Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
من أجل سورية تعالوا نتفق .. بقلم: الدكتورخيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | من أجل سورية تعالوا نتفق .. بقلم: الدكتورخيام محمد الزعبي

دام برس:
إن سورية  تمر في خطر شديد ومأزق عظيم، تواجهها تهديدات  كبيرة وتحديات جسيمة تحيط بالجميع وستقع آثارها فوق رؤوس الجميع، الأمن القومي السوري في أخطر حالاته، والتدخل الخارجي الإقليمي والدولي متعاظم من منافذ متعددة، والحالة العامة للبلاد تنذر بمزيد من مخاطر الإحتراب الأهلي  ثم التدهور الإقتصادي، والشباب للأسف الشديد هم وقود هذه الحرب اليومية في كل مكان، بدمائهم الطاهرة أو بمستقبلهم القابع تحت تهديد فشل الوطن ومؤسساته، في إطار ذلك إن  الوطن أمام مفترق طرق، فإما أن ننفذ مخرجات الحوار والمصالحة الوطنية، ونمضي نحو المستقبل الآمن أو أن تنتكس الإنجازات التي تحققت حتى الآن والعودة الى سيناريوهات الرعب والخراب والدمار والإقتتال الداخلي على ذلك النهج الذي نراه في بعض الدول العربية، التي أصبحت  تعيش حالة من الفوضى والإقتتال الداخلي، ومن هذا المنطلق إن لغة العقل والمنطق وتغليب الحكمة هو ما يجب الإحتكام إليه اليوم في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي تمر بها سورية الوطن والشعب عبر إصطفاف وطني من كافة  أبناء شعبنا، وفي طليعتهم القوى السياسية والفعاليات الإقتصادية والثقافية والإعلامية  ومنظمات المجتمع المدني، الكل بدون إستثناء مدعوون إلى تحمل المسؤولية الوطنية  والإرتقاء إلى مستوى متطلبات وإستحقاقات التحديات والأخطار التي تحاك ضد سورية أرضاً وإنساناً.
إلى متى سنظل نحس بمرارة الألم والحزن لما يجري في بلدنا الحبيب سورية، فمنذ بداية الأزمة السورية عام 2011 وحتى الآن سفكت الكثير من الدماء على أرض هذا الوطن وشربتهم الأرض، فهل رويتي يا أرض سورية من دماء أبنائك أم ما زلت ظماء، يا مهد الحضارات ثوري في وجه القتل والتخريب وإصرخي بأعلى صوتك كفا ... كفا... فأبنائي غاليين علي ودماؤهم ثمينة وزكية ولن أسمح بسفكها بدون سبب أو هدف، إلا إذا كان من أجل حب الوطن، سنفديك يا سورية بأرواحنا ودمائنا دون هوادة، وسنقدم الغالي والرخيص من أجل تقدمك وإزدهارك، وبالتالي إن المستقبل المزدهر لا يبنيه التطرف ولا الإرهاب، ولا التعصب العرقي أو الديني أو الطائفي، وإنما تصنعه  الشعوب المستنيرة بالعلم والعقل والإنتاج، وتحفظه المجتمعات المتآلفة بالإقتناع  والتوافق والمشاركة والثقة بالوطن.
جميعنا لا يريد الحرب، فلماذا علينا الإنتظار كل هذا الوقت، والحرب تقترب منا رويداً رويداً لإلتهامنا؟ أين المبادرات ذات النوايا الصادقة في تطبيقها لحلحلة الأزمة؟ السياسيون والمثقفون في هذا البلد انكفأوا في منازلهم، والقوى والدول الخارجية تغذي هذا الصراع، وتؤجج الأحقاد بين الإخوة، ليتسنى لمصالحها أن تمر بسلام، وتنفيذ أجنداتها بكل دقة لنجاحها.
إن ما يحدث خلال هذه الفترة الحرجة صراع دولي بأيادٍ سورية وعربية وتصفية حسابات سياسية الغرض منها جر البلاد إلى حالة من الفوضى الخلاقة، فهناك قوى مختلفة تعمل للحيلولة دون تنفيذ مخرجات الحوار والمصالحة الوطنية التي هي المخرج الحقيقي للخروج من الأزمات التي عايشناها خلال السنوات الماضية، لذا لا بد من ضرورة تضافر جهود كل القوى الوطنية وكل أطياف الشعب للإلتفاف حول تلك المخرجات ورفض أي تهديد للأمن القومي للوطن أو الإنتقاص من هيبته وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية أو الطائفية.

في إطار ما سبق يمكنني القول إن الوطن ملك للجميع والوطن يجب أن نحافظ عليه كما نحافظ على حدقات عيوننا، هذا بلدنا جميعاً يجب أن نلجأ إلى الحوار كما أسسناه منذ البداية, لكن اللجوء إلى العنف الإرهاب هذا غير وارد فالإرهاب والعنف لن يحقق للوطن أمناً وإستقراراً ولن يحقق إلا الشتات والتمزق والفوضى، فكل سوري يصاب أو يستشهد خسارة على سورية، إذ يجب الحرص على الجميع مواطنين أو عسكريين، كما أن المحافظة على السلم والإستقرار ضرورة ومسؤولية لا ينبغي التفريط فيها، وتبدو الحاجة للحكمة والصبر اليوم أكثر من أي وقت مضى، ويظل أملنا كبيراً بأن السوريين لن يسمحوا أن ينزلق وطنهم نحو الهاوية، فلنحافظ على بلادنا ونجنّبها مخاطر الفتنة والإحتراب، ونقطع كل ذرائع التدخل الأجنبي الذي لم تجنِ منه الشعوب إلا الويلات والخراب والدمار.
وأخيراً أختم مقالي بالسؤال التالي، هل يتفق السوريون يا ترى من أجل أطفالهم ومستقبلهم ووحدة تراب وطنهم؟، أعتقد انه بإتفاق الجميع والتسليم بحق الآخر في العيش والشراكة الفاعلة دون تشكيك سينهض الوطن وتفشل كل المخططات الغربية الهادفة النيل من الوطن السوري المليء بالآلام والجراحات، أو جعله ساحة حرب لتصفية حسابات دولية وإقليمية ولا يدفع الثمن أولاً  وأخيراً سوى الشعب السوري.

Khaym1979@yahoo.com
 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الحرب   ,   الشعب   ,   المصالحة   ,   الأزمة   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-09-22 11:09:40   لا بُدَّ من توضيح الصوره
سيدي الكريم خيّام الزعبي: لا بُدّ من إجراء فرز للقوى السياسية السورية لنعرف مع مَن يجب أن نتعاون. 1- أخرِج لي كل الهاربين من سوريا خارج دائرة اللعب؛ و في مقدمتهم مجلس غليون و الخطيب و اللبواني؛ لأن مجرّد التفكير بهؤلاء يقطع النخوة من رؤوس الوطنيين و يُثير حنق الشعب السوري.2-أخرِج المرتزقة الأجانب من دواعش و غيرهم و لا تُدخلهم إلا في قائمة المعدومين أو الهاربين, و لا حوار معهم.3- بقي المعارضون السوريون داخل حدود القُطر السوري , تفضّل و اقنعهم بما تفضّلت به في مقالتك أعلاه.بالمناسبه:المعارضة الوطنية تتنازل مؤقّتاً عن كونها معارضه حينما يتعرّض وطنُها لخطر خارجي داهم إلى زمن انتفاء الخطر. و هذا ما مارستُه أنا بإسمي الحقيقي؛لأنني كنتُ غاضباً من سلوك بعض النّافذين الفاسدين في بقعةٍ ما من الوطن. ولكن ما أن هوجمَت سوريا من قِبَل عراعير الكلب حتى تلاشى غضبي و وقفت مع نفسي و أهلي و الوطن ضد كل الأعداء. لقد قلب الرئيس بشّار الأسد غالبية ِسَمات النظام السابق و يمكننا أن نطوّر نظامنا الجديد تحت قُبة البرلمان السوري المنتخب وبموجب الدستور الجديد, و من خلال دولتنا الوطنية السورية.إن كل المتنحرين و الحردانين لن يستفيدوا من أي جرجرة لأقدامهم بل بالعكس سيقومون بتعرية مواقفهم السياسيه أمام الشعب السوري و سيعاقبهم في صناديق الاقتراع - إن كابروا و تجرّأوا و ترشّحوا لمجلس الشعب. المجدُ لسوريا العظيمة المنتصرة و الخلود للشهداء.
السّا موراي الأخير - ســـــــــــــوا  
  2014-09-22 07:09:16   روح وحدة
روح وحدة ..قلب واحد..لاجل سوريا واحدة متربعة على عرش العرب والعروبة
مأمون  
  2014-09-22 07:09:52   آمين
الله شو حلو هالحكي...آمين بتمنى والله
عمران غانم  
  2014-09-22 07:09:19   كلنا معك
اهم من اليد الواحدة والقلب الواحد...الهدف السامي...والتفاني ..كلنا معك سوريا
غازي سعيد  
  2014-09-22 07:09:48   اتمنى
انا أحبذ وأتمنى....انشالله
كمال جلعود  
  2014-09-22 07:09:52   الله وايدك
الله وايدك....حملة لتشابك الايادي السورية لاعمار سوريا ونصر سوريانا
فرح حمدان  
  2014-09-22 07:09:43   انا معكوم
انا معكوم..نكون يد واحدة وقلب واحد
عباس الجهني  
  2014-09-22 07:09:47   ايد وحدة
يد واحدة،شعب واحد،هدف واحد،أمل واحد،فرصة واحدة...لكي تبقى سوريا...انرفع اسمها ..لنحييها من جديد
جمال عمار  
  2014-09-22 07:09:02   ياريت
ياريت..منشان سوريا واهل سوريا واطفال سوريا ومستقبل سوريا....خلونا نكون ايد وحدة
دانيال مروة  
  2014-09-22 07:09:46   ليش لا
ليش لا...من أجل سوريا بترخص العيون
وليم بربور  
  2014-09-22 07:09:12   انشالله
انشالله كلنا نكون ايد وحدة
هشام جلال  
  2014-09-22 04:09:22   الرجاء اصمدوا ياأهل سوريا واسحقوهم لأنكم رجال ونساء وأبطال مميزين
نتمنى أن ننسى المصالح الخاصة ونهتم بالوطن الذي رعانا وحضننا وأحبنا ولتكن أولوياتنا ودورنا الحفاظ عليه من تكالب الأمم المعروفة أهدافها ونقلع عيونها الموجهة أنظارها نحونا منذ آلاف السنين
رجاء  
  2014-09-22 04:09:07   لماذا لانتعلم من دروس تاريخ العدو القذر ومجازره المستمرة؟؟
لو عرفنا قيمة وطننا وأهميته وأهمية أبنائنا وأرضنا المقدسة التي مايزال العدو يرابط ويراقب وينتظر أغبياء تساعده بهدمها وقتل شعوبنا لما تقبلنا هذه الشاكلة الاستعمارية التي تغير جلدها واسمائها وأشكالها ورسمة رايتها السوداء المخادعة
سورية المنتصرة دايمن  
  2014-09-22 03:09:16   وهل ينجح الحوار مع الخوار ؟؟؟
ومن أجل سوريا أعطونا أسلحة وصواريخ لنمعسهم ونسحقهم ونعلمهم عدم اللعب مع الأسود ليعرفوا أن الأرجل التي تدنس البلاد من الخارج أم الداخل لابد أن تقطع ولاحاجة لسوريا للعقول التافهة الفارغة من محتواها المترض أن يكون أثمن شيء يمتلكه الإنسان!!!!
أستاذي الكريم  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz