Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
في العيد... كونوا مع من يحنّ لمن تحت الثرى .. بقلم سهى سليمان
دام برس : دام برس | في العيد... كونوا مع من يحنّ لمن تحت الثرى .. بقلم سهى سليمان

دام برس :

ها هي أذكارُ العيدِ تهلُّ علينا محملةً بعبقِ الذكريات، وعطرِ الوطن، وشذى التراث، تنثرُ عبيرَ المحبة، وتشعُّ صباحاتنا وتشرقُ شمسُ نفوسنَا الطيبة لتنيرَ ظلامَ الأمكنة، وتزينُ قلوبنا بالخيرِ والعطاء.

نترقبُ ساعةَ اكتمالِ شهرَ رمضان الكريم، ومع لحظةِ انبلاجِ الفجر، نرفعُ أيادينا إلى السماء مبتهلة، وتلبسُ النجومُ أمنيات العيد، لتدخلَ كلمات "الله أكبر، الله أكبر" طمأنينةً تريحُ النفسَ والقلوب، وتبدأ صيحاتِ العيدِ تدوي في دنيا الأطفال، لتناغي ضحكاتهم وتسامرُ أيامهم، فيما تتكحلُ عيون الكبار بصلةِ الأرحام.

ولكن، تلكَ اللحظات قاسيةٌ، مريرةٌ، تترافقُ فيها لحظات الفرح بلوعة الأسى، وتتصاحبُ نفحاتُ الأنس والصحبة بلفحاتِ الوحدة والألم، وتتبعثرُ أحزاننا على امتداد الصحراء، ونسرحُ بعالمِ الشهداء، حيث يختلطُ العيدُ بالألم والجسدُ بالسقم، وأريجُ البخور والعود بصوتِ الرصاص والزغاريد.

هناكَ في رحابِ الشهداء، حيث أمُّ الشهيد تلملمُ جراحَ قلبها الذي نكأه الفراق، وتسمع صوت ولدها يناجيها ويعايدها، أو تترقب الأفق ليأتيها جثمان يأتي من بعيد، وأبُ الشهيد يتحاملُ على جرحه ويكابرُ على دمعهِ حبيس المقلتين.

هناكَ حيث زوجةُ الشهيد تكفكفُ عبراتِ الفراقِ باحثةً في حنايا وجدانها عن توأمِ الروح، وحبيبةُ الشهيد تجففُ دمعاتِ الأسى على قتلِ الحبيب.

هناكَ حيث ابنُ الشهيد يتذوقُ طعمَ اليتمِ ببراءة الطفولة، ويبحثُ جاهداً عن يدٍ كانت تمسك بيدهِ صباح العيد، وابنةُ الشهيد تفقدُ الصدرَ الرحوم، لتجدَ صورةَ والدها مرسومةً على جدران جامدة.

هناكَ حيثُ أختُ الشهيد مكسورةَ الجناحِ، صوتُ آهاتها يجلجلُ المكان والزمان، وصديقةُ الشهيد تودعُ الأفراح بدمعٍ يتساءل عن مؤنسِ وحشة الأيام.

هذهِ هي سنة الكون، حياةٌ وموت، فرحٌ وحزن، تختلطُ المشاعرُ والمظاهر، أفراحٌ وأتراح، أعراسٌ ومآتم، زغاريدُ فرحٍ وزغاريد فخر.

لا زالتْ سعادتُنا تشوبها غصة وحرقة، طالما الأرواحُ تتصاعدُ إلى السماء، وأعوادُ الريحانِ تتناثرُ على القبور هنا وهناك، وابتهالات الدعاءِ والشفاعةُ تملأ المكان.

في العيد.. كونوا مع عوائلِ الشهداء، ارسموا الفرحةَ في قلوبِ أطفالهم الأيتام بلمسةٍ حنونة، وكلمة عطوفة للأمّ الثكلى، ساندوا صبرَهم، وداووا جراحَهم، فالعيدُ عليهم عوسجٌ وعلقم.

سلام عليكم أيها الشهداء... على رفاتكم الطاهر، وأرواحكم النقية.

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الشهداء   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-07-24 03:07:52   المجد لأرواحهم
أعيادنا كلها أضحت عيداً للشهداء وللوعة الفراق هذه هي الحياة، كل عام وأنتم بخير والمجد لشهداء الوطن
منى  
  2014-07-23 15:07:59   نحن معكم
كلنا من ذوي الشهداء، ونحن مع أهالي الشهداء صبر الله قلوبكم فأنتم من ضحيتم بأبنائكم ليحيا الوطن
يارا  
  0000-00-00 00:00:00   ابنة شهيد
اشتاق دائما الى بابا ولكن شوقي له في العيد اكبر الله يرحمه
رشا اليف سليمان  
  0000-00-00 00:00:00   عيد بلا اب
الله يرحمك يا بابا والله يرحم كل شهداء الجيش العربي السوري  
اصف سليمان  
  0000-00-00 00:00:00   ألم العيد
كنا نقول افراح العيد لم يعد للعيد اي معنىفي حياتنا شكرا لك لانك دائما تتذكرينا نحن اسر الشهداء
ليندا  
  2014-07-22 17:07:58   يا وطن الشهداء
رحمكم الله واسكنكم فسيح جنانه، اهالي الشهداء لكم كل الاحترام والتقدير لصبركم وتضحياتكم
مناس محمد  
  2014-07-22 15:07:32   وطن السلام
أنتم لنا قدوة في الصبر والتضحية، رحم الله شهداؤكم ومنحكم الصبر والسلوان... كل التقدير لعطائكم
زاد الخير  
  2014-07-22 12:07:41   بلد الخير
سنكون مع الشهداء ومع أهالي الشهداء في حزنهم وفرحهم، فهم من دافعوا عن الأرض ولولاهم لم نكن أحياء
شيرين  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz