الدول وتأثيرها وباختصار وبعد توقيع اتفاقيات البيع السعودية جاء إعلان بوتين الاستراتيجي عن تمسك بلاده بالدولة السورية ورئيسها.
في الموضوع السعودي ودبلوماسية الشراء فإن مواقف بوتين جاءت عشية نشر وثائق ويكيليكس السعودية التي كشفت (سياسة الشراء) السعودية حيث كشفت هذه الوثائق قصص شراء الصحفيين والأقلام، وشراء المؤسسات الصحفية كذلك فضحت قصص شراء سياسيين وإعلاميين ومثقفين وعلاوة على ما جاء في هذه الوثائق من عمليات شراء فقد فضحت الصحفيين والسياسيين الذين اندفعوا عارضين أنفسهم للبيع وللأسف هناك اسماء معروفة وكبيرة وردت في هذه الوثائق وطالما أن في الأمر شراء فلا بد أن هناك قصص فاسدة يراد ترويجها ويجري الدفع والشراء وللإعلاميين من أجل ترويجها ونشرها واعتمادها وتبنيها وهكذا يمكننا فهم كذب الإعلام في قصة ابتعاد روسيا عن دعم سورية على أنها احدى قصص (سياسة الشراء) المعتمدة في الحرب النفسية ضد الشعوب عامة وضد الشعب السوري في مثالنا وموضوعنا.
إذا كان الغرب يطلق من (دافوس) توجهاته فإن روسيا جعلت من بطرسبورغ (دافوس روسي) وأطلقت توجهاتها وأكدت استراتيجيتها تجاه الغرب بقوة تواجهه وتكافؤه: الاقتصاد الروسي قوي ومتماسك أي تهديد اطلسي يرد عليه فوراً العقوبات لم تمنع روسيا من توسيع تعاونها مع العالم في إطار الطاقة وفي إطار الاستثمار وقد حضر منتدى بطرسبورغ 114 دولة أي ضعف عدد الدول التي حضرته السنة الماضية، وهذا انتصار روسي على العوبات الغربية.
بوتين أكد في بطرسبورغ على ان روسيا وعبر تحالفاتها الدولية وعبر فعاليتها العالمية شريكة فاعلة في رسم النظام العالمي، لأنها مع حلفائها الذين يمثلون أكثر من نصف العالم معنيون بالاستقرار العالمي ولا يتركون مصائرهم بيد الغرب وأميركا من هنا تأتي أهمية سورية، لأن في صمودها وانتصارها على الارهاب الاساسي المنطلق للنظام العالمي. وإذا كان النظام العالمي الذي ترسخ بعد الحرب العالمية الثانية كان (النظام العالمي المنتصر على النازية) فإن النظام العالمي المؤسَّس على انتصار سورية على الارهاب سيكون (النظام العالمي المنتصر على الارهاب). وهذه المعاني – المواقف - الحقائق موجودة بشكل مكثف وقوي في تصرحات بوتين في بطرسبورغ.
إن إعلان بوتين في بطرسبورع ليس تأكيداً لإستراتيجية روسيا تجاه قضايا العالم فحسب وليس تشديداً على تمسك روسيا بدعم الدولة السورية ورئيسها بل كان في خطاب بوتين ايضاً ما يفضح الإعلام والفضيحة أكبر للمؤسسات الكبيرة والعريقة كالاندبندنت والتلغراف والفورين بوليسي وهذه الحادثة تجعلنا نؤكد على ضرورة الانتباه إلى ما ينشره هذا الإعلام القوي والماكر والمنتشر – وبوتين اثبت أنه إعلام كاذب ومزَّور ومتوهم ومباع للسياسة وللمخططات السياسية.
إن إعلام الكذب والفبركة أسوأ من إعلام الهوبرة البدائية وكلاهما من أدوات الحرب على الحقيقة – وكلاهما يستحقان صفعة بوتين.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz