دام برس :

عند كل تحول استراتيجي أو حدث سياسي أو عمل عسكري ، ينبري لنا مُنظّرون استراتيجيون وقادة غرف عمليات عسكرية ، ومخططون مخابراتيون ، وجهابذة السياسة والتكتيكات الأمنية والعسكرية ، وخصوصاً مؤخراً جراء ما حدث في إدلب وجسر الشغور وبدأت تنتشر الآراء على وسائل التواصل الاجتماعي ، من أسياد تاء التنظير ، بين الاصطياد بالماء العكر تارة ، لإشاعة الضعف ورضوخ الدولة السورية للإملاءات والضغوط الدولية ، والتراجع في مواقف القيادة السورية في مكان ما بين الأداء على الأرض والأداء السياسي ، وهذه الفئة لا نناقشها ولا نحاورها لأنها فئة خائنة ، والخونة حوراهم الوحيد بالرصاص و النار.

وتارة أخرى عبر بعض الوطنيين ، الذين تدفعهم غيرتهم على الوطن والسيادة الوطنية للأحاديث المنفعلة أو الانفعالية ، وتقييم عمل الجيش أو العمل السياسي بسلبية ، ويطلقون الانتقادات والآراء خبط عشواء ، ويلقون اللوم هنا وهناك ويتحدثون عن خيانات وفساد إداري وأحياناً يتطور لخيانات عسكرية ، وهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون يخدمون العدو ، ويضعفون الصمود الشعبي ، ويحبطون الكثيرين نفسياً بدلاً من التركيز على الانتصارات السورية العسكرية والسياسية

أرجوكم أرجوكم يا من تركتم بيوتكم ومدنكم خوفاً وهلعاً بدل من حمل السلاح للدفاع عنها وتفرغتم للنضال المقدس على الكيبورد والشبكة العنكوبيتية ، ويا من أرهبتكم مقاطع إرهابية وإجرامية بثها الإرهابيون على اليوتيوب لتنفيذ سياسة الصدمة والرعب عليكم، ويا من أنتم لستم فالحين إلا بالتنظير على قيادة وجيش يخوضون أخطر الحروب الكونية ، في مواجهة إرهاب يُدعم إعلامياً وسياسياً ومادياً دعمًا مفتوحًا غير محدود لمدة تزيد عن اربعة أعوام ، أقول لكم ليس أمامكم إلا خيارين:

أ – أن تدعموا الجيش والقوى الأمنية بصمتكم وتدعوهم يعملون حسب ما تقتضيه طبيعة المعركة والوضع في الميدان.

ب – أو أن تدعموهم بأن تحملوا السلاح وتنزلوا لحماية ساحات مدنكم وبيوتكم وأعراضكم ، لأن هذا الوطن وهذه الأرض ليست للقيادة أو للجيش وحدهم ، بل هي لكل أبناء الوطن وواجب حمايتها يقع على عاتق الجميع ، والجميع تعني كل قادر على حمل السلاح ، وذلك لأن القضاء على الفساد وعودة الخدمات من كهرباء وماء ووقود تدفئة ودفع لغلاء المعيشة وتأمين الخبز اليومي وعودة الاتصالات ..يلزمها استعادة الأمن أولاً وليس العكس.

وإن ما قامت به النصرة في إدلب وجسر الشغور وغيرها من المناطق بجنون السعودي والعثماني لا يغير قيد أنملة في الحرب الاستراتيجية الكبرى ولا في معادلات الصراع لأن أفعى النصرة يتم دق رأسها في الجولان والقنيطرة على الشريط المحتل وبالتالي أقول لكل منظري الكيبورد الاستراتيجيين من " الوطنين " ، لا يهولكم جنون النصرة في إدلب لأن أفعى النصرة تدرك أكثر منكم أنها تموت ببطء نتيجة قطع رأسها في الجنوب السوري.

مرة أخرى نقول لكل الغيورين والمحبين والعاشقين للوطن إن : عدوٌ عاقل خيرٌ من صديقِ جاهل ، وأن الغشيم هو أخو  ابن الحرام لإن كلاهما يكون لعمله نفس النتيجة من الضرر والأذية ، بغضّ النظر عن النوايا لأن الأمور تقاس بنتائجها يا سادة.