Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل يفعلها الشعب التركي وينقذ نفسه والمنطقة من أردوغان وغروره ؟ بقلم: بديع عفيف

دام برس:
لم يعد سراً أن منطقة الشرق الأوسط تعاني من تسلط رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي الذي أعمى الغرور وشهوة السلطة قلبه وعقله وجعله أكثر حكام المنطقة والعالم تسلطاً وتعجرفاً وإيذاء للأهل والأصدقاء والجيران. أجل لقد انقلب أردوغان بعد أكثر من عقد في السلطة على الجميع، وانقلب قبل كل شيء على الشعارات والمبادئ والقيم التي لطالما رفعها وتحدث عنها وتغنى بها وهاجم الآخرين بسببها قبل أن تنكشف حقيقته.

في الداخل التركي برزت نزعة أردوغان التسلطية العدوانية التي أبعدته عن أقرب المقربين والأصدقاء بعد سيطرة الجنون السلطاني على عقله ـ مثل الرئيس التركي السابق عبد الله غول والداعية الإسلامي فتح الله غولن ـ وغدا هوس الاستئثار بالحكم أساس كل سلوكه وتصرفاته، وتحوّل سفاح العصر الحديث في حربه ضد الإعلام والقضاء وحتى الجيش التركي إلى حاكم ظالم مستبد لم تتأخر الصحافة التركية والعالمية بتشبيهه بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

وفي المحيط الإقليمي تاجر أردوغان بكل القيم والعلاقات والجوار وأساء للجميع؛ حارب ضد العراق وساهم في تخريبه ولا يزال، هاجم مصر وأساء إليها واستثمر في محاولة إسقاط الدولة المصرية عبر ذراعه الإخوان التي كان يتحكم بها ولا يزال، وتدخل في ليبيا ولعب دوراً قذراً في تفكيك الدولة الليبية ولا يزال، وخان كل عهود الصداقة والاتفاقيات الـ54 التي وقعها مع الجارة سورية؛ حارب أردوغان في سورية  كما لم يفعل أي عدو حاقد؛ أرسل الأسلحة والمخربين والإرهابيين والقتلة والمجرمين لتخريب البنية التحتية والمنشآت والمصانع السورية وقتل السوريين الذين فتحوا له صدورهم واستقبلوه لبناء شرق أوسط جديد قائم على التعاون والشراكة، خال من القتل والتدمير والحقد والكره، فكانت خطته الجهنمية مبادلتهم الحقد والفتن والطائفية وبإرسال كل أنواع القتل والتدمير إليهم، ولا يزال يمارس الإجرام منذ أكثر من أربع سنوات وعلى عين الأمم المتحدة والدول الكبرى والاتحاد الأوروبي!!

سقط أردوغان في امتحان حقوق الإنسان وفي امتحان الحريات وفي معيار الديمقراطية، وسقط في محاربة الفساد ونظافة الكف، وسقط في تحقيق شعار صفر مشاكل مع الجيران.. والآن بدأ يسقط في الاقتصاد ـ رافعته إلى السلطة ـ كما سقط في امتحان الصدق والنزاهة والأخلاق والمبادئ، فهل يتمكن الشعب التركي في الانتخابات النيابية بعد أيام من معاقبة الرئيس المتجبر المتسلط؟!!

من الصعب التكهن بنتائج الانتخابات القادمة رغم استطلاعات الرأي التي تؤكد تراجع شعبية أردوغان وشعبية حزبه "العدالة والتنمية"؛ فالرجل يمسك بالأمن والإعلام والسلطة والقضاء وكل ما يمكن للشعب التركي أن يتنفس من خلاله، وحتى مواقع التواصل الاجتماعي. فكيف سيتمكن الأتراك من مواجهة هذا الطاغية ومن التخلص من ظلمه وطغيانه وجبروته!!

لاشك بأن الأمر ليس سهلاً؛ فالمشكلة أنه حتى وإن رفض الشعب التركي انتخاب الرئيس المجرم السفاح وحزبه، فليس من السهولة ضمان نتائج الانتخابات التي من المؤكد أنّ أردوغان سيقوم بتزويرها لتتوافق ومصالحه وطموحاته؛ فالمعركة مع أردوغان وفريقه ليست سهلة وهي معركة "كسر عظم" بالنسبة له ولحزبه؛ فخسارة الانتخابات لن تتوقف على تغيير السلطة الحاكمة وشخص أردوغان ورئيس حكومته الوسواس الخناس احمد داؤود اوغلو، بل قد تقود إلى محاكمة رموز السلطة الحالية وعلى رأسها أردوغان نفسه وهو بلا شك يدرك ذلك. وعليه فإن الديكتاتور التركي لن يتوانى عن فعل أي شيء للبقاء في الحكم لسنوات طوال قادمة. ولكن يبقى الأمل قائماً دائماً ويبقى للشعوب كلمتها ومفاجآتها.. وعسى أن يقول الشعب التركي كلمة حق صريحة وواضحة، ويريح تركيا والمحيط من رجل معتوه آذى الجميع وأضرّ بهم، وأضر بمصالح بلاده ومصالح الجيران القريبين والأبعدين.. وإن غداً لناظره قريب..!!

الكاتب: بديع عفيف

مصدر الخبر: SNS

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-06-03 06:42:13   كفايه!!!
كفايه الرهان على الشعوب الاخرى،كفايه الانتظار، التاريخ لن يرحم احد، و الشعب الدي لا يدعم و يطعم جيشه سيطعم جيش الاحتلال! !!!!
علي أحمد ناصر  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz