Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
لا جهاد إلا في القدس .. بقلم: فوزي بن يونس بن حديد
دام برس : دام برس | لا جهاد إلا في القدس .. بقلم: فوزي بن يونس بن حديد

دام برس:

كثر الحديث في هذه الأيام وعبر الصحف العالمية عن الجهاد، تلك الكلمة التي هزّت أركان الامبراطورية الأمريكية وحطّمت آمالها في أن تكون هي الأقوى على الإطلاق، ويبدو أن تنظيم القاعدة الذي ظهر على الساحة كندّ قويّ للولايات المتحدة الأمريكية قد تغيّر شكله وطعمه، فبعد أن كان يختبئ في جبال تورا بورا ومنها يوزّع أعماله في الدول الأوروبية والعالمية التي تؤذيه بين الحين والآخر أصبح اليوم يصرّح بأنه تنظيم يسعى إلى إثارة البلبلة في كافة أرجاء الأرض.

ولعلكم تذكرون الدعم الكبير الذي كان يلقاه التنظيم من أمريكا بعد أن سيطرت طالبان على الحكم في أفغانستان وخروج القوات الروسية، كانت طالبان حليفا قويا للولايات الأمريكية حتى فتحت لها مكتبا في واشنطن وكان سير العلاقات حسنا بين التنظيم وأمريكا، وكانت أمريكا في ذلك الوقت تدعم الجماعات المسلّحة كما تدعمها اليوم في سوريا، وما إن خرجت روسيا من أفغانستان حتى تغيّرت المفاهيم ودخلت لعبة السياسة القذرة إلى النفوس وما يعرف أمس بالعدو صار صديقا اليوم ويحظى بالاستقبال في البيت الأبيض، لكن زعيم طالبان لم يحظ بمقابلة الرئيس الأمريكي، ولو بقي حليفا لطار بجلده ولحمه إلى البيت الأبيض، وهاهو اليوم وهو يصاحب أسامة بن لادن ويوفر له المأوى يضحي بما لديه من قوة الملك والمال في سبيل أن يبقى التنظيم حيا.

وعندما سيطر الخوف على بلاد الكفر كما يقولون وبدأت أمريكا وغيرها من البلدان تفقد الأمن داخلها، ارتعدت فرائصهم وقامت قيامتهم ففكروا وقدروا ونظروا وقرّروا تصدير الإرهاب إلى الشرق الأوسط وعقدوا حلفا مع الجماعات المسلحة أن يتركوا أمريكا وغيرها آمنة مقابل مدّهم بالسلاح والفتك بالحكام الذين لا يروقون لهم، بدأوا بالأضعف وهو بن علي لأنه لا يملك شيئا وأظهر أنه يخاف حتى من ظلّه، فلا شعب ولا جيش سانده ففرّ هاربا بجلده كالنعامة يوم الحرب، ثم تدرّجوا إلى أن وصلوا إلى سوريا العتيدة بعدّتها وجيشها الباسل الذي ما زال يحقق انتصارات رغم مرور سنوات على الحرب مع الجماعات المسلحة.

فالجهاد بمفهومه الحالي لا يعني إقامة العدل والمساواة، فهو إصرار على تدمير البلاد والفتك بأرواح الناس والاعتقاد بذلك أن الجنة تنتظرهم يوم القيام، ولا يعيرون اهتماما للمبادئ والأخلاق والقيم والتصورات، لم يقرؤوا التاريخ الجهادي النبوي ولم يتصفحوا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أعدائه قبل أصحابه، فقد ضرب المثل الأعلى في الحروب ضد الكفر والشرك وحرّم الاعتداء على أنفس المسلمين وأموالهم، فهاهم اليوم الذي يسمون أنفسهم جهاديين يقطعون السبيل ويدمرون البلاد قاعا صفصفا ويقطعون الرؤوس في مشهد مأساوي وبشعٌ لم نر مثله إلا في التاريخ الأسود، وكل من قَتَل مؤمنا متعمّدا فجزاؤه جهنم والعياذ بالله.

الجهاد معناه بذل الجهد قدر الاستطاعة وهو يحمل معاني جليلة، لا يقتصر على القتال، فمحاربة النفس الأمّارة بالسوء جهاد، والدفاع عن النفس والمال والوطن جهاد، والانشغال بطاعة الله جهاد، والعمل على خدمة الناس جهاد، والابتعاد عن المعصية بكامل صنوفها جهاد، أما القتال ويقصد به محاربة العدو فلا عدوّ للمسلمين إلا العدو الصهيوني، ولا جهاد إلا في القدس الشريف وتحريره من أيدي الصهاينة المجرمين، لا جهاد إلا ضد اليهود، المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه أين هؤلاء من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟ كيف يسوّغون القتل والتدمير والخراب؟ وما معنى الجهاد في سوريا؟ وهل الشعب السوري كافر حتى نجاهد هناك؟ ما هذه الخرافات؟ وما هذه الترّهات يا عرب؟ يا مسلمين يا من تدّعون الإيمان على جبهات القتال وعلى شاشات المرتزقة والخائنين؟ ويا علماء الفتاوى الباطلة كالقرضاوي وغيره ممن تلوّثت فتاويه بالحجة الباطلة فيسوغ الجهاد في سوريا ويحرّمه في مصر وقطر، لا جهاد إلا في القدس.

ويا أيها الجماعات المسلحة كونوا رجالا صناديد كما فعل صلاح الدين حينما أقسم أن لا يبتسم إلا بعد فتح القدس الشريف، توجهوا إلى هناك إلى ثالث الحرمين إنه يستغيث، وسترون كيف تثور الشعوب الإسلامية على المارد الصهيوني، وسترون الشهادة على أبواب الحرم القدسي، مبتسمين فرحين والكل يهلل ويكبر في وحدة بين المسلمين.


فوزي بن يونس بن حديد

abuadam-ajim4135@hotmail.com

الوسوم (Tags)

المسلمين   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   ما هذا الجهاد
ما هذا الجهاد الذي يقضي بقتل الأطفال والأبرياء السوريين
غسان  
  0000-00-00 00:00:00   فتوى واحدة
لماذا لم نسمع منذ زمن فتوى واحدة من هؤلاء الشيوخ المتأسلمين تدعو للجهاد في القدس
رباب الجبوري  
  0000-00-00 00:00:00   ضد من
ضد من يقاتلون في سورية ومن يجاهدون ,ضد شعب عربي مسلم بغالبيته
أيمن زهار  
  0000-00-00 00:00:00   ضد من
من يقاتلون في سورية , وضد من يجاهدون ضد شعب عربي مسلم بغالبيته
أيمن زهار  
  0000-00-00 00:00:00   فلسطين
لو أن الجهاديين الذين أتوا ليقاتلوا في سورية ذهبوا إلى فلسطين لحرروها
فارس هذيان  
  0000-00-00 00:00:00   سيعود لأميركا
الإرهاب الذي نشرته أميركا في العالم سيعود إليها
يارا  
  0000-00-00 00:00:00   معنى الجهاد
هؤلاء لا يدركون معنى الإسلام فكيف سيعرفون معنى الجهاد
مهند زكي  
  0000-00-00 00:00:00   القاعدة
صنع الولايات المتحدة من صنعت القاعدة لنشر الإرهاب في الدول المعادية لها
تالا جبار  
  0000-00-00 00:00:00   تحية لرجال المقاومة
تحية لرجال المقاومة الذي يعرفون معنى الجهاد الحقيقي في سبيل الله
مازن درغام  
  0000-00-00 00:00:00   الجيش العربي السوري
الله محيي الجيش العربي السوري حامي الحمى مافي متلو بالعالم
نهى عجيب  
  0000-00-00 00:00:00   شيوخ القتل والتدمير
هؤلاء التكفيريين لا يعرفون معنى أحاديث الرسول عليه السلام يعرفون فقط مايفتيه لهم شيوخ القتل والتدمير
فرس محمد  
  0000-00-00 00:00:00   ليس لهم علاقة بالجهاد
الجماعات المسلحة جماعة قتل وتخريب وليس لهم علاقة بالجهاد
فاتن صقر  
  0000-00-00 00:00:00   الجهاد في القدس
الجهاد في القدس هو جهاد الشرفاء رجال المقاومة
لينا درويش  
  0000-00-00 00:00:00   فتاوي شيوخ الفتنة
هذه هي فتاوي شيوخ الفتنة
جمال جمال  
  0000-00-00 00:00:00   الجهاد بمفهومهم
الجهاد بمفهومهم القتل والتخريب والتدمير
بشار سلامة  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz