Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 12:57:51
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
حرب أمريكا على الإرهاب نفاق وكذب .. بقلم : د. عمر ظاهر
دام برس : دام برس | حرب أمريكا على الإرهاب نفاق وكذب .. بقلم : د. عمر ظاهر

دام برس:

كلنا نعرف، نحن، والأمريكيون، والأوروبيون، والروس، وحتى ملائكة السماء تعرف، وحتى الشياطين يعرفون، أن مزرعة تربية التيوس التي يطلق عليها اسم السعودية، هي منبت الإرهاب، ومنبعه، والمستنقع الذي تنمو فيه طحالبه، وتتكاثر فيه، وتنتشر منه حشراته الضارة إلى كل بقاع العالم. لا حاجة إلى دليل جديد، فالقاعدة التي كانت ذات يوم أداة أمريكا في محاربة السوفييت في أفغانستان، أصولها، وفروعها، وايديولوجيتها وعقليتها احتكار سعودي، والحرب الأمريكية المزعومة على الإرهاب تسبب بها أصلا في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 إرهابيون سعوديون. وكل رؤوس الإرهاب في العراق والشام تيوس تربوا في مزرعة التيوس السعودية، لذلك فلو سألنا أي مواطن في الغرب عن مصدر الإرهاب وعن تمويله، فإنه سيجيبنا تلقائيا "السعودية"، ولو سألنا هذا المواطن "لماذا نحن متحالفون معها إذن؟"، فإن هذا المواطن سيهز كتفيه، ويقول "لأننا نحتاج إلى نفطها"، وقليلون في الغرب يمكن أن يضيفوا "ولأننا نحتاج إلى إرهابها". وهذه هي الحقيقة التي لا بد من مواجهة الناس بها. أمريكا وحلفاؤها بحاجة ماسة إلى الإرهاب الذي تنتجه، وتقوده، وتموله مزرعة التيوس. لو كانت المسألة تتعلق بالنفط فقط لكانت الدول الامبريالية قد اخترعت من زمن بعيد ألف ذريعة لتدمير مزرعة التيوس هذه، ووضع اليد على نفطها، مثلما فعلت مع العراق ومع ليبيا. ولكن، لو فعلت الدول الامبريالية الشيء نفسه في هذه المزرعة فإنها ستواجه مشكلة عويصة أمام مواطنيها وأمام العالم، إذ ستضطر إلى تمويل الإرهاب، بأموال النفط، بنفسها علانية بدلا من أن تجعل هذا التمويل يمر من بين يدي خادم مزرعة التيوس.

 

وحقيقة أن لأمريكا مصالح ستراتيجية حيوية في وجود الإرهاب، وانتشاره، لا تحتاج هي الأخرى إلى جدال، ونقاش، ودليل، فأمريكا هي التي خلقت تنظيم القاعدة الإرهابي في أفغانستان، وهي التي أدخلت القاعدة إلى العراق  عام 2003، وهي التي توفر من أربع سنوات للإرهاب في سورية غطاء سياسيا دوليا، وتسهل تدفق الإرهابيين إلى هذا البلد. واليوم يأتي الموقف الأمريكي من الإرهاب السعودي ضد شعب اليمن ليؤكد أن أمريكا هي راعية الإرهاب في العالم، وهي إذ تدعي الحرب عليه تمارس نفاقا وكذبا تجاوزا كل الحدود. أمريكا صارت تستخدم الإرهاب السعودي كسلاح ستراتيجي فعال في مواجهة شعوب هذه المنطقة. إنها لم تعد، من أجل تنفيذ مخططاتها، بحاجة إلى جنود المارينز، ولا حتى إلى مرتزقة من كل أنحاء العالم، فقد وضعت يديها على خزين لا ينضب من الإرهابيين يوازي في وفرته، وابتذال سعره النفط السعودي.

 

قبل سنتين، لا أكثر، شنت أمريكا ومعها حلفاؤها حملة دعائية إعلامية شرسة لإقناع شعوب الدول الغربية بأن اليمن أصبح مصدر أكبر خطر على الأمن في الغرب، وذلك لأن تنظيم القاعدة السعودي الإرهابي، فرع اليمن، يتخصص في التخطيط للإرهاب الموجه ضد البلدان الغربية، وأن هذا الفرع أسس لنفسه قاعدة عريضة في منطقة أبين في اليمن، وسيطر على زنجبار، وقام بأول محاولة لتفجير طائرة غربية عن طريق إرسال طرد بريدي ملغوم إلى أوروبا عن طريق مطار دبي في الإمارات. ولذلك فإن العملية التي قامت بها الاستخبارات الأمريكية في اليمن بمساعدة فعالة من المخابرات الدنماركية بقتل الإرهابي الأمريكي الجنسية أنور العولقي عن طريق طائرة بلا طيار، صورت هنا باعتبارها ضربة موجعة للقاعدة في اليمن، وفتحت الباب على مصراعيه للتفكير بمزيد من العمليات في اليمن لإجهاض الأعمال الإرهابية لتنظيم القاعدة السعودي ضد البلدان الغربية. لقد قتل العولقي، ولكن بقيت الأعين ترصد خليفته، وحوارييه، وأتباعه. واستمر التحذير من خطورتهم، وكانت القلوب هنا وجلة تخشى أن تنزلق أرجلنا هذا المرة إلى اليمن بعد أن اقتلعناها بقدرة قادر من أوحال أفغانستان والعراق.

 

ربما كانت عوائل كثيرة في الغرب ستشعر بالفرح لو عرفت أن اليمن قد قام فيها نظام شعبي يعادي تنظيم القاعدة السعودي، ومصمم على اجتثاثه من اليمن، نظام لا علاقة له بالإرهاب من قريب أو بعيد، ويريد وضع هذا الشعب المضطهد على طريق البناء من جديد. بالتأكيد، الناس هنا سيفرحون لأن أهل اليمن يتكفلون الآن بمحاربة القاعدة ودرء خطرها عن بلدان الغرب، وعن كل العالم، بدلا من أن يرسل السياسيون شباب هذه البلدان ليقتلوا في اليمن كما قتلوا في أفغانستان والعراق. كان الأولى بأمريكا في هذه الحالة أن تدعم النظام الجديد في اليمن، إن هي حقا كانت تحارب الإرهاب. ولكن! مرة أخرى تكشف أمريكا أنها تنافق وتكذب عندما تدعي أنها تحارب الإرهاب، فها هي تقف مع الإرهابيين في حربهم على شعب اليمن. ها هي أمريكا بوقاحة وصلافة تقف إلى جانب مزرعة التيوس، وتغمس يديها حتى المرفقين في دماء الشعب اليمني الذي أراد أن يوفر على الغربيين أنفسهم دماء جنودهم. أمريكا تحارب النظام المدعوم شعبيا في اليمن، وهي تعلم علم اليقين أن إرهابيي القاعدة هم أداة مزرعة التيوس السعودية في العدوان على شعب اليمن على الأرض بينما هم، الجبناء الرعاديد، يقصفون المدنيين اليمنيين من الجو.

 

أمران لا بد لنا أن نقول فيهما شيئا. أولا، يبدو الآن واضحا أن الادعاء بأن العولقي والقاعدة في اليمن كانا يشكلان خطرا على أمن البلدان الغربية كان أكذوبة الغرض منها التمهيد لغزو اليمن، ووضع قوات أمريكية قرب مضيق باب المندب خدمة للمصالح الإسرائيلية. أكذوبة تفضحها حقيقة أن لا أحد يعتبر تنظيم القاعدة في ليبيا، وهي على مرمى حجر من الحدود الجنوبية لأوروبا، مصدر خطر على أمن البلدان الغربية لأن غاية الامبرياليين في ليبيا تحققت. وأمريكا تخشى الآن في اليمن أن يفوت عليها قيام النظام المدعوم شعبيا الفرصة لاحتلال باب المندب. وجود القاعدة في اليمن ضروري للمصالح الأمريكية، بينما قيام نظام يؤيده الشعب اليمني يشكل خطرا على تلك المصالح. عجيب.

 

الأمر الثاني هو أننا، ورغم كوننا غاضبين، أشد الغضب، من سلوك التيوس في مزرعة السعودية، إلا أننا نتردد في إطلاق العنان لغضبنا، ولا نريد أن نغلظ في القول لأن التجربة علمتنا أن نترك وراءنا ما يسمونه في مجال الستراتيجية بـ"خط الرجعة"، فنحن نعرف يقينا أنه سيأتي يوم نجد فيه أنفسنا مجبرين على الدفاع عن إخوتنا المغلوبين على أمرهم في نجد والحجاز. لن ننسى أبدا كيف أننا أغلظنا القول في نظام صدام حسين، ويوم اقتضت مصلحة الأمريكان وحلفائهم قتل الشعب العراقي بحجة القضاء على نظام صدام حسين، قالوا لنا "عجيب أمركم .. صدعتم رؤوسنا بالحديث عن وحشية صدام حسين وها أنتم تدافعون عنه إذ نحن نريد اقتلاعه من العراق". طبعا كان من الصعب إزاء قوة الإعلام الغربي أن نفهم الناس أننا كنا ضد صدام حسين وليس ضد شعبنا. نحن على يقين بأن هذا السيناريو سيتكرر في نجد والحجاز. البلدان الغربية لديها مليارات الوثائق عن تورط تيوس السعودية في الإرهاب (أليسوا شركاء في الإرهاب، ويمكنهم أن يكشفوا فقط ما فعله السعوديون، ويخفوا دورهم هم؟)، ومليارات الوثائق عن خرقهم لحقوق الإنسان بفظاظة ووحشية (وكأنهم لا يعرفون بها الآن)، بل وهناك تهيئة صامتة لشعوب هذه البلدان لقبول تمزيق مزرعة التيوس شر ممزق، بدليل أن كل مواطن غربي يعرف، ويقول علانية أن السعودية تقف وراء الإرهاب، ويوم تحين ساعتهم لن يحتاج الأمر إلا إلى بضع ثواني من نشاط الإعلام لتقول شعوب الغرب كلها للسياسيين والستراتيجيين العسكريين "نعم" لمحو السعودية من الخارطة، وتمزيقها إلى مئات الكيانات القبلية.


أقول لكم أيها العرب إن مزرعة التيوس بما حوت من تيوس، ونعاج، وأباعر، حتى لو كان على رأس الواحد منها عقال مطرز بالذهب، ويسمي نفسه أميرا، أو شيخا، أو خادما، أو سائسا لأباعر المزرعة، لا تساوي عند الدول الغربية قرشين، وهذه المزرعة وسائسها لهما يوم معلوم حدده الأمريكيون من زمن بعيد تماما كما كانوا قد حددوا اليوم الموعود لصدام حسين، وكانوا يعرفونه حتى حين كانوا في ذروة دعمهم له، وتزويدهم إياه بالأسلحة الكيمياوية، وبناء المفاعلات النووية. سيأتي ذلك اليوم الموعود الذي تتزلزل فيه الرياض، وجدة، ومكة، والمدينة تحت ضربات أحدث صواريخ التوما هوك، والكروز، والقنابل الذكية بحجة معاقبة الإرهاب. وأموال النفط كلها تكون قد توزعت على ثلاثة حقول: منها ما تم صرفه على حروب أمريكا وعلى تمويل الإرهاب؛ ومنها ما تم شراء أسلحة أمريكية بها ستدمرالصواريخ مستودعاتها حتى تتسبب في زلازل لا تبقي حجرا على حجر في شمال شبه الجزيرة العربية؛ ومنها ما يتم تجميدها وتبقى في البنوك، وتصبح من نصيبها.

نحن سنكون، بلا شك، الوحيدين الذين سندافع عن إخوتنا المغلوبين على أمرهم في نجد والحجاز، وسوف يقول لنا الأمريكيون يومها "ألم تكونوا بأنفسكم تشهدون على أن السعودية هي منبت الإرهاب ومنبعه، ومستنقعه الذي تنمو فيه طحالبه وتتكاثر، ومنه تنتشر حشراته الضارة إلى كل العالم؟ لماذا تعترضون الآن على ردمنا لهذا المستنقع وتخليص العالم منه؟"


لا بد لنا أن نتهيأ لذلك اليوم فلا يكون غضبنا على آل سعود حجة علينا لشرعنة قتل الناس المغلوبين على أمرهم في الحجاز ونجد. نحن ضد الإرهاب الأمريكي المضرّب على إرهاب مزرعة تيوس آل سعود، ولن نرضى باتخاذ هذا الإرهاب حجة لقتل المغلوبين على أمرهم من أهل نجد والحجاز. اللهم اشهد.

اللهم سبحانك، تبتلينا في هذه الأمة على الدوام بأفعال سفهائنا. نتوسل إليك أن تعيننا على لجم ألسنتنا كي لا يستخدمنا الشيطان الأمريكي في يوم آت كشهود زور! سنكون مع أهلنا في نجد والحجاز يوم تكون أرضهم غير الأرض وسماؤهم غير السماء، لكن سفهاءهم لا يفقهون.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz