Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 21:37:24
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الدور التركي الاردوغوغائي تراجع أم سقوط ؟ بقلم: الدكتور عوني الحمصي
دام برس : دام برس | الدور التركي الاردوغوغائي تراجع أم سقوط  ؟ بقلم: الدكتور عوني الحمصي

دام برس:

من يتابع نهج السياسة التركية الاردوغوغائية في المنطقة العربية منذ اندلاع الفورة اللاخلاقية واللإنسانية في إطار ما يسمى بالربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا بعد دارسة ومتابعة ورصد جملة المواقف والتصريحات والسلوكيات للساسة الأتراك وتحديداً لرئيس الوزراء التركي "الاردوغوغائي" ووزير الخارجية المُغل في سفك الدم السوري يدرك حقية واحدة لا ثانية لها بأن هذا الدور التركي في المنطقة لم يكن من فراغ بل من مخطط سياسي إمبريالي صهيوني أخواني محكم وممنهج ومدروس تعود بداياته منذ تولي حزب العدالة والتنمية السلطة في تركيا عام 2002/، وهنا - بيت القصيد- الإشكالية التي نود بحثها في هذه المقالة، والتي تنص"ما هو الدور التركي الاردوغوغائي تراجع أم سقوط...؟ في  الواقع قبل معالجة هذه الإشكالية يجب إدراك مسألة هامة جداً وفي كل الأحوال سواء كان تراجع أو سقوط لا يعني بالدرجة الأولى لسقوط ثلاثي الأبعاد على مستوى قادة حزب العدالة والتنمية ومشروع الحزب فحسب إنما هو تراجع وسقوط للدولة التركية العلمانية الاتاتوركية قبل المئوية الأولى لقيام الدولة التركية الحديثة، وهذا الأمر ينسجم تماماً مع نظرية ابن خلدون لتطور المجتمعات السياسية "الدول" وهذا يعني ؟أن تركيا في بداية الطور الأخير لتركيا والدليل تريد ترتيب سياساتها الداخلية والخارجية من خلال إعادة هندسة الفكر الطوراني من جديد،

وهذا يعني إلغاء ومخالفة صيرورة التاريخ ومنظومة التطور البشري، حتى  وفي حال نجح هذا المشروع – وهو من المستحيلات- لا يعني في أي حال من الأحوال سوى العودة إلى المربع الأول وهذا يعني بدوره تراجع وسقوط معاً، ويكفينا اليوم بعد ملاحظة الدور الكبير للساسة الأتراك في دعم وتمويل واحتضان المجموعات الإرهابية التكفيرية في تركيا يتطلب الأمر من أجل تحسين الصورة للساسة الأتراك الذين يدورون هذا المشروع التكفيري بشكل خاص وللمجتمع التركي بشكل عام في المنطقة لدى الشعوب العربية الشرفاء ربما الأمر يحتاج إلى مائة عام آخر فكما احتاج الأمر مائة عام لتحسين صورة الدولة العثمانية نتيجة ممارساتها الخاطئة ضد الشعوب العربية بعد قيام الدولة التركية الحديثة لتأتي حكومة العدالة والتنمية لتهدم كل ما سبق ولتدخل في نفق إعادة تبيض وتحسين صورة الأتراك في نفوس الشعوب العربية وكما قلت ربما يحتاج إلى مائة عام آخر، والدليل على ذلك إن العوامل ذاتها التي صنعت الدور التركي كلاعب رئيس في المنطقة العربية في الفترة الماضية أي منذ تولي حزب العدالة والتنمية السلطة هي ذاتها التي أسقطت تركيا من خلال السياسات الخاطئة التي انتهجها حزب العدالة والتنمية وقادته الثلاثة (رئيس الدولة – رئيس الوزراء- ووزير الخارجية) في المنطقة،وتحديداً تجاه سوريا بوابة تركيا للمنطقة وما نشهده اليوم في الداخل التركي من احتجاجات ما هو إلا تعبير واضح ورفض لتلك السياسات التي تريد الانعطاف بتركيا من أقصى درجات العلمانية إلى أدنى درجات الأسلمة الإخوانية .

وبالتالي الحركة الشعبية التركية هي من أجل الحد من موجة التأسلم الفظ لأردوغان وأوغلو، والعمل على تكريس علمانية الدولة التركية التي أتاحت  رغم أزماتها المتراكمة،على تقبل الإسلام السياسي المنفتح، من خلال تبني قيم العلمانية وفصل الدين عن الدولة والسياسة، واعتبار المسألة الدينية إطاراً ثقافياَ عاماً، فتبنت تلك القوى العلمانية الدولتية، وشكلت أحزابها وقواها، بالتوافق مع هذه الرؤية؛ وبالتالي انتصرت علمانية أتاتورك، على التسييس الفظّ للدين. بمعنى أخر إن العلمانية التركية فرضت على إسلامها السياسي التطور والعلمنة في إطار الرؤية الشاملة للدولة التركية الحديثة، ولكن ما نلاحظه من ممارسات خاطئة من قبل قادة حزب العدالة والتنمية اليوم على ما يبدو  لم تستطع الاستمرار في  المحافظة على صورة الإسلام التركي العصري العلماني والمنفتح من خلال ممارسات وسياسات تتعارض مع العلمانية وتتجه نحو أسلمة الدولة التركية، ليس على صعيد السياسة الخارجية للدولة التركية فحسب إنما على المستوى الداخلي الضيق من خلال التعامل مع التركيبة الطائفية داخل المجتمع التركي؛هذا الملمح الجديد، ربما هو أخطر ما يواجه تركيا الآن، وقد يعيدها إلى المربع الأول، ولعل الموقف الأخير لحكومة اردوغان من الأحداث الأخيرة في مصر بعد رفض المؤسسة العسكرية المصرية سياسات الأخوان الضيقة والتي لا تخرج من إطار حزبية إخوانية بعيدة كل البعد عن مفهوم الدولة والمؤسسات فما كان عليها سوى الانقلاب على هذه السياسات التكفيرية، وبقاؤه مؤيداً لحق الإخوان بالسلطة المصرية، يكشف خطر ذلك، وكذلك تبني اردوغان للإخوان المسلمين السوريين، ومحاولة إعطائهم الدور الأساسي في المعارضة السورية، ولاسيما بعد قطع كل العلاقة مع الحكومة السورية بشكل كامل.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن للمؤسسة العسكرية التركية، أن تسمح بإغراق تركيا بمشكلات أعقد ..؟ وهل يمكن فعل ما فعلته المؤسسة العسكرية المصرية..؟ بتصحيح ما خربته سلطة العدالة والتنمية سواء على المستوى الداخلي والخارجي رغم حجم التغييرات الكبرى التي أحدثها اردوغان في بنية المؤسسة العسكرية بإحالة ضباط  كبار إلى المحاكمة وعزلهم، ولعل أول الغيث قطرة من خلال مؤشر الاستقالات المتلاحقة في المؤسسة العسكرية من كبار الضباط وصف الضباط رفضاً للنهج الإخواني/ الأردوغوغائي الذي انتهجته حكومة العدالة والتنمية من قاعدة "صفر جيران" مع المحيط الجغرافي، والانتقال من علاقات ودية متبادلة الى علاقات  متوترة مع إيران والعراق فضلاً عن سوريا، ثم إنه لم يتمكن من حل القضية التاريخية مع أرمينيا، ولم يقرّب تركيا من مقعدها في الاتحاد الأوروبي.كما أن النهج الأودوغوغائي لم يعزز نفوذاً إقليمياً صلباً لتركيا. أما الأهم فإن الاحتجاجات الأخيرة فتّحت العيون على ثغرات في "النموذج التركي" الإسلامي الذي اعتبرته الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة المثال الذي يجب أن تحتذي به مصر "الإخوانية" وأي من الدول العربية المتحوّلة التي يصل فيها الإسلاميون إلى الحكم المؤدلج.

 

الوسوم (Tags)

تركيا   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   تركيا إلى الوراء
سياسة أردوغان ستعيد تركيا إلى الوراء وتجلب لها الإرهاب الذي قام أردوغان بتغذيته وإرساله لسورية
سوزان داوود  
  0000-00-00 00:00:00   يقمع المظاهرات السلمية
أردوغان الذي يطالب بحرية الشعب السوري يقمع المظاهرات السلمية في تركيا التي تنتقد سياسته
لارا  
  0000-00-00 00:00:00   تدعم الإخوان
تركيا التي تدعي العلمانية تدعم الإخوان المسلكين في مصر وسورية
رام رعد  
  0000-00-00 00:00:00   إمارة إسلامية
يعمل حزب العدالة والتنمية لإقامة إمارة إسلامية يكون أردوغان الحاكم فيها
بشار زحلاوي  
  0000-00-00 00:00:00   خسرت أصدقائها
خسرت تركيا أصدقائها من دول الجوار وهذا له عقبات كثير عليها
ياسر  
  0000-00-00 00:00:00   إعادة الخلافة العثمانية
حلم أردوغان بإعادة الخلافة العثمانية
فيصل مراد  
  0000-00-00 00:00:00   فلتسقط
سقط القناع عن القناع
هالة سلمان  
  0000-00-00 00:00:00   حرية
من المؤكد بان الدور التركي تراجع فمن حفر حفرة لاخيه وقع فيها
شادي وسوف  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz