دام برس:

تنشغل مراكز الأبحاث وقنوات الإعلام ودوائر صناعة القرار في الغرب بدراسة الحالة السورية الفريدة والصراع الدائر فيها ومكوناته وأعداد المقاتلين الأجانب المهاجرين من كافة أنحاء العالم للجهاد في سورية التي أصبحت محجّاً للتكفيريين ومقصداً لطلاب التطرّف وسياح الجهاد يدفعهم إلى ذلك بالدرجة الأولى غرائزهم الجنسية وحلمهم بالجنة التي صُوِّرت لهم أنها مليئة بالعاهرات ومراكز الدعارة والحوريات اللواتي ينتظرن قدومهم ويكثر عددهن بقدر ما يسفكوا من دماء الأبرياء ؛ بالإضافة إلى الأموال الطائلة التي تغدق عليهم من قبل داعميهم في دول النفط الخليجي منضوين تحت راية الإسلام وكلمة الله اكبر وفتاوى القتل والتكفير .

وقد شكلت الحدود التركية السورية على اتساعها معبراً رئيسياً لتدفق هؤلاء الحجاج الإرهابيين وكذلك الحدود اللبنانية والأردنية والعراقية والتي تتم بتسهيلات كبيرة تقدمها حكومات هذه الدول أو قوى وأحزاب فاعلة داخلها .

واختلفت الدراسات وتعددت الإحصائيات حول حصر أعداد المقاتلين الأجانب المنضوين تحت أسماء كثيرة لتنظيمات إرهابية تخوض حرباً بالوكالة ضد الدولة السورية ومؤسساتها الاقتصادية والعسكرية والأمنية وعلى تراثها الثقافي والحضاري وبنيانها الإنساني .

ولكن كل هذه الإحصائيات لم تعط أرقاماً دقيقة حول هؤلاء المقاتلين بسبب التدفق اليومي عبر الحدود المفتوحة والمعابر الغير شرعية وخاصة مع تركيا .

وحسب دراسة غربية بعنوان " المقاتلون الأجانب في سورية وجنسياتهم " أجريت في 30/1/2014 أوضحت أن عدد الدول التي صدّرت الإرهابيين إلى سورية تجاوز الـ /87/ دولة بين عربية وأفريقية وغربية وغيرها ، قدمت أعداد المقاتلين من عشرين دولة فقط حيث احتلت السعودية المرتبة الثانية بعد الشيشان بعدد الإرهابيين الذين قارب عددهم /12/ ألف مسلح سعودي ، وبينت الدراسة أن الشيشان تصدرت عدد الإرهابيين الأجانب في سورية بـ /14/ ألف مسلح ومن ثم لبنان بـ /9000/ مسلح وليبيا /4400/ والعراق /11/ ألف مسلح من عراقيو القاعدة ومجاهدو خلق ؛ وتأتي تونس في المرتبة السادسة بـ /4/آلاف مسلح تم قتل /2645/ منهم في دمشق من بينهم /18/ امرأة فتصدرت تونس أعداد القتلى النساء تليها المغرب بـ /10/ نساء والسعودية بـ /7/ نساء والشيشان بـ /6/ نساء ولبنان بـ /4/ وذلك حسب الدراسة .

ومن ثم تأتي فلسطين في المرتبة السابعة بعدد المقاتلين بـ /5/ آلاف مسلح من غزة وحماس والمخيمات وبعدها تركيا بـ /5500/ مسلح بينهم /247/ جنود وضباط وقناصين ، ثم مصر بـ / 2600/ والأردن بـ /2400/ واليمن بـ /1600/ وباكستان بـ /1900/ وأفغانستان بـ /1200/ والكويت بـ / 700/ والجزائر بـ /600/ والصومال بـ /780/ وروسيا بـ /750/ والمغرب /550/ وألمانيا /668/ وفرنسا /450/ مسلح .

وفي تقرير أعدته شركة الاستشارات الدولية ومقرها في نيويورك في العام الماضي أن عدد مواطني الدول الغربية الذين انضموا للقتال في سورية بلغ /2500/ شخص معظمهم في صفوف تنظيم " الدولة الإسلامية " تتراوح أعمارهم بين /18- 29/ عاماً تصدرت فرنسا العدد بـ /900/ مسلح تليها بريطانيا بـ /500/ مسلح وألمانيا بـ /400/ مسلح .

وذكر التقرير أن الكثير ممن سافروا إلى سورية من مواطني الدول غير الإسلامية هم من الذين اعتنقوا الإسلام بدوافع منها أداء واجبهم في حماية دينهم ونصرة التنظيمات التي يتعاطفون معها وحماية أخوتهم في الدين .

وهذه الأعداد أثارت قلق الحكومات الغربية من عودة الجهاديين الغربيين إلى دولهم لتنفيذ عمليات فيها .

وذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن الإنترنت لعب دوراً مهماً في الحرب الدائرة في سورية كونه يؤمن وسيلة رخيصة وسريعة للحشد والتجييش واستقطاب الجهاديين عبر العالم .

وذكرت المجلة أن التحرك الجمعي للمقاتلين الأجانب إلى سورية ليس شيئاً جيداً بأي معيار ، ليس فقط في الحديث عن الإرهاب الدولي ومستقبله بل عن مستقبل سورية ، فإذا حتى اعتقدنا أن القضية السورية قضية عادلة وأن معظم المقاتلين يغادرون لأسباب نبيلة - حسب المجلة -  ليس من مصلحة أحد أن يكون هناك جيش دولي من المتطوعين للقتال داخل سورية ، الفاعلون الوحيدون المستفيدون من هذا الأمر هي الجماعات الأكثر تطرفاً والتي لم تجد لها مكاناً بين السوريين .

تجدر الإشارة إلى أن مخاوف الغرب هذه أنتجت تحالفاً دولياً متهالك الأطراف ضد داعش ضم أقطاباً داعمة للإرهاب والتكفير وأقصى الدول الفاعلة في مكافحة الإرهاب فلم ينتج عنه إلا الفقاعات الإعلامية والضربات الخلبيّة ومازالت عناصر الإرهاب في تدفق مستمر وأعدادها في تزايد .