Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 17:04:37
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
إسرائيل ودورها المشبوه في المشهد العراقي الراهن .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | إسرائيل ودورها المشبوه في المشهد العراقي الراهن .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:

تتابع إسرائيل عن كثب تطورات الأزمة العراقية، وقد شكلت الجهات الأمنية والإستخباراتية في تل أبيب فرق متابعة لرصد تداعيات الأحداث في العراق منذ إندلاعها، الأمر الذي يلوح بمدى أهمية هذه المنطقة بالنسبة لإسرائيل, ويطرح تساؤلاً حول ما الدور الذي تلعبه إسرائيل هناك.
ليس التدخل الإسرائيلي في العراق أمراً مستجداً أو فريداً من نوعه، إذ إنها تتدخل في كل صراع داخلي وكل حرب أهلية في الوطن العربي، فقد تدخلت إسرائيل في صراع اليمن وفي مجازر أيلول الأسود في الأردن، والحرب الأهلية في السودان وفي الصحراء الغربية بين الجزائر والمغرب، وفي الحروب الأهلية في لبنان وسوريا وفلسطين وفي تحرك الأكراد شمال العراق وفي ليبيا ومصر قبل الثورة وبعدها.
فأمريكا تدرك فشلها في تحقيق مصالحها بالعراق عبر الإحتلال المباشر، لذا فهي عادت إلى المنطقة لتخوض الحرب عبر وكلائها في المنطقة، ومن هنا سعت إسرائيل لضمان أمنها عبر إضعاف المحيط وإشغاله بمشاكله الداخلية، ولهذا تساهم بشكل مباشر في إثارة النزاعات والحروب في بلدان الجوار، فالإسرائيليون مروا بتجارب مريرة مع المقاومة الإسلامية بشقيها الشيعي "حزب الله" والسني "الفصائل الفلسطينية" وهم يدركون أن السبيل الوحيد لفك الإرتباط الإستراتيجي بين المقاومتين هو عبر إثارة صراع "سني شيعي" شامل في المنطقة، ينعكس ذلك على المواقف والتوجهات بين الطرفين بشكل سلبي بما يعزز من إنهيار محور المقاومة.
ومن هذا المنطلق تعتبر إسرائيل عامل مدمّر لتطلعات أمتنا العربية من محيطها إلى خليجها، فليس سراً على الإطلاق أن إسرائيل وحدها وقبل غيرها هي الطرف المستفيد قبل أي طرف آخر من التحولات الحادة التي تحصل في المشهد العراقي، وليس سراً أن أول شحنة نفط كردية وصلت تل أبيب فعلاً وسط مظاهر الإحتفال الإسرائيلي في وقت إنشغل العرب والعراقيون بأزماتهم، في إطار ذلك فمن الواضح تماماً أن التحولات في العراق قفزت بالعلاقات الإسرائيلية الكردية إلى مستوى الإنتاجية الفعالة والإستراتيجية، فضلاً عن الإستيلاء على النفط على حساب الأمن القومي العراقي ووحدة العراقيين في المنطقة.
وفي سياق متصل راهنت إسرائيل على العراق منذ أكثر من ثلاثين عاماً، إذ راهنت على المياه العراقية وراهنت على الأراضي العراقية التي تعتبرها بوابة حقيقية للدخول إلى مصطلح "الدولة الكبرى"، لهذا لا يبدو مدهشا أن يبدأ رجال الأعمال الإسرائيليين من جنسيات مختلفة بشراء مزارع وأراض عراقية، لذلك هناك مجموعة من الأهداف والمطامح الإقتصادية البعيدة المدى يمكن لإسرائيل تحقيقها وجني ثمارها في العراق من خلال إستغلالها للأزمة الحالية، هيالتخلص من حال الإختناق التي يمر بها الإقتصاد الإسرائيلي، وفتح السوق العراقية  أمام المنتجات الإسرائيلية، وإعتبار العراق هو الجسر نحو بدء الخروج من العزلة العربية، وتمهيد الطريق نحو إستعادة زخم العلاقات الإقتصادية بين إسرائيل والدول العربية، وهو ما يمكن أن يمهد الطريق نحو فتح الأبواب العربية المغلقة أمام المنتجات الإسرائيلية، خاصة في ظل حالة الترهل الإقتصادي العربي الراهنة، فضلاً عن بناء علاقة تحالف إستراتيجي طويل الأمد مع العراق الجديد وذلك عبر الوسيط الأميركي، مما يعني إعتراف أي حكومة عراقية قادمة بالمصالح الإسرائيلية في العراق، وبحيث تصبح العلاقة بين الطرفين علاقة كاثوليكية يصعب فكها.
فالحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين إن إسرائيل أصبحت تتمدد في قلب الوطن العربي وان الدول العربية مهدده بالتقسيم وإنها تسعى لعودة نفوذها وإستحواذها على مقدرات المنطقة، لذلك هناك مخاطر جمة يهدد العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن ولبنان وفلسطين، وفي إطار ذلك أصبح يتطلب إعادة النظر في السياسات العربية وضرورة إستعادة إتفاقية الدفاع العربي المشترك والعمل باتجاه إستراتجية تجمع وتوحد العرب في إستراتجية عربية تقود للتصدي لمؤامرة التقسيم ومنع إنفصال إقليم كردستان عن العراق لان المسبحة إن إنفرطت فإن المنطقة في طريقها للتقسيم وهي تتعرض للمخاطر التي تتهدد وجودها لصالح إسرائيل الداعمة لاستقلال إقليم كردستان وإنفصاله عن العراق ضمن مخطط ما هو مرسوم للمنطقة.
وهنا يمكنني القول إن غياب الصحوة العربية لخطورة مستجدات الأحداث تجعلها في دائرة الخطر خاصة وان إسرائيل تسعى للهيمنة على مقدرات المنطقة والإستحواذ عليها، فإسرائيل تهدف للوصول إلى قلب العالم العربي بتكريس وجودها وقواعدها الإستخبارية في كردستان مما يجعلها على حدود ايران مباشرة وفي قلب وعمق الجزيرة العربية وعلى حدود سوريا، لذلك أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية إن الاستقلال الكردي أمر مفروغ منه، وإن إسرائيل ستكون أول من يعترف بالدولة الكردية إذا تم إعلانها.
وأخيراً ربما أستطيع القول إن الخيار الوحيد حالياً أمام الشعب العراقي في الوضع الراهن الإبتعاد عن التعامل مع الغرب وخاصة أمريكا، وتشكيل حلف عسكري وسياسي مع سوريا ودول الجوار المستعدة لتقديم الدعم لمواجهة عدو يدعمه من يُظهر خوفه على مستقبل العراق والمنطقة، وهو في ذات الوقت يسعى لإضعاف الدولتين السورية العراقية في المنطقة.
khaym1979@yahoo.com
 

الوسوم (Tags)

إسرائيل   ,   العراق   ,   المغرب   ,   الأحداث   ,   الجزائر   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz