Warning: session_start(): open(/tmp/sess_78epomsaqlgn5h518b1emof3d1, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
الخيط الرابط للأزمان .. بقلم : القانونية أمل عبد الهادي مسعود

Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 18 نيسان 2024   الساعة 01:15:57
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الخيط الرابط للأزمان .. بقلم : القانونية أمل عبد الهادي مسعود
دام برس : دام برس | الخيط الرابط للأزمان .. بقلم : القانونية أمل عبد الهادي مسعود

دام برس:

مهما تلبدت الغيوم فوق بلادنا وازدادت الشدائد والنوائب، ومهما هيأ أعداؤنا من مكائد، لن يفلحوا في تحقيق ما يصبون إليه؛ فالتصدي لهم كان دائماً خيارنا ولا يهمنا أنها مهمة سهلة أم صعبة. لقد حاربنا وعملنا وأحببنا وربينا أبناءنا ونحن نحلم بسورية التي ليس فيها جياع أو مشردين؛ ليس فيها مذَلّون ومُهانون؛ سورية التي لا يخاف أحد  فيها من الغد القادم والمستقبل؛ حيث لا يطلق أبناؤها نيرانهم على إخوتهم ولا تسيل الدماء في صراعات بينهم؛ وحيث الدفاع عن الوطن يعتبر إقداماً وواجباً مقدساً.. والأمومة لا تجلب سوى السعادة والطمأنينة؛ حيث الطفولة الوادعة المشرقة والشبيبة المتعطشة للثراء الروحي الرافضة لمغريات الاستهلاك والروح الفردية؛ وحيث أرباب العائلات مطمئنون على أسرهم ومستقبل أطفالهم.

نحن اليوم لم نتمكن من إكمال بناء سورية هذه لأنهم أعاقونا. لقد خان الكثيرون سورية،  ومع ذلك فهذا ذنبنا وهذه مصيبتنا، ولكن واجبنا تجاه وطننا يعني أننا ملزمون بالصمود حتى النصر. إن أعداء سورية سعداء بالحالة التي وصلت إليها سورية؛ فالدولة التي كانت موحدة قوية منيعة تئن اليوم من الألم؛ "ديمقراطيو" العالم أجمع يذرفون دموع التأثر ويحتفلون مهللين بدمار آخر أقدم حضارة حية عرفتها البشرية، وقد تحولت إلى أنقاض تباع بمقاطع الفيديو؛ حضارة قدمت للبشرية أبجديتها واستمرت في عطائها. فهل تحرر الشعب من "الطغيان والاستبداد" أم بات يعيش في إمارات الجهل والتخلف والظلام والعصبية , حيث يقتلون بعضهم بعضاً وتتحكم فيهم النزاعات ومموليها؟ هذا ثمن أسطورة "الحرية", ثمن سرعة التصديق وعدم الإدراك والوعي، وسوء المحاكمة العقلية من جهة، ومن جهة أخرى، فهي الخيانة وحب المال والخبث والحقد؛ إنها الدفعة الأولى لما كان ينتظرنا في المستقبل على أيدي هؤلاء.

ومن الطبيعي لتجنب هذا المصير المرسوم أن نعمق النظر في تاريخنا الخاص الذي كان يلهم أجدادنا من عصر لعصر، للعمل في سبيل تحقيق مأثرة بناء دولة قوية. هنا نستعير مقولة أحد أبطال شكسبير (لقد انقطعت الصلة بين الأزمان).. وهذا هو مرض سورية العضال اليوم. إن إعادة هذه الصلة المقدسة هي واجبنا الأول والرئيسي؛ فهل من المفيد في هذه الأيام التخلي عن تلك التركة التاريخية والحضارية التي دفعت سورية ثمنها عملاً وكفاحاً بطولياً قامت به عشرات الأجيال من أسلافنا، فضلاً عما اتسمت به القيادة من حكمة في مجال بناء الدولة وبعد النظر في مجال السياسة؟! ولنفكر في شعار سورية مهد الحضارات الذي طرح في القرن الماضي قاصدين الآفاق الواسعة لمصلحة الشعب والأمة والدولة، ونطرح السؤال التالي: هل هم كثر ـ في هذه الأيام ـ الذين يفهمون ويشعرون أننا نُعتبر مالكي ذلك الإرث العظيم؟ وكم هو حيوي بالنسبة لنا أن نتعلم كيف نستفيد منه وكيف نغنيه بالتجارب المعاصرة ونعمل على الحفاظ عليه وتحديثه طبقاً للواقع الجديد وندخله في نسيج حياة شعبنا المعاصرة؟

إن المفتاح لذلك يقوم على الإيمان بمبدأ بناء الدولة الذي يفترض السيادة التامة والاستقلال السياسي بالتوافق مع الأهداف المدركة للدولة القوية التي لا يمكن أن تتمتع بالاستقرار والثبات وإرادة الحياة والقدرة على التطور في سبيل الوجود إلا إذا كانت تلهم المؤمنين بها فكرة عظيمة ومثل عليا نبيلة.

في سورية، القوة المحركة لفكرة بناء الدولة ، كانت الطموح لأنه يجسد أفكار الصلاح والمحبة والرحمة والإيمان والإخلاص. ومنذ أقدم الأزمنة وجدت هذه القوة في الاسم الذي أطلق على دمشق كأقدم عاصمة مأهولة في التاريخ. وهذه الأفكار تنسجم مع الخواص الطبيعية للشعب السوري وتتطابق مع نمط حياته وتضفي على البيئة الشعبية الخاصة به رسوخاً داخلياً لا ينضب، واستقراراً حياتياً وطاقة نشيطة. وقد ساعد على استمرارية تلك القوة منظومة القيم الأخلاقية التي ترسخت على مدى قرون وكانت سبباً في الحفاظ على الشعب والمجتمع وسط مشاق هائلة ومحن لا تصدق، وقعت عليه في مراحل تاريخه الطويل.

ولأننا في الوقت الراهن نشهد تدهوراً في مستوى الأخلاق على صعيد المجتمع ليس له مثيل، وانغماساً في الأنانية والفردية وتقديساً للعنف والدم، فإننا نحن أحوج ما نكون لعودة مفاهيم الضمير والشرف والنزاهة والسماحة والتضحية والروح الوطنية إلى حياتنا، وإلى الأسرة المتماسكة المبنية على أسس الطيبة وتبادل الحب والاحترام. فالشعارات النبيلة في شكلها أصبحت اليوم في المجتمع السوري حافزاً لارتكاب المجازر، ولتحل الفوضى مع انفجارات الكراهية الطبقية والقومية والدينية محل الطموحات الخيّرة والإندفاعات التي تكمن وراءها مثل عليا.

لقد انصهرت البطولة والخيانة، الدناءة والتضحية، العظمة والسفالة، الوطنية والعداء لسورية في تيار واحد ناري، وكانت منذ البداية تُظهر بوضوح وجود رؤيتين لمستقبل البلاد؛ الأولى منها، ترى سورية بصرف النظر عن واقعها الحالي هي الوطن الأم والبلد المحبوب والعزيز على النفس وقد عزم أصحابها على العمل لما فيه مصلحتها حسب قدرتهم وفهمهم لهذه المصلحة. أما أصحاب الرؤية الثانية، فكانت سورية بالنسبة لهم مجرد حزمة حطب في لهيب الثورة العالمية ورأس جسر لتلبية اجتياحات عالمية جديدة، وميدان لتجارب مجردة من المشاعر الإنسانية، واحتياطياً لا ينضب من المواد الخام والعنصر البشري. لقد طمح البعض الأول إلى إعادة إعمار ما تخرب وعطل في سورية ودعم القوات المسلحة، لكن البعض الآخر قام بأمور وحشية ونظّم دعاية تقول إن إطلاق النار هو أسلوب التربية وأقام معسكرات للاعتقال، وبدم بارد أمات الآلاف من الأسر جوعاً وقهراً ونسف المقدسات الوطنية والدينية.

ورغم هذا كله علينا الوقوف بقدم راسخة على أرضية تستند إلى مصالحنا القومية والوطنية الأصيلة، وإن طرح هذه المسألة العقائدية والتصدي لها يفترض بدوره حل المهام التالية:

-   صياغة المفاهيم التي تتيح إظهار وتعليل الثوابت الجيوسياسية للمصالح القومية والوطنية والتي تعتبر المطالب الثابتة التي تضمن أمن الدولة وتؤمن للبلاد الحل السلمي المتناسق.

-   إعداد منهج للتصحيح الإيديولوجي لمجتمعنا المريض بغية إنعاش الوعي الوطني للتعاقب التاريخي للحياة السورية، وبعث المعافاة الروحية للشعب وتأمين القيم الأخلاقية للرأي العام ضد نوبات الانتكاس من الهوس وما هو غريب.

-   تحديد نموذج المستقبل لتطور سورية الاجتماعي وعلى نطاق الدولة في سياق تقاليدها الأصيلة وتوجهاتها الروحية ومنظومة قيمها الأخلاقية.

وهذه الأفكار نجدها واضحة وصريحة في حديث الرئيس بشار الأسد لرجال الدين العام الفائت عندما ركز حديثه على ضرورة النهوض بالأخلاق وأهمية ذلك في بناء الفرد والأسرة والمجتمع والوطن. فالدين هو الأخلاق؛ فما قيمة أي مجتمع أو فرد بلا أخلاق؟! وفي هذه الرؤية تتجلى عبقرية القائد وبعد النظر لديه وسعة الحكمة وبراعة الطبيب في معرفة الداء والدواء والقدرة على ربط الأزمان.  فهو عندما خاطب رجال الدين في أهمية الأخلاق ودورها في الخطاب الديني والروحي, إنما كان يخاطب الأمناء على القوة المحركة للشعب السوري. لكن من المؤسف أن الكثيرين منا لم يستطيعوا إدراك شمولية  تلك الرؤية التحليلية وعمقها ومدى ترابطها كسبيل للخروج من الأزمة وترجمتها فكراً من خلال خلق الظروف والأدوات المنسجمة معها، وإنما تركنا المجال للمغامرين (السياسيين الجدد أو أدعياء الحرية) الذين استغلوا الفرصة لخدمة مصالحهم الخاصة ورغبة الناس بالحل السلمي لإعادة الأمن والآمان.

إن الخروج من هذه الدوامة التي تكونت  بسبب سوء الفهم لدى البعض من  المعارضة خلال السنوات الأخيرة يكون بالعودة إلى فكرة الدولة الديمقراطية القوية من خلال تمتين الحركة الشعبية تنظيمياً، وإقامة قاعدة إيديولوجية موحدة للدولة السورية تكون مقرة رسمياً ومعروفة بشكل واسع في المجتمع، وأن يتم التطابق بين الممارسة والفكر السياسي لخلق الإحساس بالثقة لدى المواطنين بهذه الدولة، وإزالة الخوف من المجهول ومنع احتمال توتير ذلك الجنون ثانية.. وهذا كله لابد أن يتم على أساس التراضي أو بتعبير أدق على أساس التفاهم والمصالحة الوطنية. وإلا ماذا ينتظرنا.. لا أحد يعرف..!!

الكاتب: القانونية أمل عبد الهادي مسعود

مصدر الخبر: SNS

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/tmp/sess_78epomsaqlgn5h518b1emof3d1, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/tmp) in Unknown on line 0