Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 03:02:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مصر عقل العروبة النابض تقسم ظهر المشروع العثماني الجديد .. بقلم: الدكتور عوني صالح الحمصي
دام برس : دام برس | مصر عقل العروبة النابض تقسم ظهر المشروع العثماني الجديد .. بقلم: الدكتور عوني صالح الحمصي

دام برس: 
إذا كان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر قد أطلق على سوريا قلب العروبة النابض، لم يكن هذا الأمر من فراغ ، إنما جاء من حقيقة تاريخية مطلقة  وأيمان كبير بدور سوريا في حماية الوجود العربي ويدرك دورها وأبعادها القومية والعربية سواء على المستوى الإقليمي أو المستوى العالمي من قائد عربي حكيم الذي جعل من مصر حقيقةً عقل العروبة النابض مصر العروبة مصر والنبض والبعد القومي للأمة العربية، ومن هنا لا بد لنا القول لا خير في أمة لا تمتلك القلب والعقل والروح، وعندما يلتقي الاثنان يكون للكلمة والموقف العربي وضع آخر، ففي يوم أمس وبعد سياق جملة التطورات في المنطقة العربية وما رافقها من مشاريع ومخططات استعمارية جديدة في المنطقة العربية والتي تأتي بمجملها خدمةً للكيان الصهيوني " سايكس بيكو الجديد" و"الشرق الأوسط الجديد " و"العثمانية الجديدة" بذريعة الحريات والديمقراطية، والتي كلفت بمجملها حتى تاريخه فاتورة باهظة الثمن على مستوى البنى التحتية والموارد الاقتصادية لدول ما يسمى بالربيع العربي.
ومن هنا بعد النجاح الكبير للسياسة السورية والصمود للقيادة السورية مواجهة القوى التكفيرية والعمل على كشف خيوط المؤامرة الصهيونية والعثمانية  والوهابية التكفيرية والامبريالية العالمية والممولة بالبترو دولار من قبل دول خليجية داعمة للقوى التكفيرية الظلامية وعلى رأسها تنظيم القاعدة وفروعها من جبهة النصرة وداعش والإخوان المسلمين الجدد.
ولا يمكن لنا أن ننسى الدور الكبير والفعال للجيش العربي السوري الذي كان له كلمته في مواجهة هذه القوى التكفيرية والتي بدأت تتساقط أمام أقدامهم الطاهرة، فكان النموذج الحي في الدفاع عن أرض الوطن وما قدمه من تضحيات جسيمة، ليبدأ الجيش المصري ليقول كلمته في مواجهة المد الأخواني العثماني الطوراني المؤدلج الضيق في الرؤية والتفكير، والذي لا يخرج من إطار التكفير وعدم تقبل الآخر.
فجاء الرد المصري يوم أمس على لسان الناطق الرسمي لوزارة الخارجية المصرية في إعلان طرد السفير التركي من جراء التدخل الجائر للعثمانين الجدد والمتمثلة في حكومة أردوغان في الشؤون الداخلية لمصر، وذلك من خلال تنسيقها مع مجموعات متشددة مصرية في تركيا للتحريض المتكرر ضد الحكومة المصرية، وطبعاً هذا الأمر لم يأت من فراغ إنما بع جملة المواقف التركية الأخيرة من الانتفاضة والانقلاب المشروع ضد سياسات الاخوان في مصر ، ومن هنا دخلت العلاقات التركية–  المصرية في الثلاثين من حزيران 2013  والذي يعتبر الحد الفاصل في تاريخ هذه العلاقات البينية، فقد انتقلت من مرحلة التنسيق العالية إلى أدنى درجات التوتر غير المسبوقة تجأوزت حدود التصريحات الدبلوماسية، وتجأوزت التهديدات اللفظية، ووصلت درجة استدعاء سفراء البلدين، وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما، وبدأت  مرحلة مراجعة جملة العلاقات المشتركة السياسية ولاقتصادية والثقافية والمجتمعية السابقة والحالية والانتقال من عالم التسهيلات البينية للدخول للرعايا البلدين والدخول إلى نفق التعقيدات المفروضة على رعايا البلدين في الدخول والعبور والإقامة من خلال فرض القيود على التأشيرات، كما أنه تم تأجيل المناورات العسكرية الأخيرة التي كان من المفترض قيامها بين الطرفين، وأمام كل هذه التحولات الكبيرة بين البلدين لا بدلنا طرح السؤال المشروع لماذا كل هذه التحولات في العلاقات التركية المصرية...؟
في الواقع يعتبر الثلاثين من حزيران وما جرى في مصر من انقلاب على سياسات الإخوان المسلمين المتمثلة في سياسة محمد مرسي الاخوانية الضيقة والتي لا تخرج من إطار الاخوانية المؤدلجة للمنطقة، ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن فكر مؤسساتي لدولة لها تاريخها وحضارتها وحاضرها كانت على مدى من العقود لاعب مهم في العمق القومي العربي والإسلامي للمنطقة ووزن عربي وإقليمي فاعل في مجريات وتطورات حركة الشعوب المؤمنة بالعروبة الصادقة وبرسالتها المتجددة بقدراتها وثقافتها ومكانتها الحاضرة الغائبة وبمستقبلها رغم كل معوقات التطور والتقدم والمتحررة من كل قيود التبعية السياسية والاقتصادية عبرا الانتقال إلى دور هامشي ثانوي تابع لا حول له ولا قوة ومنفذ للسياسات الصهيونية الأمريكية والوهابية التكفيرية والاخوانية.
كل ذلك ، كان ردود أفعال متبادلة بين الطرفين على مجرى التطورات الأخيرة  التي حدثت في مصر عندما قامت الجماهير المصرية والمدعومة من المؤسسة العسكرية  المصرية والرافضة للسياسات الاخوانية المتمثلة بنظام محمد مرسي فجاءت المواقف التركية العلنية مباشرة في رفضها عزل مرسي والإطاحة بحكم الإخوان في مصر لأن ذلك يعني عزل وسقوط معه المشروع العثماني الطوراني الجديد  في المنطقة والمبني أساساً على قاعدة النهج الاخواني المؤدلج والمتوافق إلى حد ما مع الفكر وسياسة تنظيم القاعدة ، خاصة ونحن درك أن الحلم الااردوغاني الشخصي متقارب في السلوك والمنهج  من مشروع مرسي هذا إذا لم يكونا مكملين لبعضهما البعض خاصة كلاً منهما ينتميان إلى نفس المدرسة الفكرية والأيدلوجية للإخوان المسلمين. لكن الفرق بينهما بأن أوردوغان يسعى إلى تحقيق من أجل تحقيق لكن الحلم القديم/ الجديد ألا وهي العثمانية الجديدة أو تركيا من أسوار الصين إلى سور برلين أو إلى الأدرياتكي، وهذا المفهوم دليل على طموحات وأطماع تركيا التوسعية من جهة ،وتعبير جديد للفكرة الطورانية التي تهدف إلى جمع العالم التركي أو الدول الناطقة باللغة التركية في أمة واحدة تكون لتركيا الزعامة فيها من جهة، ومن أجل أن يكون للدولة العثمانية شكلها الإمبراطوري لتعيد مكانتها وسيطرتها على العالم الإسلامي من جهة أخرى.
وطبعاً هذا الحلم الاردوغاني بإنشاء إمبراطورية عثمانية إخوانية -حسب رأيهم – لن يتحقق دون السيطرة على مصر وسورية ، وهنا سقط المحال على أقدام رجال الجيش العربي السوري ليكن بداية السقوط للمشروع العثماني الجديد للمنطقة مع الصمود السوري قلب العروبة النابض أمام هذه الغطرسة التكفيرية للعثمانين الجدد سقط حلم أردوغان لتأتي الصفعة الثانية من عقل العروبة النابض مصر الرافضة لكل هذه السياسات العثمانية الصهيونية التكفيرية للمنطقة بما فيها المال الخليجي البترودولار.
 

الوسوم (Tags)

مصر   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   امرا حتميا
الوحدة العربية هي فكر ايمان عقل وعقيدة وتستحق ان يحارب من اجل اعلاء كلمتها وابقائها هدفا لاي حكم وايمانا بغرس في العقول العربية الناشئة لينتقل من عمل يزيل الحدود والسدود بين ارجاء الوطن الواحد فلتكن وحدة النيل او وحدة بلاد الشام او وحدة الهلال الخصيب وبعدهل ستكون الوحدة العربية الكبرى امرا حتميا
حلا  
  0000-00-00 00:00:00   القضية العربية
القضية العربية هي قضية قومية تربط به كل انسان عربي اصابه الكل
رجب  
  0000-00-00 00:00:00   منذ عام 1970
سوريا تعيش حالة حصار واستنفار منذ عام 1970 وهذا ثمن النجاح فلا يمكن لدولة صغيرة ان تعتنق سياسة كبيرة بدون تضحيات جمة
مالك  
  0000-00-00 00:00:00   سوريا ليست قلب العرب النابض بل هي في قلب العرب
لان سوريا تختلف عن كل البلدان العربية بانها تحمل رسالة قلب العروبة بمفهومها الواسع الذي يعني وحدة المصير العربي المشترك فكل ما هو عربي يعنينا وكل وحدة عربية لا يمكن تصورها بدون سوريا وكل حرب ايضا لا يمكن تصورها بدون سوريا فسوريا ليست هي قلب العرب النابض بل هي في قلب العرب وسوريا هي العقدة والحل في الشرق الاوسط
نهلة  
  0000-00-00 00:00:00   جمال عبد الناصر
ان جمال عبد الناصر رغم كونه بطلا قوميا مصريا الا انه لم يكن بطلا عربيا الا عندما تحالف مع سورررررررررررررريا
رائد  
  0000-00-00 00:00:00   ام الدنيا
هل شربتش من نيلها طب جربت تغنيلها ؟؟؟؟؟؟
الاء  
  0000-00-00 00:00:00   ابناء سوريا
تامرت السعودية وقططر على الوجود السوري وقدموا الدعم للحركات المناوءة فتفجرت سوريا الامنة ومئات الالوف من القتلى دمهم في رقبة سعود الفيصل وحاكم قطر الذي ينادي بتحرير الامة وبلاده المتناهية الصفر تضم اكبر قاعدة للاجرام الامريكي في العالم اود ان اقول للامير سعود الفيصل انك على وشك لقاء رب العالمين فماذا ستقول له عن الملايين التي سحقت حياتهم بمدك لهم بالسلاح وهل كنت سترضى اذا قدمت اي دولة الدعم لمنتفضي الدمام والقطيف ؟؟؟ ولا نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من ساهم في قتل وتجويع وتعذيب ابناء سوريا
فيحاء  
  0000-00-00 00:00:00   باذن الله
باذن الله سوف تعود مصر قريبا من دول العالم الاول ستعود قلب العروبة النابض بعد سنين العجاف لحسني مبارك
ايناس  
  0000-00-00 00:00:00   نحلم
لا نحلم الا بتطهير بلاد المسلمين من الجماعات التي دمرت بلدنا
رحمون  
  0000-00-00 00:00:00   اذا مات القلب مات الجسد
مصر هي بمثابة القلب للعرب فاذا مات القلب مات الجسد
راما  
  0000-00-00 00:00:00   لو ضاعت سوريا
لو ضاعت سوريا لضاع العرب جميعا الكفرة واليهود ينهشون لحمها
بلال  
  0000-00-00 00:00:00   صخرة العروبة
مصر وسوريا صخرة العروبة ولو قضي عليهما ضاعت الهوية العربية
قدورة  
  0000-00-00 00:00:00   تكون او لا تكون ؟؟؟؟؟؟؟
مصر اليوم تمر بمرحلة مفصلية اما ان تكون واما ان لا تكون نسال الله السلامة لمصر فسلامة مصر هي سلامتنا جميعا لان مصر هي امنا جميعا
الطائر  
  0000-00-00 00:00:00   الله اكبر
ام الدنيا مصر
فاديا  
  0000-00-00 00:00:00   شعب مصر
شعب مصر شعب شديد الصبر كبير بغفرانه يتميز بخفة دمه
غازي نجار  
  0000-00-00 00:00:00   الكلاب الاخوان
الكلاب الاخوان في كل مكان وما دمر سوريا الا هم منهم لله
سلمان  
  0000-00-00 00:00:00   مصر
مصر من اكثر الشعوب ودا وحبا وبكفي انو بينساء اليهم وينسون ويتقبلون الاخر من جديد
هالة  
  0000-00-00 00:00:00   ام الدنيا
مصر هي ام الدنيا
سالي  
  0000-00-00 00:00:00   كل التحية
كل التحية والحب الى مصر الام
شيرين  
  0000-00-00 00:00:00   للاسف
الحرب من جميع الاتجاهات ولا يقدرون معنى وطن بضيع وبلد ينهار
كلدان  
  0000-00-00 00:00:00   حماك الله
حماك الله يا مصر وحمى اهلك
عدي  
  0000-00-00 00:00:00   تحيا مصر
تحيا مصر وعاشت مصر
عمار  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz