دام برس :

هو الشرط الأساسي والرئيسي الذي أعلنه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، نعم أنه حلمه القديم المتجدد في إقامة منطقة عازلة شمالي سوريا، وتحديداً حلب التي تعد الشوكة الأكبر في حلقه ، فسعى لتدميرها ، وسرق معاملها وجوع أهلها ، وأرسل إليها كل إرهابيي الكون إنتقاماً من أهلها الذين أختاروا البقاء في سوريا وتحت قيادة الرئيس السوري بشار حافظ الأسد.

هذا الحلم الذي يندثر تحت ركام الحقائق على الارض خلال السنوات الاربع الماضية تحت نعال جنود الجيش العربي السوري وحلفائهم من رجال الله في المقاومة الإسلامية في حزب الله .

وما تمنع حكومة أنقرة " الإخوانية " عن الإنضمام للتحالف الأمريكي " لضرب داعش " ، إلا أنها تسعى للحصول على ثمن لدخولها التحالف، ويبدو أن الثمن لم يكن سوى تحقيق حلمها في إقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية على طول الحدود مع تركيا.

إذاً ماهي المنطقة العازلة؟

هي بقعة من الأرض تفصل بين طرفي نزاع في مكان ما ، منزوعة السلاح  ،كما يمكن أن تقترن بمنطقة حظر جوي التي يتطلب إقامتها إلى تنظيم دوريات لطائرات رادار ومقاتلات، والهدف الرئيس من إقامتها هو حماية السكان المدنيين فيها ، والذين هم بالغالب من النازحين من ويلات الحرب والإشتباك بين طرفي النزاع.

فهل فعلاً تركيا وداعش هما طرفي نزاع ؟؟؟؟ إن كانوا كذلك إذاً لماذا يرفض اردوغان حربها ؟؟؟؟

ولكي تكتسب هذه المنطقة العازلة شرعيتها ، يستوجب صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية" الذي يجيز اللجوء إلى القوة " قبل إقامة منطقة عازلة.

فما هي معوقات إنشائها ؟؟؟؟

1- رفض سوريا وحلفائها من طهران وبغداد وموسكو القاطع لإقامتها والتأكيد على سيادة الأراضي السورية ووحدتها.

2-  الروسي المؤكد في مجلس الأمن.

3- المخاطر الكبرى من أندلاع الإنتفضات الكردية داخل تركيا.

4- الأهم هو المضادات الجوية السورية المتطورة و التي اكد الوزير المعلم أنها ستستهدف اي طائرة لا تتعرف عليها أجهزة الرادار السورية دون التنسيق مع القيادة السورية.

وعندما فشلت جماعة العدالة والتنمية الاخوانية في إقناع الأمريكي لإقامتها ، كان العثماني الأخواني مستعداً لبيع ضريح سليمان شاه لداعش ، ليكون الذريعة الكبرى له في التدخل العسكري ولو من طرف واحد ، وقد استخدم ذريعة الدفاع عن هذا الضريح كذريعة أساسية في المذكرة التي قدمها أحمد يهود أوغلو للبرلمان التركي للحصول على التفويض للقيام بالأعمال العسكرية لحماية هذا الضريح ليدغدغ مشاعر الأتراك المتعلقة بالدولة العثمانية و عصر السيادة البائد.

إذاً فمن هو سليمان شاه وأين يقع ضريحه؟؟

"سليمان شاهابن قلتمش" هو جد مؤسس الدولةالعثمانية السلطان الغازي عثمان الأول بن آرطغل بن سليمان شاه، وضريحه موجود في ريف حلب  على هضبة "قره قوزاق" ، التي تبلغ مساحتها 8797 متر مربع على الطريق السريع بين حلب والشمال الشرقيالسوري بالقرب من جسر الجولان على بحيرة سدتشرين، والتي تعد أرض تركية داخل الأراضي السورية  وتبعد حوالي 25 كلم عن الحدود بين البلدين داخل الأراضي السورية ، بموجب اتفاقية بين تركيا وفرنسا تعود إلى أيام الانتداب الفرنسي العام 1921.

والشرط الثاني والأهم والذي يعبر عن الحقد الشخصي لهذا الطوراني السلجوقي المجرم هو أن تكون أعمال التحالف لضرب النظام السوري ، وشخصياً إسقاط الرئيس السوري بشار حافظ الأسد ، لأن إيردوغان يعد حربه في سوريا لإسقاط الرئيس الأسد وتدمير الدولة السورية هي حرب وجود ، وهو يخوضها على مبدأ " يا قاتل يا مقتول"،

حاله كحال آل سعود الذين يعدون معركة وجودهم وبقائهم هي في إسقاط الرئيس الأسد وتدمير الشعب السوري.

هذا الحقد الممنهج الذي تتبعه حكومة العدالة والتنمية التي تدعي أنها إسلامية والتي انغمست إلى جبهتها بسفك الدم السوري ، سببه الرئيسي هو إفشال مشروعها الأكبر آلا وهو إقامة " دولة الجماعة " ، والتي نواتها عصابة الأخوان المجرمون والتي كان لصمود الجيش العربي السوري وسحقها في سورية الدور الأبرز لسقوطها في أكبر معاقلها الحلم في مصر وشمال أفريقيا إستدراكاً، وهناك وفي ليلة السقوط المدوي ذهبت بلا رجعة  وأضطرت لكشف كل الأقنعة وإظهار الوجه الإرهابي لعصابات أخوان ال ؟؟؟؟.

اللص والإرهابي مدعي الحرية ونتيجة للضغوط الشعبية المتصاعدة منذ الصيف المنصرم وأشتداد ذراع الأحزاب المعارضة والصحافة التركية أكتسب لقب أكبر محارب لحرية الصحافة والإعلام والحقوق المدنية نتيجة لسجن قواته لأكثر من خمسمائة صحفي وحقوقي من أبناء الشعب التركي وإصدار قانون الرقابة على الإنترنت ، ومدعي الحرية هذا إستخدمت قواته كل الوسائل لتفريق أي مظاهرة شعبية ضد سياساته ونهج حكومته ، حتى الإعتصامات الصامتة تم قمعها في ظل حكومة " العدالة " والتمنية الصهيوأخوانية  صاحبة السيادة والإستقلال والتي ما أنفكت تلعق نعال الإتحاد الأوربي لقبول إنضمامها كدولة في الإتحاد الأوربي.

 هذه الحكومة الحاضنة للإرهاب ، والمعممة بفساد رأسها وإجرام عصابته المؤلفة من أكثر من مائة مستشار متمرس في الأرهاب والسرقة ، والتي استطاعت تحقيق السمة التي لم يكن لها من قبل مثيلاً حتى في الكيان الصهيوني من كسب عداوة كل الدول المحيطة بها قيادات وشعوب ، هي نفسها من كانت تنادي بحرية الشعوب وإرهاب القيادة في الجمهورية العربية السورية ، وبأنها تدعم مطالب الشعوب بالتحرر ومحاربة الفساد وتداول السلطة وكل هذه الأوهام لمدعي "الديموقراطية".

 طاهر محي الدين