Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 20:31:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
التكفيريون الصهاينة .. بقلم الدكتور عبد اللطيف عمران

دام برس :

يحق لابن سعود أن يقلق اليوم وترتعد فرائصه من المتأسلمين والإرهابيين الذين انتشرت برعايته راياتهم المتعددة تكفيراً ودماراً وإرهاباً في أربع جهات الأرض، إذ لم يعد أحد يستطيع أن ينكر الدور السعودي الراسخ والمستمر في دعم التطرف والتشدد والإرهاب بأشكال عديدة ومتجددة، دعماً ينهل من تحالف البترودولار في الخليج والغرب.
وقلق ابن سعود وأزلامه مرتبط بما هو معروف ومستقر من مقولة انقلاب السحر على الساحر، فلمملكة ابن سعود كما للتكفيري دور وظيفي صار الهدف منه واضحاً ومتحققاً في محاربة الدولة الوطنية والقومية، وكذلك الإسلام التاريخي المستنير الذي انطلق من أن الإسلام – رسالة ورسولاً – أنجز ثورة فكرية واجتماعية تقدمية، ولم يكن رجعياً إلا مع وطأة التكفير وما يتصل بها من حديث عن المِلل والنِحل والفرقة الناجية،…إلخ.
لا شك في الأثر السلبي للمال السعودي في المتأسلمين الجدد، وفي التعليم الديني في عدد كبير من البلدان العربية والإسلامية، أثر لم تعد مخاطره خافية على أحد حتى على أزلام هذا النظام داخل المملكة وخارجها، والمتبصّر يعرف على ماذا تركيا قادمة، وقد لا يكون بمقدورها معالجة الأمر بنجاح كما فعل الأشقاء في مصر مؤخراً… وبناءً عليه فجميعنا مدعو لإعادة النظر في التعليم الديني: مناهجَ ومؤسساتٍ وأهدافاً. فهناك مخاطر وأخطاء ماثلة لابد من تداركها.
في القرن الماضي أسهم رجال الدين الإسلامي في النهضة العربية الحديثة، وفي حركة التحرر العربية إسهاماً إيجابياً، لكن الإسلام السياسي اتجه بعد ذلك اتجاهاً مخالفاً مع ظهور الإخوان المسلمين بتداخل وهابي وغربي وظيفي مراوغ مناهض للإسلام التاريخي المحمدي الذي يحاكي نهي الرسول (ص) للصحابي الذي طعن مشركاً مستأمناً بعد أن نطق بالشهادتين: هلا شققت عن قلبه؟!.. وقول الإمام الشافعي: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب…، فهناك اليوم فئة ضالة عن أصالة الإسلام، إنهم «التكفيريون» الجدد الذين يؤدون وظيفة خطيرة جداً بل قاتلة للمجتمع وللأوطان وللأمة وهي تلتقي بوظيفة الصهيونية.
فللمشروعين الصهيوني والتكفيري هدف واحد يتفقان فيه حول عدد من القضايا أهمها:
- ينطلق الصهاينة والتكفيريون من مفهوم إلغائي واحد، فهؤلاء شعب الله المختار، وأولئك هم الفرقة الناجية الوحيدة وغيرهم في النار.
- يؤمن الطرفان بالدولة الدينية المناهضة للدولة الوطنية أو القومية ويعلنان أن الحرب عليها وتدميرها واجب مقدس، فيكونان خصمين متحالفين بالوظيفة والهدف ضد المشروع الوطني والعروبي، ولذلك يصبح تديين الدولة قاسماً مشتركاً وهذا واضح في الكيان الصهيوني وفي تنظيم داعش.
- يعمل الطرفان على استهداف الجيوش الوطنية التي أنجزت انتصار حرب تشرين، والتي استمرت في مقاومة الاحتلال والعدوان ولاسيما في سورية ولبنان والعراق ومصر. كما يعملان على إضعاف مؤسسات الدولة الوطنية وتخريبها، فهما سوية مستفيدان مثلاً من تدمير الجسور والمشافي والمصانع والمدارس في سورية والعراق.
- ينطلق الطرفان من تحريف الدين السماوي وتزوير تعاليمه السمحاء وتوظيفه إيديولوجية مناهضة للآخر في حقوقه ووجوده أصلاً، وعلى هذا الأساس فإن الدين الإسلامي والدين اليهودي بوصفهما ديانتين إبراهيميتين هما عرضة لأسوأ صور التحريف والتزوير والمتاجرة من قبل الصهيوني والتكفيري للأهداف ذاتها.
- لكليهما المنطلق التوسّعي نفسه وكيانه المزعوم بلا حدود، فدولة الصهيوني التلمودية تقوم على أن «جميع الأرض لنا وعلينا أن نستردها من البهائم» ودولة التكفيري لا حدود وطنية ولا إنسانية لها. ومنطلقهما التوسعي هذا مقترن بالأصولية من جهة وبالإرهاب من جهة أخرى.
- التكفيري والصهيوني ينهلان من الدعم المادي والمعنوي نفسه الأمريكي والبترودولار، وهنا نعود إلى الدور التاريخي والوظيفي لابن سعود الذي ينافسه فيه آل ثاني، والعثماني الجديد.
لذلك فالمشروعان مأزومان، وإن كانت الظروف الراهنة والطارئة هيأت لهما فرصة كبيرة، فإن المسألة مسألة وقت، وستنتصر الحضارة العربية الإسلامية بأصالتها على الإرهابَين الصهيوني والتكفيري، ولن يهزم هذا التجلي الصهيوني للجهادية التكفيرية سوى صمود سورية جيشاً وشعباً وقيادة لأنها الحامل الأقوى لإنجاز النصر القريب.
د. عبد اللطيف عمران

الوسوم (Tags)

الصهيونية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz