Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
خيوط اللعبة: أردوغان يحارب الأسد بداعش .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | خيوط اللعبة: أردوغان يحارب الأسد بداعش .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:
مثلت تركيا منذ بداية الأزمة السورية الحاضنة التي وفرت الدعم المادي واللوجيستي لآلاف من الجهاديين الذين دخلوا إلى سورية، وبتغيير الظروف الميدانية والسياسية طوال الأربع سنوات الماضية لم يتغير الموقف التركي عن عقيدة مفادها إسقاط النظام السوري بأي ثمن، حتى لو كان بدعم داعش، التي خرجت عن السيطرة الأمريكية والخليجية، من خلال غزو العراق وإعلانها الخلافة الإسلامية في بلاد الشام، وسط إرتياح وصمت تركي ومحاولة لتوظيف الواقع الجديد في العراق لمصلحتها بعد عجزها عن إيجاد نفس الواقع في سورية.
تريد أمريكا من تركيا الإستدارة نحو الغرب مجدداً، والتراجع عن سياستها وطموحها في الشرق الأوسط، بعد الفشل الذي منيت به، يظهر ذلك من خلال مؤشرات عدة، أبرزها إقامة التدريبات المشتركة بين البحرية التركية والقوات الأمريكية في البحر الأسود من أجل مساندة كييف، ما أعاد إلى الأذهان الدور الوظيفي العسكري لتركيا إبان الحرب الباردة، والمؤشر الأخر هو الطلب الأمريكي من أنقرة التموضع في التحالف الدولي لضرب الدولة الإسلامية طبقاً لإستراتيجية الرئيس الأمريكي أوباما، فواشنطن تريد من تركيا المشاركة في الحرب، عبر فتح أجوائها وقواعدها للأمريكيين، تحت شعار محاربة "داعش"، الأمر الذي يضع أنقرة في موقف صعب على المستويين الداخلي والخارجي، كون المشاركة في الضربات تحرج الحكومة أمام محازبيها بعدما رأت أن "داعش" حركة سنية ضد إستبداد رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، مقدمةً الدعم الذي بات معروفاً للمقاتلين.
من الواضح أن داعش صناعة أمريكية يقوم على تنفيذ إستراتيجيتها حلفاؤها في المنطقة، وإفراج داعش عن الرهائن التركية كشف عن العلاقة الوثيقة التي تربطهم بنظام أردوغان، والتي حاول التنصل منها كثيرا، إلا أن هذه الخطوة أكدت بما لا يدع مجال للشك حقيقة الأمر، إذ أن  تركيا تقدم الدعم المادي واللوجيستي لداعش بل تقيم معسكرات لتدريب أفراد داعش على أرضها، ولم يتمكن الباب المفتوح من إزالة الشبهات التي تحوم حولها، فما تزال تركيا موضع إتهامات بإقامة علاقات غامضة مع الجهاديين رغم إستقبالها عشرات آلاف الأكراد الذين أرغمهم هؤلاء على الفرار من سورية، كما تمنع تركية اليوم الشبان الأكراد من العودة الى سورية للدفاع عن أرضهم، بالإضافة إلى معارضة قوات الأمن التركية عودة اللاجئين الى سورية "لأسباب أمنية" بحسب المسؤولين على الموقع الحدودي.
وفي سياق متصل تصنف داعش ضمن الخطة الأمريكية للفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الأوسط الجديد، بعد فشل مخططهم فى مصر من خلال الإخوان، فكانت هي بديل الإرهابية، لذلك سعت تركيا الى عدم وجود قوى غيرها فى المنطقة ومن ثم إشتركت فى المخطط الأمريكي لتقسيم المنطقة الى دويلات، فهنالك التقاء للمصالح الأمريكية والتركية بحيث لا تقوم العراق مرة ثانية، كما تسعى تركيا الى تحقيق حلم تسعى إليه منذ سنوات بدخول الإتحاد الأوروبي، لذا وافقت أن تكون الشرطي الجديد لأمريكا فى المنطقة، لمساعدتها فى دخول الإتحاد وحلف شمال الأطلنطي، ومن هذا المنطلق تسعى تركيا الى أن تظل أحد القوى الفاعلة والمؤثرة في المنطقة،  وما تفعله اليوم  مصوغ  للإقتراب من الإتحاد الأوروبي، بدعم أمريكا، ومن ثم تضطر كل القوى الدولية والإقليمية أن تؤسس علاقات مع تركيا بإعتبارها قوى ذات نفوذ سياسي كبير.
من خلال ما سبق لم يعد، السؤال هل أنقرة تدعم "داعش" أم لا، فهذا بات محسوماً، لكن السؤال هو لماذا تدعم تركيا هذا التنظيم الإرهابي الخطير ؟
لعل أهم الأسباب هو أن إنهيار سياسة تركيا الخارجية، وفشلها في سورية ومن ثم في مصر والعراق وفي كل المنطقة، جعلها أن تكون مستعدة للتعاون مع أمريكا من أجل التعويض عن الفشل، كما تهدف إلى خلق دولة سنية، وبالتالي تقسيم العراق بعدما بات بقاء العراق موحداً، ولو شكلياً، لا يخدم المصالح التركية كما يرسمها وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، إن مثل هذه الدويلة السنية ستصل جغرافيا، على إعتبار أنها ستسيطر على محافظتي الأنبار ونينوى، بين تركيا والسعودية، فينشطر "الهلال الشيعي " وينقطع التواصل بين طهران و بغداد من جهة وبين دمشق والمقاومة في لبنان من جهة ثانية، وتوجه ضربة قوية تركية وخليجية الى النفوذ الإيراني، وفي هذه النقطة تلتقي تركيا والسعودية، بالرغم من الخلافات فيما بينهما.
ومن هذا المنطلق إن الأتراك أكثر المستفيدين من ظهور  تنظيم داعش وتمدده، كون أن داعش حلت مشكلة تركية عمرها أربعون عاماً إسمها حزب العمال الكردستاني، الذي إضطر أن يرسل خيرة مقاتليه من جبال قنديل الى العراق وسورية للدفاع عن أربيل ودعم صمود قوات حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي في سورية، في صد هجوم قوات داعش على مدينة عين عرب (كوباني)  ومحيطها،  وبالمقابل رفض  الأتراك شن ضربات جوية ضد داعش لأنها سوف تقوّي النظام السوري وتريح إيران.
في إطار ذلك يمكنني القول إذا إستمر الموقف التركي من داعش على هذا المنوال، فذلك يعني أن تركيا ستشهد أزمة سياسية دولية هي الأولى من نوعها، فلأول مرة في تاريخ تركيا وخصوصاً مع صعود العدالة والتنمية، تتعقد وتسوء العلاقات الخارجية  لتركيا، ليس فقط مع محيطها الشرق أوسطي الذي لم يتبقى فيه من عواصم ترتبط بعلاقات جيدة مع أنقرة سوى قطر وتل أبيب، ولكن أيضاً مع أوربا ودول حلف الناتو، حيث إلى الآن لم يتضح الموقف التركي كعضو في الناتو من قرارات الأخير مواجهة داعش، وهل ستسمح تركيا للطائرات الأمريكية أو قوات الحلف من استخدام أراضيها أو مطاراتها أم أنها ستلزم موقفها الرامي إلى دعم وجود "دولة إسلامية" تستخدم كمخلب في جانب دول العراق وسورية وإيران وربما السعودية ومصر، ناهيك عن بدء تزمر وغضب دول الإتحاد الأوروبي من مواقف أنقرة تجاه داعش، الذين يرون بموجب قرار مجلس الأمن أن عقاب الدول والجهات الداعمة لداعش والنُصرة واجب طبقاً للبند السابع.
وبالتالي فإن تعقيدات المشهد في سورية، أربك الرئيس التركي أردوغان، فوجود أكثر من جبهة معارضة سورية، جعله لا يدرك أن "داعش" دخلت ضمن المعارضة المسلحة للنظام السوري، إلى جوار جبهة النصرة، والجيش الحر، كما أن الوضع بين أطراف المعارضة أكثر إرتباكاً، فـ"داعش" تقاتل جبهة النصر والجيش الحر ونظام بشار الأسد، وتركيا تدخل طرفا صريحاً في اللعبة، لدعم "داعش" ودعم المعارضة متمثلة في "الجيش الحر" ضد نظام بشار الأسد، الذي تعتبره تركيا السبيل الوحيد لإسقاط الأسد.
وأخيراً أختم مقالي بالقول بأنه لم يتبقى أمام تركيا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إلا أن تتراجع في سياساتها الداعمة لإرهابي داعش، والإنخراط في التسويات والترتيبات الإقليمية والدولية التي تهدف لمواجهة هذا الخطر الوجودي، وهي الترتيبات التي يقع في القلب منها الموقف من سورية، والتي لا تزال أنقره تناصبها العداء وتعمل على تفتيتها، أو تتحول تركيا من دولة تحظى بوضع إقليمي ودولي مميز إلى الدولة الأولى في رعاية الإرهاب.
Khaym1979@yahoo.com

الوسوم (Tags)

الأسد   ,   سورية   ,   أردوغان   ,   داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-09-25 03:09:04   نداء هام وعاجل وضروري
نداء إلي كل شرفاء سوريا العربية : الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز ( واعتصموا بحبل الله جميعا" ولا تفرقوا .....) فلنعد إلى جادة الصواب ولنتمسك بما أمرنا الله عز وجل هؤلاء الغزاة الطامعين بوطننا الغالي فانهم قادمون لامتصاص دمنا جميعا" ونهب خيرات وثروات وطننا الحبيب واقسم يا أخي الحر الوفي فانه عند تحقيق هدفهم سوف يدوسون رقاب جميع من ساعدهم في الوصول الى هدفهم ولكم في ما أل اليه حال أنطون لحد وأمثاله خير دليل. "ففكر وتمعن بكل ما يجري يا أيها الوطني قبل فوات الأوان وعندها لا ينفع الندم"
بانياسي أصيل  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz