Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
السلفية المعاصرة .. هل هي فكر خصب لإنتاج الإرهاب .. بقلم: د. حسام شعيب
دام برس : دام برس | السلفية المعاصرة  .. هل هي فكر خصب لإنتاج الإرهاب .. بقلم: د. حسام شعيب

دام برس:

إن ممّا عمت به البلوى في هذا العصر دعوى الانتساب إلى السلف الصالح مع شدة السلف ومسلكهم في الأقوال والأفعال من قوم حذرت عنهم الأحاديث النبوية والآثار المحمدية فقد ثبت في الحديث أنهم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها – وهؤلاء هم دعاة السلفية المعاصرة الذين حطموا الرقم القياسي في بث الفرقة في هذه الأمة مخالفين بذلك أمر الله وأمر رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن استحل أعراض المسلمين من أولياء وعلماء وصالحين سهل عليه أن يستحل دماء العامة، وقد وقعوا في ذلك كله حسبنا الله ونعم الوكيل.
أما السلف من حيث اللغة: فهو الماضي والسالف، ويراد به هنا من مضى من خيار هذه الأمة من عهد الصحابة والتابعين إلى القرن الثالث وقيل إلى الخامس وكل ذلك حسن فإن الصحابة والتابعين من أهل القرون الثلاثة المشهود لأهلها بالأفضلية والخيرية هم سلف هذه الأمة على التحقيق، ويدخل معهم في الفضل كل من كان على ما هم عليه من الإيمان والعمل الصالح إلى يوم القيامة، غير أن المتأخرين منهم لا يطلق عليهم هذا الاسم ولكن يطلق عليهم بدلاً من ذلك كلمة خَلَفَ بالتحريك ومعناها:"العوض والبدل" بخلاف كلمة خَلْفٌ بالتسكين فهي لا تستعمل إلا في الرديءمن كل شئ، قال أبو عبيد في كتاب الأمثال: الخلف من القول هو السقط الرديء كالخلف من الناس، والخَلَف بفتحتين العوض والبدل يقال اجعل هذا خلفا من هذا، وقال البغوى في المعالم (ص351)"فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ"مريم:آية59أي من بعد النبيئين المذكورين خَلْفٌ وهم قوم سوء والخَلَف بالفتح الصالح وبالجزم الطالح.
فتبين من هذا أن السلف هم الصالحون من هذه الأمة ممن مضى والخَلَف بالتحريك من خلفهم على ما هم عليه فهو كالبدل لهم والعوض منهم أي كأن الله تعالى عوض أولئك الأخيار بهؤلاء الأبرار.
ثم إن السلـف لم يقيدهم أحد من العلماء المقتدى بهم بمذهب معين ولا بطائفة من الأمة بعينها، فإن الأئمة الثلاثة مالكا والشافعي وأبا حنيفة وجميع فقهاء الحجاز "مكة والمدينة" وفقهاء العراق والشام وأئمة العلم في هذه البلدان كعلماء البصرة والكوفة ودمشق ومصر وغيرهم من ذلك الرعيل الأول كلهم من السلف وليسوا جميعا حنابلة لأن المذهب نفسه لم يتقرر بعد، فمن هنا يظهر بطلان ما ذكره صاحب الشرح الجديد على جوهرة التوحيد (ص 123) "السلف أو الحنابلة ومذهبهم هو ما كان عليه الصحابة والتابعون وأئمة الدين المشهود لهم بالإمامة والذين اعتمدوا فيما ذهبوا إليه على صحيح المنقول من الكتاب الكريم والسنة المطهرة فإن الله تعالى بيّن في كتابه الحق بما ضربه من الأمثال للخلق وأن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام قد فصلت المجمل وأوضحت يعتمدون غير ذلك على صريح المعقول الذي يجمع ما في الأقوال المختلفة من الصواب ويجتنب ما فيها من الخطأ والإرتياب".
والإدعاء بأن للسلف مذهباً محدد المعالم مثل بقية المذاهب الفقهية أو العقائدية حتى ينقل عنه الإنسان أو ينسب إليه ما يشاء كلام مردود ومن زعم ذلك فقد جاوز حدود العلم وقواعده فإن كلما ما في الأمر هو أقوال متناثرة نقلت عن أئمة الصحابة وعن بعض أئمة التابعين لهم لم يهدف أحد ممن نقلت عنهم تلك الأقوال تأسيس مذهب أو طائفة بالمعنى المصطلح عليه.

الوسوم (Tags)

دمشق   ,   مصر   ,   العلماء   ,   السلفية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz