دام برس :

حيث أكد ناشطون أكراد من عين العرب أن هناك من بعض قتلى تنظيم داعش الإرهابي من يحمل بطاقة عسكرية تركية برتبة ضابط ، وتؤكد بعض المعلومات أن قطع الآليات المدرعة التي يستخدمها التنظيم في الهجوم على مدينة عين العرب هي تركية وتابعة لكتيبة المدرعات التركية.

فعندما تكون مدينة عين العرب محاصرة من قبل داعش من الغرب والشرق والجنوب ، و شمالاً من قبل الطوراني السلجوقي الأردوغاني ، ويمنع نقل الجرحى المدنيين و يغلق الحدود أمام النساء و الأطفال النازحين من إجرام عصابته الداعشية ، ويضيق الخناق عليهم ، ويرفض السماح للمقاتلين الأكراد الذين يحاولون الوصول لدعم إخوانهم في عين العرب ، وعندما لا يستطيع داعش تحقيق أي تقدم منذ يوم الجمعة المنصرم  حتى الآن ، بل تحولت المبادرة إلى أيدي المقاومين في عين العرب واستعادوا السيطرة على تلال استراتيجية ، وقاموا بعرض لقتلى داعش وعرضوها في شوراع عين العرب ، عندها فقط تسقط نظرية الصدمة والرعب التي طالما استخدمها تنظيم داعش لاحتلال المدن في سورية والعراق ، ويسقط الإجرام العثماني تحت أقدام مقاتلات قوات الحماية الشعبية الكردية في عين العرب ، أو " كوباني "  كما يحب أن يسميها إخواننا في الوطن السوري الكبير.

خليفة السفاحين العثمانيين الطورانيين ، رجب باشا السفاح ، الذي لم يرضى أن يعتذر عن أفعال أجداده المجرمين الفاشيين حتى قاموا بأكبر مجزرة تطهير عرقي للأرمن ، يؤكد اليوم أنه سليل ذلك الإجرام والإرهاب ، وبأنه يحمل تلك الجينات العنصرية المأفونة ، وبأنه رجلٌ تحكمه أحقاده وغرائزه الإجرامية ، وهذا لا يحتاج إلى تأكيد أبداً فيكفي أنه يعتبر نفسه قائد مشروع " الإخوان المجرمين " في المنطقة ، تلك الجماعات الإرهابية التي نشأت نشأة مشبوهة على أيدي جهاز الاستخبارات البريطانية مطلع القرن المنصرم ، وأظهرت تاريخها الأسود في الإجرام في مصر وسورية وخائنة الخائنين منها في بعض القيادات السياسية لحركة حماس  في مصر وسورية أيضاً ، تلك الجماعات التي تحكمها شريعة و هذف واحد ألا وهو كرسي السلطة مهما كان ثمن ذلك من دماء وخيانة وبيع للأعراض ، وهذا ما يثبته هذا الإخواني يومياً في مشاهد العنف مع أبناء جلدته في تركيا ، من أكراد أتراك ومعارضين أتراك أيضاً.

هذا العثماني الحاقد أظهر براعة لا توصف في الخيانة ونقض العهود ، فما بدر منه من ترك الأكراد الذين استنجدوا به في أربيل ما هو إلا شاهد على خيانته ، و ما حصاره اليوم لعين العرب السورية إلا دليل أكبر على حقده على الأكراد ، والأدهى والأمّر بالنسبة له أنهم سوريون أصلاً.

ولكن جرت الرياح بعكس أشرعة العثماني ، وتصمد عين العرب التي رفض أهلها بيعها لهذا الواهم العثماني الذي اعتاد الخيانة و أعتقد أنه يستطيع أن يساومهم بين الرزوح تحت وطأة الإرهاب والإجرام والمجازر الداعشية ، أو أن يقدم له المساعدة مقابل بيعهم وطنهم السوري والوقوف معه لتحقيق " حلمه ووهمه " الأكبر والوحيد بإسقاط الرئيس بشار الأسد ، وكان قرارهم حاسم أن لن يتخلوا عن أرضهم وشعبهم في سوريا لو كلفهم ذلك دماءهم جميعاً.

أريد ان أذكّر هذا الإرهابي المجرم بأن أجداده العثمانين مارسوا أشد وأقسى أنواع الإرهاب غلى شعوب المنطقة ، على مدة أربعة قرون أويزيدون ، ودحروا منها خاسئين ، بالرغم من كل الضعف والفقر الذي كان يسيطر على أبناء العرب في تلك الحقبة ، فكيف ستكون هزيمة هذا العثماني ومشاريعه الاستعمارية اليوم ، وعلى رأس هذا الأمة قائد أركع أعتى امبراطورية استعمارية في العالم مع كل أدواتها الإجرامية وكل أذنابها من أعراب وأغراب ، وكل أدواتها الإجرامية ، من تنظيم القاعدة ومفرداتها ومشتقاتها وأخواتها ، وظل هذا القائد صامداً ثابتاً قوياً بجيشه وشعبه وحلفائه على طول المحور الممتد من الصين إلى الهند وإيران والعراق وموسكو وكل دول بريكس وتحالف شنغهاي.

وحتى لا يتوهم البعض أننا نتكلم بمشاعر وأوهام لرفع المعنويات فقط  ،ونبيع الناس أوهاماً وكلاماً ، أقول:

 نعم لقد نجح محور الحرب على سوريا بأذيتها بشكل كبير على المستوى الاقتصادي خاصة ، وتدمير البنى التحتية بشكل كبير ، وسرقة وتهديم إرثها المتجذر قدماً وعراقة في قلب تاريخ البشرية ، واستطاع وبكلام صريح إلحاق أضرار اجتماعية جثيمة فيها ، وتمكن من زرع الفرقة والطائفية العفنة في بعض الرؤوس الجاهلة الحاقدة الغريزيةوالنفوس المريضة الرخيصة التي أعماها بريق المال ووهم ركوب كرسي السلطة ، ولكن:

 فاته أن يفهم أو يعيأو يدرك ماقاله الرئيس الأسد : هيهات منا الهزيمة ، كما تغابى أو بشكل أصح أعماه حقده وغروره عن حقيقة أن الذي يربي الذئب لن يسلم من شره عندما يكبر ، وأن الذي يزيد النار سعيراً لن يحد من انتشارها ، و لن يستطيع أن يهرب من لهيبها وبأنها حُكماً ستهاجمه في عقر داره ، كما بدأ ت تظهر إرهاصات أردوغان اليوم في إحدى جامعات اسطنبول ، حيث بدأت مجموعة من الطلاب بترديد شعارات داعش في الحرم الجامعي.

وكذلك كل أوروبا متخوفة من عودة هؤلاء الإرهابيين الذين خرجوا منها إلى سوريا والعراق أن يعودوا إلى أوروبا من جديد بعد أن يكونوا قد أحكموا وأتقنوا فنون الإرهاب و اكتسبوا خبرة عملية غير مسبوقة بالقتل والتذبيح والإجرام ، ويزلزلوا عندها أمن أوربا جمعاء.

باختصار : ستكون عين العرب السكين بظهر كل محور الحرب على سورية ،وهي التي ستكتب الفصل الأخير بعنوان " بداية النهاية " في نفس الوقت الذي نستطيع أن نسمي الأحداث القامة اليوم على الأرض بأنه " نهاية البداية.

طاهر محي الدين