Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
روبرت فورد كنت بين يدي فأطلقتك حراً .. دعوا سورية تعيش بسلام .. بقلم : يونس أحمد الناصر

دام برس:

لم يكن يوما عاديا ذلك اليوم الذي صادف يوم السبت ( هو يوم عطلة في سوريا ) في بدايات الأزمة السورية و تحديدا في بداية الشهر السابع 2011, عندما جاء إلى مكتبي شخصان لا أعرفهما و قالا بأنهما مرافقان للسفير الأمريكي- روبرت فورد - و نقلا إلي رغبته في زيارة محطة الحجاز الكائنة في آخر شارع النصر كسائح للاطلاع على معالم المحطة.  كما نقلوا إلي رغبته بأن لا يكون هناك تصوير , كون الزيارة سياحية و لا علاقة لها بالبروتوكول و كان بإمكانه المرور بالمحطة و الاطلاع عليها دون إعلامنا كونها مقصدا سياحيا في وسط العاصمة و لكن رغبة منه بمعرفة معلومات تاريخية عن المحطة و الاطلاع على معرض الصور الدائم طلب أن يساعده أحد العاملين بذلك .
قمت بالواجب حيث تم إعلام إدارتي بالزيارة و تم الاتفاق على أن تكون زيارة عادية بدون بروتوكول و غادر مرافقي السفير على أن يعودا بصحبة السفير بعد ساعة .
في هذه الأثناء تداعى إلى ذهني الكثير من السيناريوهات لن أذكرها و كان آخر ما استقر عليه رأيي " خدمة لبلدي " أن أقوم بتصويره ( على عكس رغبته ) و تسليم هذا الملف إلى الإعلام السوري ,  سيما و أن الإدارة الأمريكية و قبل أيام من  هذه الزيارة قد أعلمت رعايها بضرورة مغادرة سوريا لأسباب أمنية (كما تقول) و لوجود خطر يتهدد حياتهم و توخي الحذر لمن يريد منهم البقاء .
فإذا كان الأمر  كذلك ,  فما هو السبب الذي يجعل السفير الأمريكي يخالف تعليمات إدارته و يتجول سائحا في دمشق ؟؟؟
بعد ساعة تقريبا و حوالي الساعة الحادية عشرة جاء الثلاثة المرافقان و السفير و هو يرتدي لباسا رياضيا و قبعة رياضية أيضا ومعهم سيدتان من العاملات في السفارة هن " برايس إيشام الملحق الثقافي في السفارة الأميركية و ريبيكا فونغ المدير الإقليمي لبرنامج اللاجئين في السفارة.
استقبلناهم على الباب الرئيسي لمحطة الحجاز و دخلنا البهو الرئيسي و بعد شروحات قمت بها عن تاريخ المحطة و جمالها و روعة تصميمها دعوناهم إلى شرب فنجان من القهوة ثم المتابعة ,  فقبل الدعوة سعيدا
و أثناء شربنا القهوة ,  تبين لي بأنه يتكلم العربية بشكل مقبول  و يستطيع التواصل بها ,  فأصبحنا نتحدث باللغة العربية عن سوريا التي استقبلت اللاجئين الفلسطينيين و قال خلالها بأن عددهم بحدود ثلاثمائة ألف ,  فصححت له بأن عددهم يفوق ذلك بكثير , فغمز لي بعينه و هو يضحك بخبث و ينظر باتجاه السيدة التي عرفني عليها بأنها مفوضة شؤون اللاجئين ,  ثم أخبرني بأنه أقام في مصر فترة تعلم خلالها اللغة العربية , و بأنه يهوى " الشيشة " أي الأركيلة باللهجة المصرية و يحب المرح و تبادل النكات ,  و بإنه يرغب باستخدام القطار البخاري في رحلة مع طاقم السفارة إلى مصايف عين الفيجة ,  و كان القطار لا يزال يقوم برحلاته المعتادة إلى هذه المصايف الجميلة ,  و اتفقنا على أن نقوم بترتيب لتنفيذ هذه الرحلة و دعوته إلى أحد مقاهي دمشق ,  فبادلني الدعوة إلى منزله لنجلس و نتحدث و ندخن الشيشة في منزله فوعدته بقبول الدعوة و تلبيتها لاحقا و لم أفعل .
قمنا بجولة في معرض الصور الدائم  , و صعدنا إلى الطابق العلوي في المحطة ,  و أبدى إعجابه الشديد بالمعرض و بسقف المحطة المزين بالرسومات الشرقية .
ثم خرجنا إلى الشرفة  المطلة على ساحة الحجاز ,  و وقفنا قليلا نتبادل أطراف الحديث ,  و قال لنا : بأن سوريا جميلة جدا و هادئة ,  و بأنه سعيد بإقامته بدمشق فسألته عن قرار الإدارة الأمريكية بترحيل الرعايا فقال : " هذه سياسة " و أنا برحلة سياحية , فضحكنا جميعا و رافقناه إلى باب المحطة ,  وودعناه حيث وعدنا بزيارة أخرى ورحلة إلى مصايف الفيجة بالقطار البخاري و غادرنا سيرا على الأقدام باتجاه التكية السليمانية .
عدت إلى مكتبي و استخرجت صور الزيارة ,  و اتصلت بوسائل الإعلام الوطنية , الذين لبوا النداء فورا ,  و أوفدوا المراسلين لتغطية الخبر .
و في أخبار المساء كانت كل وسائل الإعلام تقول : خلافا لتعليمات إدارته السفير الأمريكي سائحا في دمشق " مما اضطر الإدارة الأمريكية إلى إصدار تعليمات جديدة ,  تؤكد فيها على الرعايا الأمريكيين بالمغادرة و للأسباب نفسها من المخاطر.
بعد أيام و يوم الخميس تحديدا نهاية الأسبوع ذاته , كان السفير الأمريكي يزور مدينة حماة ,  و يعلن دعمه للإرهاب و الإرهابيين.
فلو كنا مجرمين كما يدعي سعادة السفير , فقد كان من الممكن بالنسبة لي ( و أنا الذي أمثل النظام في موقعي) القيام بأي تصرف ,  كان منعه لاحقا من زيارة حماة  , و ما كان شيء يردعني سوى إن أخلاقنا تمنعنا من أي تصرف طائش و متهور ,  و إننا قوم مسالمون و نريد السلام لنا و لغيرنا  , و لكن عقلهم الاستعماري الطامح دوما إلى السيطرة على الشعوب و نهب خيراتها يجعلهم دوما في خانة المعتدين لا يحكمهم في تحقيق ما يريدون أي ضابط أخلاقي .
روبرت فورد كنت بين يدي فأطلقتك حرا .. دعوا سوريا تعيش بسلام
لم نعتد و لم نكن قط معتدين ,  نريد الخير لنا و لكل شعوب العالم و لكن من يبادرنا بالحرب سنحاربه و لن نستكين .
 

الوسوم (Tags)

السفارة   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   دمقنااااا شامناااااا ستبقىارض السلام والطيبة والتاريخ العريق
عاشت سوريتنا عزيزة وعاش المخلصون والطيبين والحافظون لها يارب بوركت ياارض البركات برجالك الحقيقين وابعد الله عنك كل ثعلب وثعبان الامريكان وكلابهم
صباح سورية  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz