دام برس :

مازال النظام السعودي يتلقى الضربات تباعاً من طهران إلى دمشق والبحرين وصولاً إلى الحديقة الخلفية في اليمن  ، فشل يتبعه فشل ، وما يزال مصرًّا على صدم رأسه بالجدار ، فتلك العجول التي عمل الأمريكي على تسمينها على مدى سبعين عاماً يبدو أنه يتركها تتابع الدرب لتصدم رأسها بالجدار.

والأنكى من ذلك أنه يقوم بإعطاء الدور الأهم في الخليج العربي لسلطنة عمان التي تعد أحد أعداء السعودية حسب تصنيفآل سعود لها ، والذين يطلقون لقب  "المجوسي" على سلطانها ، والذي يمتلك التحكم بمضيق هرمز الذي يمر منها يومياً 40% من إمدادات الطاقة للعالم ، وبتحالفه المعلن والوثيق مع الجمهورية الإسلامية في إيران ، - وللإشارة فقط - فإن سلطنة عمان وحدها من دول مجلس التآمر الخليجي كان لها موقف مخالف من الحرب العراقية الإيرانية ، وموقف معارض لما كان تقوم به دول المجلس من مواقف تآمرية إجرامية على سورية ، وهي أيضاً الدولة الخليجية الوحيدة التي يقوم أبناؤها بكل أعمال الوطن ابتداء من العمل بالتنظيفات وانتهاء بدكاترة الجامعات كوادر وطنية خالصة بامتياز ، كما يعد أبناء السلطنة من أكثر الخليجيين في التحصيل العلمي.

الانجاز الكبير الذي حققته الديبلوماسية العمانية في ملف التفاوض النووي الإيراني ، ودورها البارز في تقريب وجهات النظر لإنجاح المفاوضات ، زاد في جنون حكام مملكة آل سعود وأدركوا يقيناً أنهم أصبحوا خارج الهامش ، فراحوا يتخبطون كما ذيل الأفعى التي قطع راسها ، فتارة يضغطون على فرنسا لعدم التوقيع على الاتفاق النووي وإفشال المفاوضات مع إيران و يهددونها بوقف عمليات شراء السلاح  وإغراقها في أزمتها المالية بعد أن جعل هولاند وسلفه ساركوزي من فرنسا "الديمواقراطية" إحدى أهم جمهوريات الموز في العالم ، وتارة أخرى يدعون لوضع حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية ليدغدغوا مشاعر أبناء عمومتهم من القردة والخنازير في الكيان الصهيوني تارة ، وليفجروا مبادرة سيد المقاومة في لبنان سماحة الأمين العام حسن نصر الله من فتح باب الحوار مع تيار المستقبل ، ليوجهوا رسالة لمشغلهم الأمريكي أنه ما زال باستطاعتهم القيام بمهمات تخريبية في بعض الساحات التي تهمه ، أوعلى الأقل هو رفع سقف المستقبل في الحوار مع حزب الله ليحققوا أي مكسب على الساحات اللبنانية ولا يخرجون من المولد الإقليمي بلا حمص ، وبالرغم من أن حكام آل سعود توجوا جنونهم نزولاً عند رغبة الأمريكي في خفض أسعار النفط العالمي إلى أدنى حدوده للضغط على العملاق الروسي وضرب الاقتصاد الإيراني والعماني ، ولكن تأتيهم الردود الأمريكية تباعاً:

1- كيري يبلغ فرنسا بعدم الرضوخ لما تهذي به الرياض ، ويجب العمل على إنهاء ملف النووي الإيراني بأسرع وقت ممكن.

2- تصريحات دي ميستورا المبعوث الأممي لسوريا ، الذي قال: " بأن لحزب الله دور بناء في الحرب على الإرهاب وإعادة الأمن للمنطقة وسورية " ، الكل يعلم أن الأمم المتحدة بأمينها العام هي تابعة بالكامل للولايات المتحدة الأمريكية.

إضافة إلى الردود الأمريكية أتتهم الردود المتتالية من عمان التي لم يحضر ممثلها القمة الطارئة في الرياض التي دبرت بـ ليل ، والرد العراقي على لسان نائب رئيس جمهوريتها السيد المالكي ووصفها بالدولة الداعمة للإرهاب في سوريا والعراق ، والسحق المتواصل لإرهابها بشكل يومي في العراق، وفي اليمن دحْرُ الحوثيين لأزلام آل سعود الإرهابيين من القاعدة التكفيرية في اليمن ، وإعلان قائد الجيش اللبناني الجنرال قهوجي عن إسقاط مشروعهم بإقامة الدولة الوهابية التكفيرية من شرق لبنان حتى بحرها ، إضافة للعداء المعلن بينها وبين السلجوقي في الأناضول ، والأهم هو سقوط مشروعها في سوريا الأسد ، وإعلان الأمريكي صراحة بأن إسقاط النظام السوري ليس ضمن مشروع الولايات المتحدة في المنطقة ، وليس من أولوياتها ، وهي تدرك أن بقاء الرئيس الأسد يعني لزاماً زوال حكمها.

مما سبق سرده نجد أن الغلام السعودي قد فشل في كل المهمات التي أوكلت إليه في المنطقة ، وبأن أعداؤه باتوا على أبواب النصر الكبير ، وكما هي عادة الحروب ، فإن المنتصرين وحدهم من يتقاسمون الكعكة ،ويرسمون السياسات ويوزعون الغنائم ، وبالتالي الأمر الوحيد الذي يمكنها القيام به الآن هو الانتظار في طابور المنهزمين " السعوديون ، القطريون ، السلاجقة ،،،، " حول موائد المنتصرين عسى أن ينالهم بعضٌ من الفتات الذي يتساقط من قسمة المنتصرين.