دام برس:

أحكم الجيش العربي السوري سيطرته أمس على أحد أهم المعابر التي تستخدمها المجموعات الإرهابية  المسلحة في الغوطة الشرقية، بسيطرته على بلدة ميدعا، وهو بذلك، قطع طريق الإمداد الأخير الذي يربط دوما والغوطة بالضمير، ومنها إلى جبال القلمون الشرقي، وكذلك إلى البادية، حيث أحد طرق التهريب التي يسلكها المسلحون للتنقل من مكان إلى آخر؛ أي خسر الإرهابيون منفذ البادية والأردن.

اللافت أن ضربة الجيش العربي السوري أتت ـ كما العادة ـ بهدوء وبعيداً عن الصخب الإعلامي الذي تحيط به الدول الداعمة للإرهاب في سورية أدوات التخريب التي تمولها وتشغلها. هل نذكر قبل أيام، استعراض زعيم ما يسمى «جيش الاسلام» زهران علوش.. وأن ميدعا من أهم مواقعه؟! والحقيقة نتوقع ضربات مماثلة أخرى ينفذها الجيش العربي السوري في درعا وإدلب وغيرها، فهذا الجيش المغوار يقاتل أولاً ودائماً على الأرض وفي الميدان، ولا يهمه ما يقال على قناة الجزيرة أو العربية أو صفحات الحياة والشرق الأوسط أو الفيس بوك واليوتيوب.

لكن اللافت والمهم أيضاً، ما بثّته قنوات ومواقع الإرهابيين المسلحين والناطقين باسمهم عن وجود طرق إمداد بديلة عبر أنفاق خاصة من برزة إلى حرستا، أو عبر معبر مخيم الوافدين ويتحكم بها تجار المنطقة بالمطلق، وهذا كلام مهم ويجب التوقف عنده والتدقيق به؛ فهو قد يكون لرفع معنويات العصابات المحاصرة في دوما والغوطة، من جهة، وقد يكون حقيقة واقعة ويجب التعامل معها بحزم ودقة لكشف هذه الأنفاق وبالتالي منع تزويد المسلحين بالمؤن والعتاد والذخيرة، من جهة أخرى.

الأمر الآخر الذي نتوقف عنده، هو السرعة الكبيرة لدى داعمي المجموعات التكفيرية الإرهابية لاستثمار المعارك الأخيرة في إدلب ضد الجيش العربي السوري. فقد سارعت الأطراف الإقليمية والدولية ـ تركيا، السعودية، قطر والولايات المتحدة ـ إلى النفخ في حجم تقدم المجموعات الإرهابية وتضخيم إنجازاتها للبناء عليها والبدء في مفاوضات سياسية يمكن لها أن تصرف نتائج هذه المعارك فيها. ولعل هذا التسرع يوضح حقيقة مهمة، وهي أنّ هذه الأطراف تدرك قبل غيرها أنّ هذه الانتصارات وقتية وغير حقيقية ولن تكون دائمة باي شكل من الأشكال، ولها في "القصير" و"بابا عمر" و"القلمون" وغيرها، العبرة والدليل، رغم ما كانت أعدت لتلك المعارك من تحصينات وغرف عمليات لم تفدها بشيء.. فهذه الأطراف تعلم علم اليقين أن الجيش العربي السوري لن يترك تلك المناطق تحت سيطرة الإرهابيين وسيعمل ـ وفق برنامجه وأولوياته التكتيكية والإستراتيجية ـ على تحريرها من رجسهم.

لا تستهين بقدرات الأعداء ولا بخططهم ولا حجم مؤامراتهم وقذاراتهم التي نتوقع أنها أسوأ من كل ما نتصوره، ولكن الجيش العربي السوري يعمل بصمت ويترك دائماً العبرة للنتائج.. ومن يضحك أخيراً يضحك كثيراً.. فماذا يقول زهران علوش للإعلام بعد تحرير ميدعا..؟!!

الكاتب: بديع عفيف

مصدر الخبر: SNS