Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
التلاميذ الشهداء .. فيلم أم حقيقة ؟ بقلم: ناجي سليمان

دام برس:

مشهد خارجي نهاري : موسيقى تصويرية تتمثل بجرس المدرسة الذي أعلن انتهاء الدوام, يتبعه ضجيج أفواجٍ من الأطفال سالكةً الباب الخارجي للمدرسة.
كاميرا مثبتة على إحدى شرفات الشقق المطلة على مدرسة المخزومي في حيّ عكرمة وسط حمص,
كاميرا أخرى مثبتة في زاوية الشارع الملاصق للمدرسة.
/تصوير/ : سيارة تحمل لوحةً عسكرية يركِنها السائق أمام المدرسة , يترجل سائقها مبتعداً عنها  بسرعة, في طريقه يتعثّر بطفلٍ رأى أمّه تنتظره في الجانب الآخر من الشارع, صوت انفجارٍ ضخم، غطّى الدخان مساحة المكان واختفت الصورة, لا موسيقى تصويرية الآن, والصمت يخيم على المكان لعدة ثواني, بدأت بعده أصواتُ أنين من نجا من الأطفال تتسلل إلى أجهزة الصوت المثبتة مع الكاميرات.
يهرع بفعل الصدمة من كان بعيداً من أهالي الأطفال لتفقّد أبنائهم, تنجح بعض السيارات في البدء بإسعاف الجرحى. في هذه اللحظة, زين الطفل الذي لم يكمل الأسبوعين في المدرسة, جُرحِت يديه في التفجير, يتوجه مسرعاً إلى السائق الذي ركن السيارة المفخخة, ظنّاً منه أنّه من بين الأهالي الذين تجمعوا لإنقاذ الأطفال, يكون السائق الإرهابي حينها قد توسط زحام الناس, بحركةٍ سريعة من يده إلى وسطه يفجّر حزاماً ناسفاً, أشلاءه تغطّي مراويل من جاوره من الأطفال, فيما الطفل يزن يذهب إلى السماء بدلاً من حضنٍ ينقذ جراحه .
حلا ابنة السنين السبع, كانت قد استشهدت فور وقوع التفجير الأول, تقترب أمّها وتحتضنها مع حقيبةٍ تلونت باللون الأحمر, هذا اللون ليس من فعل علبة الألوان المائية التي فرحت بشرائها قبل أسبوع , إنّه لون دمائها, وربما دم أختها مريم أيضا, هكذا ترجح الصورة الظاهرة على الكاميرا . /Cut/

هذا ليس مشهداً من أحد أفلام الرعب, ولا هو من خيالٍ لقصةٍ تروى لمن هم فوق 18 عام, بل كان ذلك ما حدث البارحة أمام مدرسةٍ ابتدائية في أحد أحياء مدينة حمص, راح ضحية هذه المجزرة 48 شهيداً، بينهم 41 طفلاً، وأصيب حوالي 115 آخرين, أكبر هؤلاء الأطفال الشهداء لم يتجاوز العاشرة من عمره.
وفي التفاصيل أن عنصراً تابعاً لجبهة النصرة أو للمعارضة العسكرية "المعتدلة" كما تسمّيها واشنطن, استخدم سيارةً عسكريةً مسروقة, لعبور الحواجز الأمنية في حمص, حتى وصل إلى جوار مدرستَي  المخزومي وعكرمة الجديدة, كان التوقيت مدروساً جداً, حيث لازم انفجار هذه السيارة المفخخة, وقت خروج التلاميذ من المدرسة, وما إن ازدحم المكان بالناس حتى فجّر السائق الانتحاري بنفسه حزاماً ناسفاً أمام المدرسة المجاورة للأولى.
في حين قالت مصادرٌ رسمية « أن إرهابياً زرع عبوةً أمام سور مدرسة عكرمة المخزومي، وتوجه بعد انفجارها إلى بوابة مدرسة عكرمة الجديدة المجاورة، حيث قام بتفجير نفسه لدى انصراف التلاميذ». وأشار محافظ حمص طلال البرازي إلى أن «العبوة زُرعت تحت سيارة تحوي أسطوانات غاز». مستبعداً بذلك شهادات من قالوا أنّها سيارة عسكرية من نوع مازدا.

الشارع الحمصي الذي كان قد عاد للحياة بعد إرهابٍ طاول كل حيٍّ فيه, في وقتٍ سابقٍ من سنين الحرب, يقف اليوم مطالباً بإجراءات أمنية مشددة على مداخل المدينة, هامزاً في أحيانٍ كثيرة إلى تواطؤ طرفٍ من هنا أو هناك في تسهيل مرور السيارات المفخخة إلى داخل الأحياء الآمنة .  

أطفال سوريا اليوم تُزرَع في عيونِهم مشاهد الذبح والدماء, ثياب العيد لديهم قد امتزجت بأشلاء زملائهم.
جميع تابوهات الحرب سقطت تباعاً على الأرض السورية, وأغنية فيروز الشهيرة (بحرب الكبار شو ذنب الطفولة) بالتأكيد لم تصل إلى مسامع من أتى بوحشية قرونٍ خلت.

الوسوم (Tags)

الأطفال   ,   الشهداء   ,   المدارس   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz