Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
كلنا سنضحي... حتى لا تتشظى سورية .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | كلنا سنضحي... حتى لا تتشظى سورية .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:
تمر سورية اليوم  بأحداث عنف وصراعات سببها أولئك المخربين والإرهابيين الذين يسعون إلى زعزعة أمن وإستقرار البلاد لتحقيق مشاريعهم الخاصة عن طريق تفخيخ الوضع أمنياً وتفجيره سياسياً تمهيداً لحرب طاحنة قد تؤدي بالمجتمع إلى التصدع والإنهيار الكامل، قال أحد الحكماء "ما قيمة الفجر إذا لم نستيقظ "، واليوم أقول "ما قيمة الوطن إذا لم ننقذه من المتربصين به"، لمصلحة من يتم تدمير سورية ؟ وأي فائدة مرجوة من إغراق البلد حتى يصبح في كف عفريت ؟ هل نحن قادرين على التفوق على الجهل والسلاح والفوضى وتقاسم المصالح؟ علينا جميعا إدراك أننا جميعاً سوف نضحي، الغنى فينا قبل الفقير، لأننا بدون هذه التضحية لن نتحرك خطوة واحدة للأمام، بل ربما ـ لا سمح الله ـ نتدهور أكثر،  وإن لنا فى الشعوب الأخرى التي تقدمت قبلنا القدوة والمثل .
في الوقت الذي تواجـه فيه سورية تحديات حقيقية تهدد حاضرها ومستقبلها، نجد ثمـة جهود شعبية صادقة تسعى في اتجاه توحيد الإصطفاف الوطني لمحاصرة تلك التحديات وبؤر التوتر المتناثرة هنا وهناك، فالشعب السوري أصبح يعي إن الموروث السلبي كبير، والتركة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والثقافية والأمنية ثقيلة، وعلينا جميعاً في هذا الوطن أن نتحمل أعباء تبعيات الخروج منها بالمزيد من التلاحم والتعاضد الوطني، وعلى تلك القوى التي تحاول إعادة هيكلتها وإنتاجها إعتقاداً منها أن ذلك يصب بإتجاه إستمرار مصالحها الشخصية الضيقة، وهيمنتها ونفوذها وفسادها إنها واهمة، ومن هذا المنطلق أقول إن مصلحتها الحقيقية مع الإنحياز لمصالح الشعب وخياراته المجسدة في تحقيق وإنجاز مخرجات الحوار الوطني التي تمثل خارطة الطريق الآمن لكافة السوريين من أجل الغد المشرق، وعلى من يراهن على التلاعب بآلامهم وأوجاعهم ومعاناتهم أن يتيقن ويفهم أن رهانه خاسر لا محال، لأنهم جربوا مثل تلك الأساليب، وأصبحوا على وعي ودراية  بأهداف ومآرب من يسعى الى إبقائهم في مربع الأزمات والإرهاب والصراعات المسلحة، ولا يفكرون إلا بالخروج من هذه الأوضاع الصعبة التي عاشوها للإنتقال الى حاضر ومستقبل  زاهر لجميع أفراد الشعب.
في سياق متصل يمكن القول إن العقل والحكمة هو ما يجب الإحتكام إليه في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي تمر بها سورية الوطن والشعب عبر إصطفاف وطني من كافة أبناء شعبنا، وفي طليعتهم القوى السياسية والفعاليات الإقتصادية والثقافية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدني،  الكل بدون إستثناء مدعوون إلى تحمل المسؤولية والإرتقاء الى مستوى متطلبات وإستحقاقات التحديات والأخطار، وإدراك أن الوطن أمام مفترق طرق، فإما أن ننجح في عملية الإنتقال بالوطن الى الإستقرار ونمضي نحو المستقبل الآمن أو العودة الى سيناريوهات الرعب والخراب والدمار والإقتتال الأهلي على ذلك النهج الذي نراه في بعض دول محيطنا الإقليمي، الذي دفع السوريون أثماناً باهظة من دمائهم نتيجة العنف والإقتتال العبثي، وكانت على حساب تطورهم وتقدمهم وإزدهار ورقي وطنهم ، بمعنى إن سورية تمر بلحظة مفصلية وفاصلة من تاريخها وهي بحاجة بدلاً من العنف والسلاح إلى هذا الإصطفاف الوطني من قبل كافة أبنائها لمواجهة التحديات الراهنة والحيلولة دون تداعيات مخاطرها على حاضرها ومستقبلها، وهذا يتطلب التسامي فوق الجراح والأحقاد وأن يذهب السوريون جميعاً اتجاه السلام والوئام لتشييد صروح التنمية والنهوض الحضاري الشامل، كون إستمرار شلال الدم في سورية مصلحة أمريكية إسرائيلية يريدونها مقسّمة وملغاة من دورها في الصراع العربي الإسرائيلي حتى ينجح مشروع الشرق الأوسط الكبير ضد الوجود العربي.
فسورية بكل تأكيد -وطناً وشعباً- ليست وحدها بل يقف إلى جانبها أشقاؤها وأصدقاؤها من الدول العربية والمجتمع الدولي لأن إستقرارها إستقراراً لأشقائها في محيطه الإقليمي العربي ولما تمثله من أهمية في هذه المنطقة الحيوية للمصالح الدولية، فالعبرة والدرس في ما يحدث حولنا هو مستوعب من شعبنا ولن يترك مصالحه العليا وآماله وتطلعاته مرتهنة لدوامة الصراع والأزمات ونشر الموت المجاني على أرضه بعد الآن.. لاسيما وهو يقف الآن على أعتاب تغيير وتحول نوعي باتجاه بناء دولة العدالة والمواطنة المتساوية والسلام، ومع ذلك هناك ما يزالون مُصرون على السير بسورية الوطن والشعب تجاه الخراب وظلامية مشاريع فكرهم المدمر المتعطش للدماء، ونشر الموت وإشاعة الفرقة والتجزئة المعبرة عن نزعات طائفية ومذهبية هدفها إيصال سورية الى التمزق والخراب.
لذلك نحن جميعاً كسوريين مسؤولون عن أمن وسلامة الوطن وما ارتبط به من تراكمات لأزمات وأحداث مأساوية آن الأوان لوضعها خلف ظهورنا، والنظر إلى الأمام لصنع غدٍ مشرق مزدهر، مستمدين قوتنا وقدرتنا على إقتحام تحدياته وإنجاز إستحقاقاته من تماسكنا وتلاحمنا المبني على النظام والقانون .
وأخيراً أقول...تعالوا نقبل بعضنا تحت سقف الحلم بسورية جديدة يقبل فيها الجميع - الجميع بكل الألوان والطوائف، فقد حان الوقت لنخرج من عبثية وعدمية هذه الفترة التي طال أمدها لنصنع تاريخاً جديداً ينقلنا من هذا الواقع المزري والمخزي إلى رحاب الإستقرار والنهوض الحضاري الشامل، وهكذا نكون قد قدمنا النموذج لكل شعوب العالم  لتستلهم منه المسارات الصحيحة التي تمكنها من إيجاد الحلول والمعالجات الواعية لقضاياها، تاركة سوداوية الفترة التاريخية التي تعيشها، وما تمخض عنها من ظروف وأوضاع دموية مريعة لتخرج من حالة الضعف واليأس الذي جعل منها ساحةً لصراع القوى الدولية ومسرحاً لتصفية الحسابات، وتقاسم المصالح الإقليمية والدولية، وبما يعيد لها مكانتها وقدرة الفعل والتأثير لصالح شعوبها وبناء أوطانها، وخلاصة القول  يجب أن نتيقن ونعلم أننا كلنا سنضحي .... وإلا !

Khaym1979@yahoo.com

 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الدولة   ,   السلام   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz