Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الـنـكـسـة الـثـانـيـة ..العيون التي لا نبصر بها نحتاجها لنذرف الدموع منها .. بقلم: سعيد أحمد فوزي
دام برس : دام برس | الـنـكـسـة الـثـانـيـة ..العيون التي لا نبصر بها نحتاجها لنذرف الدموع منها .. بقلم: سعيد أحمد فوزي

دام برس:

القسم الأول:

      إنهيار حكم الإخوان المسلمين في تموز 2013، أعرق منظمة إسلامية في العالم الاسلامي،وما سيؤثر ذلك على مصيرها ومستقبلها ومستقبل الحركات الإسلامية الإخرى، حدث جلل لا يمكن أن يقارن بالأحداث التي جرت في العقود السابقة، ولا يمكن تركه يمرّ ببساطة دون التعليق عليه. لذلك أرى لزاماً عليّ الحديث عنه من زاوية ضيقة تقع ضمن خبرتي وأنا في العقد التاسع من العمر، مع العلم بأنه ليس لدى أية علاقة بهذه المنظمة إلا من خلال مشاهدتها عن بعد، كما سأشرح ذلك في السطور التالية التي تنطلق من نقد موضوعيّ حيادي، ليس له اي خلفية سياسية.
      لمن يجهل تاريخ هذه المنظمة أقول: أنها حركة دعويّة، تأسست منذ ثمانية عقودعلى يد حسن البنا , الذي كان يهدف منها إيجاد المسلم المتعلم المنتج. وقد لمست ذلك حين التحقت بجامعة القاهرة، في نهاية الأربعينات من القرن المنصرم، في حينه تعرفت على بعض شبابهم بحكم الزمالة على مقعد الدراسة، الذين أثاروا إعجابي باعتبارهم الأوائل في الدراسة. وقد سرّ لي أحدهم أن البنا، كان يخشى من التوسع السريع لهذه المنظمة، وكأنه كان يتحسس من خروج بعض أفرادها عن استراتيجية الإخوان والتصرف بشكل شخصي، والذي قد ينجم عنه نتائج لا يحمد عقباها. وكان حدسه في مكانه حين أقدم بعض أفرادها على اغتيال رئيس وزراء مصر عام 1948 النقراشي باشا، دون علمه وكانت ردة فعله هي شجب هذا العمل الذي لا يتماشى مع روح الإسلام، والإعلان عن حلّ المنظمة قبل أسبوع من إغتياله عام 1948 .
      لا أدعي معرفتي بتاريخهم، ولكن ما أذكره عنهم أنهم حُوربوا من قبل كافة الأنظمة السياسية التي مرّت على مصر حتى ربيعها عام 2011 . كما أنهم كانوا محاربين خارجياً من بعض الدول الإسلامية، و لا أعرف السبب ، ومن دول أجنبية بحكم محاربتها للإسلام ، لذلك سأقتصر حديثي عن هذه المنظمة منذ عام 2011 ، بداية الثورة التي أطاحت بالنظام السابق.
      في بدء الثورة، كان في مقدور الإخوان، كتنظيم سياسي، الفوز بمعظم مقاعد مجلس النواب والشيوخ ورئاسة الجمهورية من خلال اللعبة الديموقراطية، وذلك لما لهم من قاعدة شعبية نتيجة لنضالهم الطويل.
      ولكن إذا كان ذراعيّ وساقي الربّاع (من يمارس رياضة رفع الأثقال) قادرة على رفع 200 كغ، فليس من الضروري أن يكون عموده الفقري مؤهل لهذه الحمولة ، أي أن الربّاع الخبير يختار الأثقال التي تناسب كافة مكونات جسمه قبل محاولة الرفع.
      العقلاء منهم كانوا يدركون هذه الحقيقة، وهي أنهم قادرين على الفوز في الانتخابات، ولكنهم غير قادرين على إنقاذ البلاد بمفردهم، التي استشرى فيها الفساد خلال أجيال، إضافة إلى كثرة أعدائهم في الداخل والخارج! مما جعلهم يعلنوا منذ البداية أن مشاركتهم في المجلس النيابي ستكون محدودة لا تتجاوز الثمانين عضواً، وأنهم لن يرشحوا أحداً لرئاسة الجمهورية.
      ولكن ماذا فعل الأفراد المتزاكية منهم، الذين ظنوا أن في استطاعتهم الغش في أوراق اللعبة السياسية عندما يلعبون مع اللاعبين الكبار. الفئة التي كان يخشاها حسن البنا!! هذه الفئة تمكنت من تبديل مكتب الإرشاد، وبرزت أعضاء لا تعرف حدوداً لطاقتها، ودخلوا الانتخابات وكان ما كان .
      استلموا الحكم بملئ ارادتهم، وظنوا أنهم سيطروا على كل شيء حين وقفوا أمام الطوابير العسكرية تقدم لهم التحيّة . ولم يشعروا بالفخ الذي نصب لهم من قبل عدوهم الذي كان يدعيّ صداقتهم وهو تسليمهم الحكم بغية القضاء عليهم .
      لقد كان أول بوادر المؤامرة حلّ مجلس النواب، ومع ذلك لم يشعروا بها، لأن الغرور أحياناً يعمي الأبصار. لقد كان من المفروض أن يلمسوا أبعاد المؤامرة، لأنه لا يمكن لعاقل أن يقبل حلّ مجلس النواب بهذه البساطة! إن لم يكن هنالك تغطية كبيرة لهذا الإجراء!
      والمضحك المبكي ان الجهة التي حلّت مجلس النواب، لعدم دستوريته، هي نفسها التي "دسترت" الإنقلاب الذي أطاح بهم، وتصدرّت قيادة البلاد.
      أقول: لقد كان من المفروض الإنسحاب من الحكم حين حُلّ مجلس النواب، بعد أن وضحت المؤامرة، وذلك حفاظاً على سمعتهم ومصيرهم من السقوط في مصيدة الفشل أمام جمهورهم. ولكن مع الأسف استمروا في الحكم تقودهم أصغر دولة في العالم الأسلامي، عدد سكانها لا يتجاوز عدد سكان حي ّ الزمالك في القاهرة، لمجرد تلويحها لهم بالمساعدات، ولسخرية القدر أنها كانت من أول المؤيدين لزوال حكمهم! و أرسلت وزير خارجيتها إلى القاهرة للترحيب بالنظام الجديد!!
      سنة كاملة من الحكم، كل ما يوصف به أنه كان استمراراً للحكم قبل الثورة، حتى أنهم كانوا عاجزين عن الامتناع عن ارسال تهنئة للكيان الصهيوني بمناسبة قيام دولته (أي نكبة فلسطين)، تبدأ بعبارة "الصديق العزيز".
      وفضولي يدفعني للتساؤل: لو أن حسن البنا لا يزال حيّاً، هل كان ليوافق على جمع علماء السلطة في العالم الاسلامي تحت راية الإخوان المسلمين لإعلان النفير العام والجهاد ضدّ دولة اسلامية وهي سورية؟ ولا يزال العلم الإسرائيلي يرفرف في سماء القاهرة؟ الجواب كلا.. لأن من أعلن الجهاد ضدّ الصهاينة عام 1948 وأرسل ألاف المجاهدين لقتالهم دفاعاّ عن فلسطين لا يمكن أن يرسل المجاهدين للقتال في سورية! وللتاريخ أقول أن أول شروط الهدنة عام 1948 هو سحب كافة مقاتلي الإخوان من فلسطين لما كان لهم من أثر فعّال في القتال! لقد أسأتم بحق المسلمين من خلال مساهمتكم في تشويه سمعتهم، وأخطأتم بحق أنفسكم كمنظمة كان يؤمل منها تقديم الكثير.
      وهنا لا بدّ من سؤال هؤلاء العلماء، ماذا تبدّل لإعلان النفير العام ضدّ النظام في سورية؟ هذا النظام الذي يمتدّ عمره زهاء نصف قرن، لم يتبدل شيئاً في توجهاته الدينية والسياسية والأمنية، وكان مدعوماً من أنظمتكم خلال هذه الفترة! ما هي المستجدات، التي استدعت لإعلان النفير العام؟ جيشان يتقاتلان ( لا جيش يقتل عزل )، جيش يمثل النظام وآخر يمثّل المعارضة، والحكم الشرعي يقتضي الاصلاح بينهما، لا أن نعلن النفير العام، وقد عجزتم عن اتخاذ هذه الخطوة حين اغتصاب فلسطين وسقوط القدس!
      أناشد قادة الأخوان ، ألم تشعروا بالتغيير الجذري الذي حصل خلال حكمكم . منذ اليوم الاول ؟ ألم تلاحظوا أن المؤسسات التي تعتبر أحد مكونات الحكم، بدأت تتحدى نظامكم وكأن البنية الجينية قد تبدلت . ألم تشاهدوا التسابق على تقديم الاستقالات من بعض الأفراد الرسميين، ساعيا كل منهم أن يسبق غيره في الجلوس على مائدة اقتسام كعكة هزيمتكم، الظاهرة التي لم نشهدها منذ عهد الفراعنة حتى تاريخ استلامكم الحكم ، حيث كان أمثال هؤلاء، يتسابقون لإرضاء السلطان مهما كان الثمن؟ أليس كل ذلك دليلاً بأن فخاً ما نصب لكم، وشجع على هذا التحول؟
      أي نظام هذا قُدتم به البلاد؟ أليس من السخرية أن يحكم على رئيس مجلس وزرائكم لمدة سنة و نصف مع وقف التنفيذ، و هو في سدّة الحكم يتمتع بالحصانة السياسيّة! الحدث الذي لم يعرفه العصر الحديث. قد تقولون أن ذلك مؤشر لديموقراطية حكمنا، و أنا أقول أنه مؤشر لحريّة الفوضى! حيث يتحول فيها النعاج إلى أسوُد و الفاسدين إلى مصلحين... و العملاء بعد خضوعهم  لعمليات التجميل من قبل الإعلام المأجور إلى معارضة... إستعداداً لما بعد هزيمتكم!
      وقد يسألني القارئ عن ماهية هذا الفخ، لأجيب بما يلي :
      عندما عجزت كافة الأساليب للقضاء على الأخوان المسلمين كحركة اسلامية، على مرّ تاريخها، وجدوا أسلوباّ جديداً يتلخص بالمعادلة التالية: إن عجزت كافة الوسائل بالقضاء على منظمة لا تريدها، سلمها الحكم، على أن تبقى مفاتيحه بين يديك، وحاربها من الداخل، والنتيجة: تجريدها من جمهورها ثم القضاء عليها!
      وأول من أدرك هذه المعادلة، الخميني , قائد الثورة الإسلامية في إيران، الذي كان أول خطواته لترسيخ ثورته ، تغيير الأقفال ، خلافاً للمخطط المرسوم قبل خلع الشاه .
      ولا بدّ من الوقوف على حقيقة تستحق الذكر : لقد سجل التاريخ الحديث قيام أحد مشايخ الأزهر بتقبيل يديّ الملك في أول أيام العيد ، وآخر صافح رئيس الكيان الصهيوني مع ابتسامة عريضة ...ولكن لم نسمع أن شارك شيخ الأزهر في انقلاب، كما حصل في عهد الإخوان ! هل كان ذلك تصرفاً ذاتيا ، أم تحريكاً عن بعد "بالريموت كونترول"؟ أمثال هؤلاء المشايخ الذين يشغلون مواقعاً مختلفة في العالم الاسلامي ، ويُفتون للسلطة حسب طلبها، كانوا سبباً في ذلّ المسلمين ، وظهور التطرف في العالم الاسلامي !
      سألني صديق عزيز عليّ صبيحة اليوم التالي لسقوط الإخوان : لماذا أنت حزين ؟ أجبته أن أرى مصير الأخوان اليوم وقد فقدت جماهيرها ، وقد تعرفت عليهم في الخمسينات من القرن المنصرم، وأضفت له : التاريخ سوف يسجلّ أن العالم الإسلامي مرّ عليه نكستين ، الأولى على يد الشريف حسين الذي أدت ثورته إلى تمزيق العالم العربي إلى دويلات نتيجة لاتفاقية سايكس بيكو، والنكسة الثانية ستكون لما سوف يترتب عن سقوط الإخوان ، الذي سيبعد عنا كل أمل بظهور منظمات وسطية قادرة على حماية المسلمين من التطرف سلباً أو إيجاباً ..

القسم الثاني
"بترول العرب لحرق العرب"

      أعتذر من القارىء إن خرجت عن السّياق، لأذكر تعليقاً لأحد الصهاينة في السبعينات، عندما سمع الشارع العربي يرفع شعار "بترول العرب لنصرة العرب" بقوله: "بترول العرب لحرق العرب". فهل كان ذلك من باب السّجع؟ أم معرفة ثاقبة في خفايا المستقبل؟
      البحث في محصلة ما فعله النفط العربي، خلال نصف قرن، في الأمة العربية و الإسلامية، من إيجابيات و سلبيات، قد يحتاج إلى مجلدات، و التاريخ سوف ينصف ذلك. في جميع الأحوال الوضع الرّاهن في الوطن العربي و الإسلامي يتكلم عن ذلك بصمت!
      و أخص بالذكر هنا  الحرب العالمية الفريدة، التي تشن على وطني سورية، و التي تجاوزت نفقاتها عشرات المليارات من الدولارات و ضحاياها مئة ألف شهيد، و مشرديها أربعة ملايين نسمة حتى اليوم، و مدن تحوّلت بالكامل إلى أطلال! كل هذا من أجل الحريّة و الديموقراطيّة!!   
      و سأختار عينة تتعلق بموضوع هذا المقال، و هي الأحداث التي تجري حالياً على أرض الكنانة. لتحليلها من وجهة نظري، علّني أوضح بوصلتها و ما يفعله النفط العربي.
      كل من السعودية و حكم الإخوان، يتسابقان بدعم المعارضة السوريّة بشتى السبل، و بموازات ذلك السعودية تحارب الإخوان بالخفاء و العلن منذ عدة عقود. و قد ظهر هذا جلياً أثناء حكمهم. و على ر غم أن الجيش المصري يجاهر بصداقته للنظام السوري، بدليل عندما أعلن الجهاد ضد هذا النظام تحت مظلة الإخوان رفضه الجيش (الذي سبق و تعهد بعدم تدخله في السياسة) و أعلن أنه لن يحارب دولة شقيقة. و هذا مخالف لأهداف السعودية.
      و الملفت للنظر، عندما قام الجيش المصري بإنقلابه، كانت السعودية أول المؤيدين له، و قدمت على الفور هبات و قروض تقدر بثمانية مليارات دولار، مدعومة بسبعة مليارات من دول الخليج! ما تفسير ذلك؟ هل هذا من باب صب الماء أو صب الزيت على النار؟ هذا سوف يكشفه المستقبل!
      بتصوري، الموضوع أبعد من ذلك، لأنه يتعلق بحريق أكبر.. حرب طائفية مباشرة "سنيّة - شيعيّة"، التي كان يخطط لها منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران. و يبدو أن المخططين أصبحوا على يقين، بعدم ضمان نجاحها، بعد أن فشلت المحاولة الأولى و هي الحرب العراقية الإيرانية (حرب سنيّة - شيعيّة مغلفة بأهداف سياسية) و التي أنفق فيها زهاءً مئة مليار دولار  و تجاوز ضحاياها مليون قتيل، إلّا إذا توفرت قيادة سنيّة تحت مسمى "خادم الحرمين" في الرياض، تقابل "ولاية الفقيه" في قم. بمعنى أن هذه القيادة تتولّى شؤون العالم الإسلامي السني، تقرر له من هو الصديق و من هو العدو! تعلن الجهاد! و توقيت الحرب و السّلم... و يتطلب ذلك، أن تكون مرجعاً في إختيار قيادات أنظمة العالم الإسلامي السني.
      و للوصول إلى هذه المرحلة يتوجب القضاء على أي نظام أو منظمة في العالم الإسلامي تمانع هذا الخط. لذلك فإن الأصوات التي تنادي بحرمة العداوة بين السنة و الشيعة، و بضرورة  التآخي بين كافة طوائف المسلمين تحت راية الإسلام حتى يتسنى التصدي لأعداء المسلمين، يجب أن تختفي من الساحة .
      و هنا يكمن سر محاربة السّعودية للإخوان (و المنظمات الإسلامية المشابهة) لأن حسن البنا أعلن منذ تأسيس الإخوان إحترامه المطلق للطائفة الشيعية و أكد على ذلك زعماء الإخوان على مر الزمن. و إذا كان زعماء الإخوان الجدد المتذاكية، التي أطاح بهم الإنقلاب، يشابهون نظام مبارك في كلّ شيء إلا أنه يستحيل أن يشاركوا في أي حرب سنيّة شيعية، كما فعل حسني مبارك في الحرب العراقية الإيرانية، و ما سيفعله وريثه الجديد!
      و بزوال حكم الإخوان الذي بتقديري، سيتبعه زوال منظمات مشابهة أخرى غير متحمّسة لهذه الحرب أو ترفضها، و سحب البساط من تحت أقدام قطر (التي كانت تنافس السّعودية في قيادة العالم الإسلامي) بعد فشلها في تنفيذ مخطط كسر الهلال الشيعي (مصطلح من أدوات هذه الحرب) بالقضاء على النظام السوري تحت شعار إعادة الديموقراطيّة للشعب، أسوة بالديموقراطيّة التي تتمتع بها، و ترويض الأنظمة العربية و الإسلامية على رفع يد الموافقة مجرد رفع السعودية يدها (و هذا ما أثبتته مواقف الجامعة العربية و منظمة الدول الإسلامية خلال الأزمة السورية)، و يضاف لكل ذلك أموال الخليج و دعم الغرب أقول بعد كل هذا: أصبحت الساحة مفتوحة لقيادة خادم الحرمين بعمامته الجديدة للعالم الإسلامي .
      بتقديري أن هذه الحرب ليست بعيدة! و إن وقعت للمرة الثانية لا سمح الله، ستكون آخر الحرائق في العالم الإسلامي، و نهاية المراهقة السياسية، و بداية ترشيد إنفاق النفط العربي بما يرضي الله و فتح الطريق لتحرير فلسطين!

آب 2013
 

الوسوم (Tags)

المسلمين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz