Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 21:37:24
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
إرهاب الجوع وتفقير الشعب السوري جزء من المؤامرة.... بقلم : وفاء نزار سلطان
دام برس : دام برس | إرهاب الجوع وتفقير الشعب السوري جزء من المؤامرة.... بقلم : وفاء نزار سلطان

دام برس:

في بداية الاحداث ومنذ قرابة الثلاث سنوات خرجت علينا ام يوسف بلباسها التقليدي وفلسفتها القروية التي نحتتها السنين وذكائها الطبيعي الذي لم تلوثه ضبابية الحياة المدنية بعفويتها وبساطتها وصرخت ام يوسف بحنجرتها التي تذوقت الجوع والفقر:

"شباب كونوا ايدٍ واحدة , شباب كونوا قلب واحد، انا عشت بدور فرنسا ما كان يصيرإلنا رغيف خبز نأكلوا، كنا نروح نسلق عشب ونحط الو ملح وناكلوا... يا شباب كان يطلع النا 3 كيليات للنفس نروح ع صافيتا لنجيبن"........ 

هي صرخة في الفضاء لمواطنة سورية في بداية الازمة ثم صارت لمواطنين اكلت الازمة من جيوبهم مدخرات السنين باسم الحرية التي تحولت الى وحش يطارد كل ما يمت الى قوت المواطن ورفاهيته ومستلزماته الضرورية من الخبز والمحروقات والمواد الغذائية....

تتعرض سوريا إلى خمس أزمات اقتصادية تترافق مع الغلاء والسرقات والتخريب وتلامس سقف الحكومة بحذر التي سارعت في كل مرة الى مد يدها الى المخزون الاستراتيجي للدولة في محاولة للتخفيف من اضطراب الشارع الذي وجد نفسه لأولمرة امام حالة جديدة من التموين لم تعتده ثقافته الغذائية فلم يوفر شيئاً على مبدأ (من لم يحسب لم يسلم) فشهدت الثلاجات حوادث تكديس لعشرات اكياس الخبز ان لم تكن حوادث بيع بأسعار مرتفعة لعاطلين عن العمل احترفوا مهنة السمسرة الغذائية،وأزمة مرور خانقة في الشرفات والأقبية للغاز والبنزين والمازوت.

فوقف البعض ساعات بانتظار دوره ليتمكن من تكديس المحروقات في بيته باعتبارهاأصبحت من مستلزمات المونة التي تحولت من ثقافة شعبية الى واجب اسري بحت تحكمه الظروف وتشد ازره الاحداث واضطرت الحكومة لتأمين شرطي وعنصري أمنأمام كل فرن آلي لتتمكن من السيطرة على التزاحم وضبط عملية البيع والشراء اسوةً بمحطات بيع الوقود ومحاولات الدولة البيع عن طريق المؤسسات الاستهلاكية بأسعار منافسة للسوق والتسريع في عمليات الشراء.... 

ومع ازدياد عمليات النزوح والتهجير القسرية التي سببها هجوم المجموعات الإرهابية على بعض المدن والقرى وتهديدها امن وسلامة المواطنين، ونهب المصانع وسرقة مخازن الحبوب والاعتداءات المتكررة على مصافي النفط ومستودعاتها وصعوبة المواصلات والعقوبات الاقتصادية التي شملت قطاع الصرافة والنقل والتأمين باتت الحكومة امام صعوبات جمة تواجهها كسن الأنظمة والقوانين التي تسمح للتجار بتوفير المواد في مدة قليلة دون ان تمتد اليد الى باقي المخزون الحكومي الاستراتيجي لتوفير لقمة عيش المواطن خصوصاً مع انخفاض قيمة الليرة وصول الدولار إلى أكثر300 ليرة نتيجة التداول من قبل الكبير والصغير و"المقمط" بالسرير حتى تدخلت الدولة لضبط هذه الفوضى العارمة بسوق الصرف، وغياب الرقابة التموينية وبرامج حماية المستهلك فضرب بعض التجار عرض الحائط بأخلاقياتهم متناسين الظروف الخطيرة التي يمر بها البلد فارتفعت المعيشة جاعلة الشعب بين كفي كماشة الغلاء وجشع التجار والحاجة لتأمين لقمة العيش بأية وسيلة كريمة..

ومع تتابع الأحداث في هذه الأزمة حذا البعض إلى تغيير ثقافة المونة لتصبح عادة التموين والتخزين هي الحل المناسب للحد من المصاريف الزائدة وتامين الغذاء بالمنزل،فامتلأت البيوت بالذهب الأخضر والأصفر والأسود في غياب التوعية الشعبيةوالإعلامية لخطر وسوء مثل هذه الأفعال التي سحقت الحلول الحكومية وضيقت الخناق وكتمت الأنفاس فكل تاجر أحب أن يأكل البيضة والتقشيرة رفع بضاعته المكدسة في مخزنه منذ سنتين على هواه أو اشترى زبالة البضائع التركية والصينية وملأ السوق بها، وحول الملايين إلى "أم يوسف" فجاع السوريون بعد أن كانت موائدهم تطعم كل العربان من المحيط للخليج. فالحرب في سوريا حرب مؤامرة كونية صهيونية خارجية بمشاركة أتباعهم في الداخل. هي بكل معنى الكلمة حرب بين الغني والفقير وبين التاجر والمواطن وبين اللص الفاسد والنازح الجائع بين الحذاء العسكري والإرهاب التكفيري والوهابي (القاعدة، داعش، الكر). فالخوف من الجوع حزب واحد تجمعه البطون الفارغة... أما المونة التي ارتقت من التقليد الشعبي للفقراء الى أحلام كل أسرة سورية فأسعارها مستلزماتها من خضار وفاكهة ومواد الغذائية تفوق الخيال ومتطلبات الأسرة متوسطة العدد من الحدود الدنيا لتأمين لقمة العيش تستلزم أكثربكثير من خمسة وعشرين ألف ليرة التي كانت الدولة تتحدث عنها قبل الأزمة وارتفاع الدولار والأسعار الخياليين، عدا إذا تحدثنا عن تموين المواد الغذائية فقط تاركين المحروقات والمواد الاستهلاكية الأخرى....

وأخيراً الأزمة بالأزمة تذكر فقبل بضعة سنين ضرب زلزال شواطئ اليابان فدمر ما دمر وخرب ما خرب وجاء تسوماني يجر ذيوله وينشر الموت وأضاف التلوث النووي الذي تسرب الى الهواء والمياه مشكلة جديدة أثرت على معيشة اليابانيين ولكن بالصبر والترابط والتضامن وتوطيد اواصر المحبة استطاعوا ان يخففوا عبء الكارثة فكان مفهوم كيزونا (روابط الصداقة والتضامن) كلمة تجلت فيها حضارة الشعب الياباني وتكاتفه وقدرته على الدفاع عن وطنه كلٌ من مقدرته فاشترى كل مواطن حاجته اليومية من الغذاء والمواد الاستهلاكية وترك الباقي لمحتاج أو مضطر دون أي انانية او طمع او جشع هذا لم يكن سلوك فرد واحد وإنما سلوك جماعي ساهم بشكل كبير في التخفيف من حٍدة المعانة في حين استنزفتنا نحن السوريون فكرة التموين حتى كنا طرفاً في اضعاف الاقتصاد الوطني وسبباً رئيسياً في غلاء الأسعار لم تسلم منه حتى الأدوية ومواد التجميل والأدوات الطبية ومواد التنظيف والملابس... الخ.

إن مقياس حضارة الأمم ورقيها تعكسه قدرة الشعب على التضامن والتكاتف والالتحام عند الأزمات وسلوك كل فرد فيها ودليل على وعي وثقافة وفكر الشعب فلنكن رواد حضارة وصناع قرار وتاريخ ومثالاً يحتذى به وقدوة تصنع المعجزات والأعاجيب.فكما اذهلتم العالم بالتحامكم حول قيادتكم وجيشكم البطل ووعيكم للمؤامرة وإفشالكم لكل خطط ابعادكم عن خط المقاومة تستطيعون بمزيد من الوعي والتعاون التكافل أن تهزموا كل الأزمات الاقتصادية التي قد لا تلوح بوادر انتهائها قبل نهاية الأزمة وبدأ مرحلة الحوار فلا تكونوا في تعاملكم اليومي كالفاسدين في هذا الوطن أنانيينوجشعين وقد يكونوا من أدوات المؤامرة، فالأنانية والخيانة على حد سواء تقتلنا وتقتل وطننا وعلينا وعلى الحكومة محاربتهم وتصدي لما نسميه إرهاب تجار الأزمة....

 

الوسوم (Tags)

الشعب   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   ارهاب
تجار الأزمة مثلهم مثل ارهاب القتل
رنادعلوش  
  0000-00-00 00:00:00   التعاون
بلدنا لايحتاج سوى القليل من التعاون والتكاتف لتجاوز هذه المرحلة المؤلمة
ميس أحمد  
  0000-00-00 00:00:00   الشعوب الأخرى
نحنا منقارن حالنا بالشعوب الأخرى بس بالفزلكة بس مو ممكن نستفيد من اخلاقهم وانسانيتهم
غادة ابو سيف  
  0000-00-00 00:00:00   دولار
تجار البلد نسيوا وضع البلد وصار كلو يفهم ويحكي بالدولار
باسمة شعبان  
  0000-00-00 00:00:00   قدري جميل
وين كان قدري جميل بهالوقت مو فاضي بدو يتفلسف
لينا خضور  
  0000-00-00 00:00:00   تجار الأزمة
تجار الأزمة باعوا مبادئهم وأخلاقهم بمال المواطن الفقير
غيث حسن  
  0000-00-00 00:00:00   الجيش السوري
الله محيي الجيش العربي السوري هو الوحيد من وقف موقف حقيقي صادق في هذه الأزمة
منى عزيز  
  0000-00-00 00:00:00   مجموعات ارهابية
بسطو المجموعات الأرهابية على بعض المصانع هذا مازاد الطين بلة
نيروز محلا  
  0000-00-00 00:00:00   تجار البلد
لتجار البلد علاقة في هذه الأزمة الأقتصادية السورية
أمين داغر  
  0000-00-00 00:00:00   كونوا أيد وحدة
شباب كونوا أيد وحدة أجمل ماقيل في هذه الأزمة بس للأسف كل واحد دور ع حالو
رامز بدور  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz