Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 10:36:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مصر رايحه على فين..؟! بقلم : ماجدى البسيونى
دام برس : دام برس | مصر رايحه على فين..؟! بقلم : ماجدى البسيونى

دام برس:

تعيش مصر اليوم تحديات كثيرة منها ما هى خارجية سواء عالمية أو إقليمية ومنها ما هى داخلية ،مجمل هذه التحديات يكمن فيما قرره المصريون بعد أن زحفت الجماهير المصرية فى زلزال بشرى هو الأول فى تاريخ البشرية التى لم تعرف هبوب ما يزيد عن ثلاثين مليونا الى الشوارع والميادين والطرق والأزقة والحارات للإصرار على امتلاك الإرادة المستقلة بعد فقدها لما يزيد عن أربعين عاما معلنة رفضها لمجمل السياسات التى اتبعها النظام المصرى منذ حرب اكتوبر/تشرين وحتى 3025 يناير ومنه حتى 30 يونية 2013. مصر رايحة على فين وما هى التحديات أمام المرحلة الجديدة وصولا لامتلاك الإرادة المستقلة التى هدف لها الشعب ويتبنى تنفيذها الجيش المصرى ؟ دعونا نبدأ من تصريح جون كيري وزير الخارجية الأمريكى الأخير تعليقا على ما اتخذته واشنطن بصدد تعليق ما تبقى من المعونة الأمريكية لمصر وهى عبارة عن قطع غيار لطائرات حربية ووصواريخ معدات أخرى بالإضافة ل 260 مليون دولار ..قال كيرى :إن أمريكا تتمني النجاح للحكومة المصرية الحالية ـ ألف شكر ـ لكنه أضاف (لا فض فوه) أن مصر تحتاج لحكومة تجعل الأمريكيين يشعرون بالارتياح لدعمها ، وان أمريكا تريد الانجاز السريع في هذا الاتجاه ..صمت ثم عاد يقول : هذا ليس معناه قطع العلاقات . انتهى تصريح كيرى الذى لا يعنى سوى أمرين لا ثالث لهما إما أن تنصاع مصر لما تريده واشنطن وإما قطع المعونة والتلويح بقطع العلاقات . كان تصريحا سابقا لتشاك هيجل وزير الدفاع الامريكي في اتصال مع الفريق اول عبد الفتاح السيسي أن القرار الامريكي يعني تحفظ مؤقت ..

السؤال لحين ماذا ؟ من جانبه موريس بون أميجو مستشار إعلامي سابق للرئيس الامريكي وعبر مداخلة لإحدى الفضائيات قال فيها : أنه لا يفهم توقيت مثل هذا القرار في الوقت التي تحارب فيه مصر الإرهاب وأضاف بالنص : أن أوباما أسوأ رئيس امريكي وأنه تحالف مع المتطرفين كي يصبح رئيسا للعالم . فى خضم كل هذا لا يمكن لنا أن نتغافل تصريحات أوباما السابقة وتهديداته للقوات المسلحة المصرية وتحديدا الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع مرة بشن الحرب ضد مصر واستدعاء المارينز بالقرب من المياه الاقليمية فيما لو لم يتم إعادة "مرسى"للحكم ،وأخرى يعلن فيها بكل وضوح أنه لن يتعامل مع "السيسى" الذى رفض ثلاثة مرات الرد على اتصال هاتفى لأوباما متذرعا "السيسى " بأن هذا تعدى فى التعامل البروتوكولى بينما ظلت الاتصالات مستمرة مع وزير الدفاع الأمريكى كان أخرها بعد قرار حجب المعونة الأخير. المؤكد أن كافة هذه التصريحات جاءت بعد انتهاء مباحثات لم يعلن عنها مابين قيادات من كلا المؤسستين العسكريتين الأمريكية والمصرية مما يعنى عدم توصلها لما كانت تريده واشنطن ولهذا تم اتخاذ القرار الامريكى بحجب ما تبقى من المعونة ثم أعقبه التصريحات لكيرى وهيجل وخروج الميديا فى أوروبا بمختلف وسائلها وكان من الممكن أن تنفذ واشنطن عمليه الحجب بدون "شو" إعلامي وهذه ما يعنى أنها وسيلة من وسائل الضغط الأمريكي وهي بمثابة الكتيبة المتقدمة للحروب إن لم تكن حربا في حد ذاتها . تعى واشنطن أن حجب أو منع أو قطع المعونة يعنى الإخلال باتفاقية كامب ديفيد لكونها نصا بملاحق الاتفاقية مما يؤكد أن واشنطن لا تريد من مصر إلا العودة لما كانت عليه الإدارات المصرية منذ توقيع كامب ديفيد وحتى صباح 30 يونية 2013 سواء إبان حكم السادات أو حكم مبارك على مدى 30 عاما أو خلال حكم الإخوان "محمد مرسى".

وتعى واشنطن أيضا استحالة عودة الإخوان إلى سدة الحكم بعد أن سقطوا بامتياز شعبيا يفوق حتى سقوط مبارك ونظامه وهاهم يفقدون ـ الامريكان ـ هيمنتهم التى كانت للدرجة التى عبر عنها الفريق أول عبد الفتاح السيسى بقوله"لن ينس الشعب المصرى لاوباما وقوفه ضد ثورتهم وضد إرادتهم .. بل وهو القائل قبل ساعات من قرار حجب المعونة فى حوار منشور " .....الحديث عن أدوات ضغط أمر لا نقبل به فعلاً أو تلويحاً". يبقى السؤال :مصر رايحة على فين ..؟ هناك أكثر من سيناريو .. * الأول: وهو الواضح حاليا رفضه من القائمين على الشأن المصرى وهو مايتلاقى هذا الرفض مع جموع الشعب الإذعان للمطالب الأمريكية كاملة كما كانت عليه مصر فى السابق. *أما السيناريو الثانى: يكمن فى انتهاج دبلوماسية منفتحة مع القوى العالمية التى سارت تشكل القطب المتنامى المناهض لهيمنة واشنطن على العالم وإركاعه لمخططها الكونى وهو ما يتلاقى مع هدف الإرادة السياسية المستقلة..وهذا ما يتطلب على مصر ـ وهى مهيأة شعبيا الان على غير ما سبق القيام به ـ أن تعلن رفضها التام للمخطط الأمريكى الصهيونى الذى شيطن الوطن العربى لذا استوجب التصدى له ولدواته الداعمة للارهاب المستشرى فى العالم العربى بدء من العراق وحتى حدود الوطن على الأطلسى وصولا للجمهورية اليمنية مرورا بتونس وليبيا وفى القلب سورية التى تتصدر منفردة لهذا السيناريو منذ ما يقرب من الثلاثة أعوام كانت مصر خلالهم غارقة لـ شوشتها فى الوحل الإخوانى الأمريكى حتى باتت على شفا الدخول الحتمى فى حرب أهلية كان سيغرق كامل الوطن فيما لايتصوره عقل لولى الخروج المزلزل فى 30 يونية وتبنى الجيش المصرى واعلان عزل "مرسى" فى 3 يوليو الفائت وهو مالم تكن تتوقعه واشنطن ولاسيما وقد نجحت فى اختبار المجلس العسكرى بعد "انتفاضة" الشعب فى 25 يناير وعزل مبارك. هذا السيناريو يتطلب سريعا خطوات ثورية بمستوى الحدث وبثبات وقد صار جليا أمام مصر ادارة وشعبا فرزا حقيقيا سواء للدول العالمية أو الإقليمية التى تتصدى لما حدث فى 30 يونية و3 يوليو بإستعداء والدول التى تساند الموقف المصرى وتطلب المزيد من الثبات.

هذا السيناريو يتطلب العمل على قدم وساق لتجفيف منابع الإرهاب الممتد على مساحة مصر الاستراتيجية مما يعنى تعاونا فى هذا الاتجاه مع إيران والعراق وسورية بالطبع وصولا لمد يد التعاون مع الجزائر حتى ولو كانت واشنطن بوكلائها هم من يمدون ويحتضنون هؤلاء الإرهابيون بالعدة والعتاد. هذا السيناريو يحتاج التعامل بيد من حديد لضبط الحدود الشرقية مع ليبيا والجنوبية مع السودان والغربية وصولا للحدود مع غزة "حماس" التى "برطعت" فى مصر على مدى الأعوام الثلاثة السابقة كونها الذراع المسلح للإخوان فى مصر مع التفرقة التامة مابين حماس والقضية المصيرية العربية "فلسطين". هذا السيناريو يقتضى ردا عاجلا دبلوماسيا مفاده أن مصر تضع الولايات المتحدة والعالم كله أمام تبعات تخلى واشنطن عن شروط اتفاقية كامب ديفيد ولهذا ترى مصر حتمية تجميد هذه الاتفاقية حتى يتضح للشعب المصرى من يقف مع أهدافه ومن يسعى لجعل مصر مرتعا للفوضى. هذا السيناريو يحتاج لإعمال دبلوماسية الأزمة ..الحرب المصيرية والتى فيها ينبغى التجاذب المشترك مابين مصر وكافة القوى الرافضة للهيمنة الأمريكية التى أودت العالم لما هو عليه الآن. *السيناريو الثالث.. وهو السيناريو الرمادى وهو خليط باهت من كلا السناريوهين السابقين ،يوارب الباب للمتطلبات الأمريكية ويعطى دورا أكبر للخليج وعلى رأسه السعودية التى فى حاجة إلى احياء الموتى ويغازل فيه إيران على خجل محسوب ويتعاون فيه مع سورية من وراء حجاب ويتزاور طالبا التعامل المحدد مع روسيا ويقدم للصين مجالا واسعا للإستثمار الثقيل ويطحن بلا دقيق فيما يخص العلاقة مع الكيان الصهيونى...

أما مايخص التحديات الداخلية فالمؤكد أن هناك تجاذب واضح مابين الابقاء على الوهج الشعبى والاستنفار وتزايد درجاته من ناحية فى مواجهة رغبات ربما تعمل بصمت وبدون صمت أحيانا تهدف إلى إفشال هذا الوهج سواء بالمزيد من تنظيم صفوف المعارضة أو بعمليات ارهابية فى الداخل أو احداث أزمات حياتية . مصر اذا رايحة على فين .. الشعب يريد الآن أو بالأحرى الغالبية الساحقة من الشعب المصرى الذهاب إلى ابعد مدى مع السيناريو الثانى فهل تحبط المدة التى وضعتها خارطة الطريق والتى أعلنها الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى 3 يوليو الماضى من العزيمة الشعبية أم أنها تحقق نفس السيناريو على نغمات هادئة تدفع مصر فاتورة ليست محببة لدى الشعب فيما لو قرأنا مابين سطور هذه الفقرة التى ساقها الفريق السيسى فى حواره الأخير عندما قال : "مصر تمتلك مقدرات القوة الشاملة، من كتلة حيوية كالأرض والسكان والموقع الجيوبولتيكى/الجيواستراتيجى والمناخ، ومن موارد اقتصادية وسياسية، وعناصر القوى الناعمة، كالحضارة والثقافة والعقيدة، ما يسمح أن تكون قوة إقليمية فاعلة بمحيطها الإقليمى الذى هو صمام الأمن والسلام للنظام العالمى، وتحويل هذه المقدرات لقوة فاعلة مؤثرة، يتطلب توافقا وطنيا وإرادة قوية من الجميع للتعاون والعمل الحقيقى، ثم تخطيطاً واستراتيجية عملية تضع فى اعتبارها طموحات وآمال الشعب فى استعادة مشروعه الوطنى والقومى بالمنطقة.. ولا يتحقق هذا الإنجاز إلا بالإدراك الحقيقى للخطر والاحتياجات والإمكانيات والتكافل الاجتماعى حتى النهو..

ماجدى البسيونى رئيس تحرير جريدة العربى ـ مصر

". Magdybasyony52@hotmail.com
 

الوسوم (Tags)

مصر   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   الاتحاد
على مصر وسورية الاتحاد بوجه الإرهاب
روعة عرفات  
  0000-00-00 00:00:00   يملك قراره
شعب مصر الآن يملك حريته وقراره ويستطيع صنع مستقبله بيده
مها صبري  
  0000-00-00 00:00:00   لن تقطع العلاقات
تدرك أميركا جيدا" أهمية موقع مصر بالمنطقة ولن يقدم على قطع العلاقات معها
زينة  
  0000-00-00 00:00:00   صراع ضد الإخوان
مصر تمر بصراع داخلي كبير في مواجهة الأخوان أدوات إسرائيل
إياد  
  0000-00-00 00:00:00   لن يقبل بالسيطرة الأمريكية
شعب مصر استطاع التخلص من عملاء أميركا وإسرائيل مبارك ومرسي ولن يقبل بسيطرتها بعد الآن
رباب الجبوري  
  0000-00-00 00:00:00   إبقاء مصر تحت السيطرة
تحاول أميركا بعد عزل حليفها مرسي الضغط على مصر لإبقائها تحت جناحها
بلال بكري  
  0000-00-00 00:00:00   نرجو الرد على ملك مهلكة ال سلول
نرجو الرد و التحذير من ممارسات النظام السعودي - في خرق سافر لاخلاق و اعراف الحج التي يفترض بها الحياد بين المذاهب ملك مهلكة آل سلول ،"عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بن تلمود"، أمر قبل نحو شهرين بطباعة خمسة ملايين نسخة من كتاب"الكافي في تحذير البشرية من دين الاثنى عشرية ، السرطان الشيعي و اللوبي الرافضي ( اعرف عدوك)" لتوزيعه مجانا على الحجاج في موسم الحج لهذا العام. وطبقا لهذه المصادر، فإن الحكومة السعودية رصدت خمسمئة مليون ريال لهذه العملية، التي تشمل الطباعة والتوزيع ، فضلا عن ترجمة الكتاب وطباعته وتوزيعه بثلاث لغات أخرى تشكل اللغة الأساسية لإغلب الحجاج، وهي الإنكليزية و التركية والأمهرية. وبحسب ما أفاد به عشرات الحجاج لوسائل إعلام في بلادهم، من الهند والباكستان وبريطانيا، فإنهم فوجئوا فور دخولهم الأراضي السعودية ، سواء عبر المطارات أو المنافذ البرية أو البحرية، بعناصر من وزارة الحج السعودية يعطونهم نسخة أو أكثر من الكتاب بعد معرفة اللغة الأساسية التي يجيدونها وبعد أن يكونوا أنهوا معاملات الدخول عند بوابات الأمن العام. يشار إلى أن الكتاب الذي صدر للمرة الأولى بتمويل رسمي في العام 2010، وهو لمؤلفه السعودي الوهابي "يعقوب بدر القطامي"، ي وكان الكاتب نفسه قد أصدر سلسلة من الكتاب في محاربة الشيعة وفروعهم من"الروافض" هي عبارة عن "فروع الكافي"، تناولت هذه الطائفة وفروعها في كل ما يتعلق بها، والواجب الشرعي في مقاتلتها!
شيعي جديد  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz