دام برس:
في عام 1989 نشرت في البعث تحقيقا يتضمن " النزر اليسير جدا" من الإستقصاء بعنوان " تشغيل القطاع العام لحساب القطاع الخاص" !!
ومع أن هذا النزر اليسير لايتجاوز 5 % من الإستقصاء فإن رئيس الحكومة لم يتحمله وكاد أن يسجنني لولا تدخل القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي !!
ولم يهدأ غضب رئيس الحكومة إلا بصدور قرار بمنعي من الكتابة لمدة عام .. !
وتعرض زملاء آخرون إلى النقل وإلى عقوبات متنوعة ومتدرجة لأنهم تجرؤوا ومارسوا "النزر اليسير" من الصحافة الإستقصائية !!
واكتشفنا مبكرا أن النقد مهما كان موثقا .. "متاح للنشر" إذا تناول فساد مسؤولين سابقين ومرفوض رفضا قاطعا إذا تناول مسؤولين حكوميين متنفذين لايزالون على رأس عملهم !
وفي ظل الحماس المنقطغ النظير للصحافة الإستقصائية هذه الأيام نقول إذا كانت زاوية تنتقد أداء أحد المسؤولين بالكاد تحتوي على 1 % من الإستقصاء "تُمنع من النشر " فماذا عن تحقيق يتضمن نسبة 30 % أو 50% من الإستقصاء وليس 100% ؟!
بالمختصر : إذا كانت محطة تلفزيونية عالمية مثل الـ (سي ان ان ) تلغي قسم الإستقصاء فيها لما يتعرض له من ضغوطات حكومية ..بل وترغمها الإدارة الأمريكية على نشر تقارير كاذبة كما فعلت في الحربين على العراق .. فماذا يمكن أن يقال عن صحافة إستقصائية في الدول النامية وخاصة العربية ؟
انه وهم وخيال .. !!
حسنا .. مهما قيل في تعريف الصحافة الإستقصائية فهي تستهدف أساسا فساد الحكومات وفضح خفاياها وأسراراها التي تخجل من إعلانها على الرأي العام !
وأي تحقيق استقصائي يتطلب ثلاثة شروط على الأقل ليبصر النور : مصدر تمويل ، وصحفيون مخضرمون ، وناشر ..
ومصدر التمويل قد يكون الوسيلة الإعلامية أو مركز أبحاث يدّعي الإستقلالية ، أو صحفيون مستقلون .. الخ ، و هوضروري جدا لأن الصحافة الإستقصائية تحتاج إلى نفقات تكون غالبا باهضة لتغطي نفقات التنقل والإقامة وشراء الوثائق !!.. الخ .
ويحتاج التحقيق الإستقصائي إلى صحفيين مخضرمين يمتلكون علاقات واسعة جدا ، فالكشف عن خفايا أكبر عملية تجسس قامت بها الإدارة الأمريكية في نهاية القرن العشرين تطلب صحفي (فابريزيو كالفي) متخصص في خفايا اوساط الإستخبارات ، وصحفي ( تييري بفستر) متخصص بوسط العالم السياسي) ، فالإثنان اشتهرا في تحقيقاتهما حول الفضائح السياسية والتجسسية .. الخ
وحتى في حال توفر مصدر التمويل والصحفيين المخضرمين فإن إنجاز التحقيق لايكفي إذا لم تقم وسيلة إعلامية بنشره أو إذاعته أو بثه تلفزيونيا !!
وبسبب صعوبة نشر التحقيقات الإستقصائية في عقر مايسمى "زعيمة الديموقراطية في العالم " فإن الصحفيين لايجدون سوى دور نشر "غالباغير مشهورة" لنشر تحقيقاتهم الإستقصائية ، كما حدث مع الصحفيين اللذين فضحا أكبر عملية تجسس أمريكية على دول العالم في القرن العشرين !
نعم .. الصحافة الإستقصائية وهم وخيال ولن نجدها إلا في الكتب التي يتحول بعضها إلى أفلام سينمائية لأن صحفييها الإستقصائئين لم يجدوا صحيفة واحدة تجرؤ على نشرها .. حتى في عقر أمريكا "زعيمة العالم الحر" .. بل أن الحكومات تسعى دائما لإقصاء "الإستقصائيين" من وسائل الإعلام !!
2015-04-23 06:56:23 | اشكر الجميع ودام برس - استاذ علي ايها الصحفي الاستقصائي المبدع |
اشجعك ولاتخاف من الان وصاعدا واكتب كل الموثق لديك وانتقد اداء اكبر مسؤول واذا لن نفعل لن نتطور سورية ولن ننجح في اعادة اعمار الحجر والبشر وادارتنا العامة الاعلام اليوم اهم من صورايخ س س 300 الاعلام ليس سلطة رابعة بل هوسلطة اولى اليوم واصبح اهم من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية الثلاث الاولى وهو يشغل المجال الشفاف بين الفعل السياسي والثقافي ورد الفعل الجماهيري ومن هنا اصبح ينظر اليه بانه معيار يقيس كفاءة الاداء العام للنظم السياسية القائمة كما يقيس مدى صلاحية فكرة او مقولة والاعلام يحكمه منطق الممارسة العلمية اكثر من الفعل التنظيري لذا يجب اعادة النظر وتحديث وتطوير هذا القطاع بالاعتماد على اهل الخبرة والمهنية والتخصصية واستقطاب الكفاءات العالية للعمل في هذا الحقل الوطني الهام جدا • يواجه الاعلام السوري تحديات هامة نلخصها بما يلي : - احتكار السلطة للنشاط الاعلامي والصحفي وسيادة نظام سلطوي في الصحافة - يقود الاحتكار الي تأثيرات سلبية على الاداء الاعلامي والصحفي - حرمان الخصوم والمعارضين من فرص التعبير والنشر - خلق صورة جذابة لصانع القرار غير دقيقة ومغايرة للواقع – تلميع المسؤول - - فقدان الثقة بين الجماهير ووسائل اعلام السلطة • نقترح على السيد الوزير فسح المجال لمن يرغب من العاملين في الدولة والذي لديه الكفاءة وفق اختبارات محددة للانتقال الى السلك الاعلامي ومواقع التواصل تدلكم على التميز والمميزين اعلاميا وفكريا كما نقترح احدث قسم استقصائي في كل جريدة ومجلة وفضائية وتلفزيون - ارتباط الظواهر الاعلامية والصحفية بالعسكر والامن والايديولوجيا موضوع انتهى عبد الرحمن تيشوري – شهادة عليا بالادارة | |
عبد الرحمن تيشوري - شهادة عليا بالادارة |