Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
"الأرض بتتكلم عربي" .. بقلم سهى سليمان
دام برس : دام برس |

دام برس :

عندما غنى الفنان المصري سيد مكاوي: "الأرض بتتكلم عربي" كان يدرك أن الأرضَ حنجرةٌ حبالها الصوتية تلكَ السنابل التي تُحصد بمناجلِ زارعيها وتصدحُ بأنغامِ ساكنيها.

ولما كانت الأرضُ سيدةَ الشرفِ والعرض، والشهيدُ سيدُ الأرض. وإن كانَ الوطنُ هو الرابطُ بين الشهيدِ والأرض، فالشهيدُ هو الرابطُ بين الدمِ والأرض، يضيءُ لنا الطريق، ويرشدنا إلى بريقِ الأمل، يتحدى الخوفَ والقساوةَ، يحطمُ بإصرارهِ كلَّ قلاعِ الصمتِ والقلق، ويخلقُ معجزةَ الانتصار.

قبلَ أنْ يعتلي الشهيدُ صهوةَ التراب، ويصبحُ فارساً في العلياء.. يحملُ المقاتلُ بندقيتهُ على كتفهِ، يتغزلُ بها، يداعبها بعينينِ عاشقتين، يوقظُ رصاصتهُ الصماء بهمسٍ من السماء، يسدّدُ لا يتردد، يطلقُ سيمفونية النصر، ويصدحُ بقيثارته ليغني قصائدَ الحب.  يقبّلُ الترابَ بشفتينِ من ياسمين. يتشبثُ بحفنة النجاة، يخطُّ وصيتهُ ويكتبُ رسائلَ العشقِ بالدماء، بعد أن يدّوي مدفعه بآخر الكلمات: "تبعثري معي أيتها الأرض الحنون وانتشري بين حنايا روحي، اسجنيني في محبتك، تعالي لنتحد معاً كالجمرِ والبخور لننشر في أرجاء الفضاء عبير  المنثور.

أيتها الأرضُ: مواسمكُ خصبةٌ بالمحبةِ والصبرِ والإصرار، فصولكِ حُبلى بالعنبرِ والصفصاف والغار.

ربيعُكِ أطفالٌ ضحكاتهم تزهرُ لوزاً وتيناً، وعصافيرُ تشدو أنغامَ الفرحِ في الفضاء.

شتاؤكِ سحابٌ يمطرُ قطراتٍ من السلامِ والصفاء.

خريفكِ أشجارٌ تساقطت عنها أوراقُ الحقدِ والخيانةِ والانتقامِ والرياء.

صيفكِ سنابلُ قمحٍ يشعُّ من ضيائها الخيرُ والعطاء.

ومع آخر الأنفاس يواسي الأرض بفيض من الإحساس: في ذكرى يومك "يومِ الأرضِ" لن تنامي ظمآنةً، سيروى ظمأك نزفُ الشهادة، وتهدئُ جراحك طهرُ أجساد الشهداء".

تبتسمُ الأرضُ عندما تلامسها أقدامُ الشهيدِ، وتنتفض قائلة: "كنتُ رصيفاً لجروحكِ، وسريراً لراحتك. ما دمتُ وفيةً للعهود، زلزلني بخطاكَ الواثقة، كُن لي الندى واسقني من طهرِ دمكِ لأزهرَ شقائقَ النعمان.

أيها الشهداءُ لو صلبوا أجسادكم بمساميرِ حقدهم لكنكم في أعماقي متجذرون. من رحمي مولودون. على أكفكم أكفانكم تحملون. في كل صباحِ تبتسمون، مع أشعةِ الشمسِ ترسلون قصفات من أغصان الزيتون.

لم تكن معركتنا يوماً معركةَ أمكنةٍ ومساحاتٍ جغرافية، فأنا لا أقاسُ بـ (الأمتار) ولا بـ (الهكتار). ولستُ خرائطَ صامتة، بل أنا روحٌ جريحة، ينزفُ وجداني من ألمكم، يتألمُ ويفرحُ ترابي كالبنفسج. أنا طائرٌ أجنحتهُ عطاء، أنانيةٌ في حبِّ أولادي، سخيةٌ في تحناني، قويةٌ بإيماني أن النصرَ واقع وحقيقة وليس أماني".

في ذكرى يومِ الأرضِ الفلسطيني 30 آذار 1976، 6 شهداء.. ألا يستحقُ أن يكونِ هناك يومٌ للأرضِ في سورية بعد أن أصبح ترابها جنة من شقائق النعمان؟

الوسوم (Tags)

الشهيد   ,   دام برس   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   تستحق مدينة الياسمين
تستحق مدينة الياسمين أن يكون لها يوم للأرض ويوم للحب ويوم للشهيد وكل شيء يليق بها فهي مدينة الياسمين
شهد  
  0000-00-00 00:00:00   بكل فخر
تستحق سورية يوما للأرض تحتفل به ولقب أرض الشهداء يليق بها .. لرائعة سهى قلمك يتكلم بلسان جراح الوطن أشكرك
منى  
  0000-00-00 00:00:00   يوم الأرض
نضم صوتنا إلى صوتك لمخاطية الجهات المعنية لإصدار قرار لتحديد احتفال بيوم الأرض في سورية تعبيراً عن شكرنا وامتنانا لمن ضحى بحياتهم من أجل أن تعيش وتبقى سورية حرة أبية. الرحمة لشهداء سورية.
ايناس  
  0000-00-00 00:00:00   شكر وامتنان
أشكرك صديقتي العزيزة سهى على كتاباتك الرائعة
سوزان ناعسة  
  0000-00-00 00:00:00   الأرض لكم
نتمنى من الجهات المعنية أن تصدر قراراً بتحديد يوم للأرض كما قلت وقد بلغ عدد شهداء سورية كثيراً نضم صوتنا لصوتك في دعوتك لتحديد يوم للأرض
نورس  
  0000-00-00 00:00:00   الأرض الشريفة
ما أجمل غناء تلك الأرض وما أجمل ما تصدح به هي وذلك المقاتل والشهيد
ليلى  
  0000-00-00 00:00:00   سلام وألف سلام
كل عام وأنت بخير بمناسبة عيد الأرض كل عام أيها الشهيد وأنت فخر لنا بتضحياتك كل عام وأنت بخير وعطاء أيتها الأرض
هدى  
  0000-00-00 00:00:00   الأرض بتتكلم عربي
هي الأرض تتحدث بلغة ساكنيها... ولن تتحدث إلا باللغة العربية التي طالما تغنى بها الشعراء وكانت بحراً، هي روح الشهيد ونبضه تحية لك أيتها الأرض وأيها الشهيد
نهاد محمد  
  0000-00-00 00:00:00   قلب العروبة و جيشه العربي
في يوم الارض , تحية الى الارض الام التي انسلخت عنها فلسطين غصبا, تحية الى الشام العرين , أم فلسطين و العرب . الشام تتكلم عربي كانت و لا زالت تتكلم عربي بينما اعراب الصهينة و الناتو كلامهم مضمونه عبري و هواهم عبري في عبري. تحية الى الجيش العربي السوري و الى أسد العروبة و الى قلب العروبة النابض بالرغم من طعنات الاعراب الغادرة و رغما عن أنفهم كانت و لا زالت سوريا قلب العروبة النابض بالمقاومة و الثوابت و الكرامة و الاباء و الشموخ!
ابن فلسطين و المؤيد للعرين  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz