دام برس:
رغم الآلام والدماء والدموع التي ذرفت على أرض سورية من أبناءها الكرماء بفقدان قامات وهامات وعظماء من شبابها ورجالها الشرفاء" شهداء الجيش العربي السوري رجال الله على الأرض" من جراء أكبر وأخطر مؤامرة نتنة عرفها التاريخ البشري، والتي ولدت من رحم مزابل التاريخ وبنكاح غير شرعي " تحت مسمى جهادي " شاركت فيه قوى غير طاهرة- حظيرة خنزير أطهر من أطهرهم- صهيونية أمريكية بمال ونفط عرباني إخواني وهابي تكفيري وفكر رجعي طوراني عثماني سلجوقي ضد سوريا التاريخ والحضارة وموطن الإنسان الأول، سوريا التي علمت العالم الأبجدية والقيم والأخلاق، سوريا التي تمتد جذورها إلى سبعة آلاف سنة في عمق التاريخ والحضارة البشرية، فهي مهد الحضارات وأرض الديانات السماوية ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، وهنا يكمن مصدر قوتها ووجودها. فقد استطاعت سوريا بتلاحم شعبها وجيشها وقيادتها الحكيمة إسقاط هذه المؤامرة القذرة، ولعل من أهم مفرزات وتداعيات الحقائق المتلاحقة التي ستظهر تدريجياً وبشكل متتابع والتي تشكل بمجملها صفعة كبيرة للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ولمنظومة القيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية عندما نلاحظ دولاً في الأمم المتحدة تحولت وبشكل علني وصريح إلى راعية وداعمة وممولة للإرهاب الدولي المنظم وللجماعات التكفيرية التي ترفض كل المبادئ والقيم الإنسانية، ناهيك عن محاولات هذه الدول وعلى رأسها تركيا والسعودية وقطر والكيان الصهيوني الذين ساهموا في مخالفةالمادة الأولى من ميثاق الامم المتحدة وهي:" حفظ السلم والأمن الدوليين، كذلك مخالفة الفقرة الرابعة من المادة الثانية التي تنص " يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد "الأمم المتحدة".
من خلال العمل على إثارة الفوضى الخلاقة الممنهجة على أسس نزعات شوفينية ضيقة من طائفية وعرقية ومذهبية - مرفوضة جملة وتفصيلاً - في المنطقة العربية عبرا المشاركة في دعم التنظيمات الإرهابية التكفيرية في كل من مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن وتونس وغيرها. ناهيك على العمل جماعياً على محاولاتهم المتكررة على شرعنة هذه الأعمال الإرهابية في المنظمات الاقليمية والدولية، لدرجة كادوا ترشيح هذه المنظمات إلى المحافل الدولية والاقليمية للاعتراف بهم كممثل شرعي ووحيد للشعوب، وهذا ما جعل مثلاً السعودية ترفض العضوية المؤقتة لمجلس الأمن الدولي لكونها لم تستطع تمرير مشروعها التكفيري في المنطقة العربية، وهنا اعتقد فقد كشفت الأزمة السورية خلال ثلاث سنوات مرت من الأزمة مستور المستور من خلال ظهور حقائق سطرت بأحرف من نور سيذكرها التاريخ القادم، ولعل من أهمها بأن سوريا هي الرقم الصعب في المنطقة العربية وتاريخها وحاضرها خير الشاهدين على ذلك، لأن من سوريا اليوم ترسم خارطة العالم الجديد، والرحم الذي ستولد منه هيبة العدالة الدولية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة من خلال عملية إعادة التوازن الدولي في الساحة الدولية بين القوى العالمية الكبرى بعد سقوط أقنعة أنظمة الدول المارقة والسارقة والدول الممزقة والدول الداعمة للإرهاب الدولي المنظم والتي ساهمت بشكل فاضح على تمرير وشرعنة استخدام الأسلحة المحرمة دولياً من قبل العصابات المسلحة التكفيرية في خان العسل والغوطة الشرقية، في الوقت التي عجزت فيه دول كبرى عن التهديد باستخدامه أو استخدامه بعد حادثتي "هورشيما ونكازاكي" في الحرب العالمية الثانية على مدى العقود الطويلة.
ومن هنا الأجدر على مجلس الأمن والأمم المتحدة العمل على كشف وفضح هذه الدول المتآمرة والممولة لشرعنة الإرهاب المنظم والراعية لاستخدام الأسلحة المحرمة دولياً والمخالفة للشرعية الدولية ولميثاق الأمم المتحدة، والدول المتطرفة في السلوك والفعل بما فيها منظمات دولية واقليمية كجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي كونها عضواً فيها، كذلك سقطت منظومات فكرية وفلسفية وقيمية بمفكريها – كما يدعون- فتحالفت قوى عقلانية مع قوى رجعية وقوى يسارية مع قوى يمينية متطرفة ومتزج الجهل والتخلف مع قوى عقلانية تتدعي العلمانية، وحمل مما يدعى بالمفكر المستنير السلاح الخطير واستباح قتل الناس حسب التصنيف الرباني الإلهي "العرقي والديني والطائفي والجنس واللون والشكل" وامتزج الطمع والحقد والغل بلبوس الحق، وأصبح القتل والتقطيع وآكل الكبود والتنكيل بالجثث وآكلة لحوم البشر والغدر والطعن بالظهر سمة العصر والاخ أكل مال أخيه والأب والأخ يرتكبون الفاحشة بالمحرمات والفاجر أكل مال التاجر والابن عاق لوالديه، والحق أصبح بنظرهم المتهم الحاضر الغائب الذي لم يعد له مكان وما عليه سوى البحث عن مكان آخر للجوء السياسي.
رغم كل ذلك كان لسوريا كلام آخر قيادة وشعباً وجيشاً لإعادة ما هدمته القوى الظلامية إلى نصابها الصحيح لأن من يمتلك قوة الحق وقوة التاريخ الحاضر والمستقبل لا يكمن الخوف من حالة طارئة تزول مع التغيرات المناخية العالمية.
ومن هنا يمكننا القول والفخر بأن قدر سوريا أن تكون كما كانت هي الرقم الصعب في المنطقة والعالم ، وهذه السمة منحها اياها الله سبحانه وتعالى، ومن يمنح هو من يأخذ وغير ذلك مستحيل.