Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:34:39
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
سوريا وخيارات الخروج من المأزق .. بقلم: الدكتور خيام الزعبي
دام برس : دام برس | سوريا وخيارات الخروج من المأزق .. بقلم: الدكتور خيام الزعبي

دام برس:
كنت أسمع بالصراعات الدينية والمذهبية والطائفية وجز الرؤوس وضربها بالفؤوس والمجازر البشعة التي تحدث بين الأطراف المتصارعة وخاصة في الهند وباكستان, ولم أكن أصدق وكنت أظنها سينما, حتى ورأيناها في سورية, لقد قُدِّر لسورية أن تكون ساحة لما يسمى بالحرب على الإرهاب ومن سوء حظها أن هذه المعركة أصبحت اليوم مفتوحة على كل الإحتمالات, خصوصاً بعد أن تمدد تنظيم القاعدة على مساحة واسعة من الأرض السورية والعراقية والسبب في ذلك لا يعود إلى ضعف وعي المجتمع أو جهله لحقيقة تنظيم القاعدة كفكر ومكون بل يرجع ذلك إلى تخلي القوى المختلفة عن مسؤولياتها في هذه المعركة التي تقتضي إصطفاف الجميع في مواجهة خطر آفة الإرهاب بكل ما تحمله من تداعيات سيئة على سورية والمنطقة عموماً.
إن خطر الإرهاب الذي إستخدم كل وسيلة لتدمير البلاد بات اليوم شديد الخطورة على الإنسانية كافة، إذ أصبحت الأقنعة التي إستخدمها مكشوفة حيث أدرك الناس كافة أن الإرهاب يستهدف حياة المجتمعات وتدمير الدول العربية والإسلامية خدمة لأعداء الدين والإنسانية وإن التلبس بثوب الدين ما هو إلا ستار لنشر العنصرية والمذهبية والطائفية  لإشعال نار الحرب والدمار، لذلك نحن اليوم أمام خطر زوال الدول الذي تسعى إليه القوى الصهيونية من أجل تمزيق الأقطار العربية والإسلامية وتفتيت مجتمعاتها والزج بها في مهالك الفتن والصراعات الدينية.
إنطلاقاً من ذلك إن المراقب للوضع في سورية وخاصة في الوقت الحالي قد يصاب بإحباط، نظراً لتكالب المصائب من كل ناحية، فبالنظر للمؤشرات الحالية بمعزل عن الخارطة السياسية طويلة المدى لما يحدث قد يعطي الإنطباع بأن الوضع في سورية  في تدهور خطير على كافة الأصعدة، فمثلاً الحالة الأمنية متأزمة والحوار السياسي معطل والجو بشكل عام مشحون جداً، لكن على المدى المتوسط هناك خارطة طريق وخطة إستراتيجية لنقل سورية  إلى مستقبل مزدهر مبني على المواطنة المتساوية والدولة المدنية الحديثة، ولكن من أجل الوصول إلى هذا الهدف لا يمكن أن ننتظر الدولة أن تقوم بكل شيء بمفردها، هناك تكامل في المسئوليات بين جميع القطاعات وبالذات القطاع الخاص والمجتمع المدني، وأهم عامل في إنجاح هذه المرحلة والنهوض بالوطن هو المواطن نفسه، كونه هو الذي يمكنه أن يسرع في إنجاح تأسيس سورية الجديدة بصبره وتعاونه مع الجهات المنفذة وتفاعله مع البرامج المختلفة، وفي نفس الوقت هو من يمكنه إعاقة هذه العملية بسبب سوء فهمه لما يجري أو عدم ثقته بالحكومة إلى درجة تجعله يساند أو يشارك في العمليات التخريبية المختلفة.
وفي إطار ذلك يمكنني القول إن الإرادة الفولاذية التي ينبغي أن تتوفر في بناء الدولة السورية الحديثة تحتاج إلى السند الشعبي العام وإلى السند النخبوي الفكري وكافة عناصر القوة القومية، وتحتاج إلى تحصين المؤسسة العسكرية والأمنية من أية إختراقات بحيث يكون ولاؤها بعد الله لسوريا الواحدة والموحّدة ومهمتها الأساسية حماية الوطن من أي خطر خارجي أو داخلي.
وبالتالي فإن خلاص سورية يكمن في وحدة الصف وعدم السماح بإشعال نار الفتنة، لأن سلامة الوحدة السورية وسلامة التراب السوري وطهارة قدسيتها أمانة في أعناق كافة السوريين ونحن على يقين أن إصطفاف السوريين كافة سيكون الصخرة التي تتحطم عليها أطماع القوى الإستعمارية .
وبالتالي فإن إزدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والدول المدافعة عن الحرية والديمقراطية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا هي التي أوجدت الإرهاب ومنحته الشرعية، وأعطت "داعش" وأخواتها من الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها الحق في إرتكاب أبشع الجرائم وأكثرها وحشية وتحت غطاء ديني من علماء "الدفع المسبق" الذين إستباحوا بفتاواهم دماء المسلمين، ولعل ما قالته هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة إن الإدارة الأمريكية هي من أسّست "داعش" وأخرجتها من رحم الإخوان المسلمين لتقسيم الشرق الأوسط وإعادة رسم خارطة المنطقة العربية، هو التفسير المنطقي لهذا البرود الدولي والتدليس على ما ترتكبه هذه الجماعات الإرهابية من جرائم وحشية، وأن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كانت قد دعت إليه أمريكا في عهد بوش الابن تحت يافطة الربيع العربي والذي كانت داعش وحلفاؤها أبرز منتجاته للعالم العربي.
وأختم مقالي بالقول: إن كل أبناء سورية مطالبين اليوم بأن يكونوا يداً واحدة وعلى قلب رجل واحد لمواجهة ما يجري من أعمال إرهابية في بلدنا الحبيب، فالجرائم التي ترتكبها هذه التنظيمات هي صرخة ودعوة لكل السوريين إلى إصطفاف وطني هدفه مصلحة الشعب يقوم على ما يزيل العراقيل والمحبطات والعقبات الكأداء من طريق الناس قبل أن تستفحل وتزداد ضراوة، وفتح صفحة جديدة تعيد لسورية إسمها ومكانتها الإقليمية والدولية، وفي النهاية فإن الطائفية والإثنية هي أقصر الطرق لتقسيم سورية، أما الفضاء الوطني فهو وحده الكفيل بديمومة وإستمرارية سورية التي أحببناها، وعاشت في عقولنا وقلوبنا وضمائرنا.
Khaym1979@yahoo.com

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الشعب   ,   الدولة السورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz