Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 02:52:42
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الجيش العربي السوري .. لا مديح ولكن حقيقة .. بقلم: بلال الحكيم
دام برس : دام برس | الجيش العربي السوري .. لا مديح ولكن حقيقة .. بقلم: بلال الحكيم

دام برس:

قبل ثلاثة سنوات , عندما كان الجميع مشغولون بالسياسة او بمظاهر الاحتجاج او الشغب او نشرات الاخبار او الصراخ او اي شيء آخر يمكن ان يقال عنه ( مشهد مدني ) , كان الجيش العربي السوري لا يزال في ثكناته العسكرية يتدرب تدريباته الروتينية  ويقوم من جهة اخرىبالعمل على التنسيق مع حركات المقاومة في كيفية تطوير ترسانتها العسكرية والصاروخية , لم يكن قد وجد نفسه معني بمعالجة المشكلة الطارئة داخل الوطن السوري , فهناك جهات اخرى مختصة في التعامل مع هكذا مستجدات .

بعدها بايام قليلة بدأت بالظهور مشاهد لجماعات ترفع السلاح خفية , مندسة بين المتظاهرين او في البنايات المحيطة , تطلق النار على رجال الامن السوري ثم تختفي , بل وتطلقه على المتظاهرين انفسهم , ويكون هناك من قد صور المشهد كاملا وقام بارساله الى عشرات القنوات المترقبة لكل جديد (ثوري , درامي ) .

كان الجيش العربي السوري لا يزال وحتى تلك اللحظة في معسكراته الممتدة على طول الوطن السوري , يراقب عن بعد مستجدات الواقع السياسي وتفاصيله الشائكة .
الى ذلك الحين كانت القنوات الاعلامية الدولية والعربية ( المهيجة ) لا تزال تتحدث عن متظاهرين سلميين وعن شعارات ثورية سلمية ومدنية خالية من اي مظاهر عنف او تسلح وتقدم في سبيل ذلك كل ما يمكن تقديمه من براهين , معتمدة على مسيرات تقام بين الازقه لعشرات الشباب والاطفال مع لوحات كرتونية تبين وقت وتاريخ ومكان ( المسيرة الزقاقية العظيمة !) .

مجزرة جسر الشغور , وضرورة التدخل  .

القيادة في سوريا تعرف جيدا ان مئات بل الاف الجهات الدولية تنتظر من النظام السوري اول العثرات التي قد توقعه بالفخ , وان يقوم نتيجة للتوتر او الخوف او الارتباك بردات فعل غاضبة تساعدهم لاحقا في استخدامها ضده لتبرير اي موقف عدائي من شأنه مساندة المساعي الهادفة لاسقاط النظام .

ورغم المعرفة المسبقة للقيادة السورية بان المسيرات الصغيرة والنادرة لن تتمكن من احداث اي هزات تذكر , وبالتالي فان المساعي الدولية ( المتآمرة ) ستسعى حتما لعسكرة المشهد , في محاولة لتكرير السيناريو الليبي مع تكثيف اكبر في الجهود الاعلامية والدبلوماسية تمهيدا للدعم الاكبر بالسلاح والمقاتلين , وبما يتناسب وخصوصية النظام السوري وجيشه العقائدي المتين .

القيادة السورية تجنبت منذ اللحظة الاولى في ادخال الجيش لحسم النزاع رغم المطالب الشعبية التي بدأت تصدح وتطالب بسرعة تدخله بعد ان اتضح جليا تسلح الجماعات واعتداءاتها المتكررة على رجال الامن وعلى الموطنيين .

فكانت القيادة منذ اللحظة الاولى واعية لهذا المخطط , ففوتت كثير من الفرص للجهات المتربصة , وهذا ما استدعى التحول نحو خطط اخرى اكثر خبثا ودهاء , فكانت الخطة ان ترتكب الجماعات المسلحة المجازر ثم تصورها و تتهم النظام السوري بارتكابها , فتأجج بذلك العالم كله ضد النظام السوري وجيشه ورجال الامن فيه .

في تاريخ 2011/7/6 تفاجئ الجميع بمجزرة خطيرة وبشعة نال فيها اكثر من 120 رجل أمن سوري مصرعهم , مع مواطنيين كانوا قد لجئوا الى مركز أمني قريب للاحتماء من اعتداءات الجماعات المسلحة التي بدأت باستهداف المواطنيين الذين يرفضون التعاون معهم او يعتقد بان لهم مشاعر تأييد مع النظام , 20 عنصرا أمنيا من الشهداء كانوا قد تعرضوا لكمين مسلح قبل المجزرة بلحظات .

تجنب هذا الجيش العريق كل الاستفزازات التي قد تحدث كردات فعل غاضبة لحالات القتل والتنكيل الغادرة التي تعرضت لها كثير من جنوده في نقاطه العسكرية .
حيث كانت اغلب ( بطولات ) الجماعات المسلحة تقتصر على شن هجمات مباغتة على النقاط العسكرية التي يتواجد عليها خمسة جنود, اقل او اكثر , ثم تصوير العملية وتسويقها على انها ( سقوط المنطقة الفلانية بأيدي الجيش الحر ) , في حين انها عملية غادرة ليس فيها اي مقومات او ملامح البطولة , ثم ان تلك الجماعات اياها لا تبقى في تلك المنطقة اكثر من عشر دقائق , حيث يكون الغرض هو التصوير وبث الخبر وليس الاستيلاء على المنطقة !.

من دواعي التوثيق ان اتذكر في هذا المقام , الشعور الذي كان يرافق المسافرين ,( حينها كنا ندرس الماجستير في جامعة حلب قبل عام ونصف ).
عندما بدأت الاحداث في حلب كان التنقل بين حلب ودمشق يمر بنقاط تفتيش تخص الجماعات المسلحة واخرى تتبع الجيش العربي السوري , لا ازال اذكر تلك اللحظات القلقة التي كانت ترافق المسافرين حين يمرون بالنقاط التابعة للجماعات المسلحة وكيف كان يخيم الرعب على المشهد حيث كان قد سبق وسمع الناس بالكثير من القصص التي تعرض لها المسافرون بالضرب والنهب او القتل في احيان اخرى ( لا سيما تجاه اهالي حلب الذين رفضوا الانخراط كليا بمظاهر الفوضى ) وقد كنت احد المسافرين الذي تعرضوا للنهب من تلك الجماعات في منطقة خان شيخو التابعة لمحافظة ادلب والمحاذية للطريق الدولي بين حلب ودمشق , حيث قامت تلك الجماعات بسرقة التلفونات وافراغ المحافظ ( الجزدان ) من النقود والتعرض بالضرب على بعض المسافرين , في حين كان الشعور هادئ ومطمئن اذا ما وجدت نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري , حيث كان التفتيش يقتصر على معاينة قائمة اسماء المسافرين والتحية ثم المرور .
اذن فقد كان العلم السوري الذي يرفع في تلك النقاط او المراكز الامنية يمثل حالة اطمئنان بالنسبة للمواطنيين حتى وان وجد منهم من هو معارض .

الجيوش العربية بحاجة للاستفادة من خبرة وتكتيكات الجيش العربي السوري :
الجيش العربي السوري مدرسة عريقة مطالبة بتقديم المساعدة لبقية الجيوش العربية في محاربتها للجماعات التكفيرية  :

كيف تمكن الجيش السوري من مواجهة كل هذه الهجمة المسعورة وكل هذه الامكانيات الدولية وكل هذا الضخ بالاموال والسلاح والمقاتلين من جميع انحاء العالم ؟ اليس هذا سؤال كبير محط تعجب واعجاب ؟؟
يمكن ان يقال ان ذلك عائد للعقيدة القتالية التي تدرس في الاكاديميات العسكرية السورية والمشهورة بالانضباط والتفاني والتضحية
وفي حب الوطن والايمان بمصداقية واحقية المسار الذي تنتهجه القيادة السياسة .
ويمكن ان يقال ايضا بانه الوعي الكامل للمقاتل في الجيش العربي السوري بان الشعارت التي تأتي عبر الفضاء الاعلامي التضليلي هي شعارات مزيفة وان الغرض منها ما هو الى تدمير الوطن وتدمير جيشه الوطني ومؤسساته المدنية تمهيدا لوضعه تحت الوصاية الدولية .
وهنا نجد ان الجيش العربي السوري والقيادة السياسية ايضا مطالبة في تقديم الخبرات لمن يطلب منهم ذلك وانها لن تبخل في تقديم المعلومات والتكتيكات الامثل في الحرب مع هكذا جماعات دموية ووحشية , فبعد اكثر من ثلاث سنوات من المواجهة والانتصارات , لاشك ان الجيش السوري قد كسب فيها خبرات كبيرة وقيمة , يحتاجها الجيش العراقي وكذلك الجيش اليمني والليبي وغيرها من الجيوش العربية في مسيرة حروبها مع تلك الجماعات المدعومة امريكيا وصهيونيا وسعوديا وقطريا وتركيا .

* كاتب يمني
belalalhakeem2006@gmail.com

الوسوم (Tags)

الجيش   ,   دمشق   ,   حلب   ,   السوري   ,   الجيش العربي السوري   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz