Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 23 نيسان 2024   الساعة 10:31:39
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل استخدام الإعلام الجديد في التعليم حل لمعاناة أطفالنا..؟! .. بقلم: علاء أوسي

دام برس:

انعكست الأزمة التي تعيشها سورية منذ ثلاثين شهراً على الأطفال، وأفرزت منعكسات كبيرة كانت كارثية في الكثير من جوانبها، كحرمانهم من أبسط حقوقهم، وهو الحق في التعليم. وذلك انسجاماً مع المادتين 28و29 من اتفاقية حقوق الطفل، وهو ما أكدته (اليونيسيف) منذ أيام: أن نسبة كبيرة من الأطفال السوريين المهجَّرين خارج سورية غير منتظمين في الدراسة. فقد أدت الأزمة لتدمير المدارس والبيوت، وانتشر الأطفال السوريون مع ذويهم بين لاجئ يعاني داخل الوطن، أو نازح يطلب الأمن خارج الحدود، ليكتبوا بآلامهم ومعاناتهم قصصاً لن تمحى من ذاكرة التاريخ، قصصاً ملأت وسائل إعلام اصطبغت موادها وتقاريرها بلون أحمر. كما أن وصول الأطفال إلى المدرسة بأمان بات محفوفاً بالخطر في أحيان كثيرة، بل إنهم يجدون أيضاً صعوبة في التعلم بشكل جيد في قاعات الدرس.
ولكن في ظل ما يشهده المجتمع السوري من فوضى، وما يعانيه الأطفال من صعوبات في التعلم، أطلق المركز السوري لحقوق الطفل مؤخراً (الحملة الوطنية لمناصرة حق الأطفال السوريين في التعلُّم)، هادفاً منها إدخال الإعلام الجديد إلى داخل أسوار العملية التربوية، وربطه بالمناهج التعليمية السورية، خاصة مع وجود عوامل كثيرة تحول دون ارتياد الأطفال السوريين المدارس. فقد تهدم قرابة 2994 مدرسة، أما المهاجرون فيعيشون تحت رحمة مستضيفيهم.
وللوقوف على المبادرة التقت (النور) مؤسسة المركز، وصاحبة المبادرة السيدة نسرين حسن، التي أكدت أن السبب الرئيس للحملة يتجلى في حرمان شريحة كبيرة من الأطفال السوريين من حق التعلُّم، وتقصير الجهات المعنية بذلك، وخاصة المنظمات، المحلية منها والدولية. فقد أغفلت تلك المنظمات أن التعليم أوَّلية أساسية للأطفال السوريين، وضرورة لبناء المستقبل، لافتة أن الحملة تهدف للتوعية إلى المادة 29 من اتفاقية حقوق الطفل، التي تتناول أهداف التعليم، وهو ما يتناقض مع التعليم الذي يقدم لأطفالنا، سواء خارج سورية أم في المناطق الساخنة. وشددت على ضرورة انتباه المنظمات إلى أن تتحمل مسؤولياتها بالالتزام بالمنهج السوري.تقوم الحملة بحسب حسن على الاستفادة من موقع (يوتيوب) لتقديم شروح للمناهج التعليمية السورية، في ظل تزايد عدد الأطفال المحرومين من حق التعليم، بسبب الأزمة التي تعصف بالبلاد. وأشارت إلى أنه (بإمكان الإعلام الجديد خدمة الجانب التعليمي لدى المتلقي، فيضع معدو البرامج خطة واضحة الأهداف، تركز على تقديم مادة تعليمية تصل إلى متلقيها بطرق حديثة ومتنوعة مع مراعاة الفروق الفردية). ولفتت إلى أن (اليوتيوب) هو من أكثر أدوات التعلّم الإلكتروني شيوعاً، ومن أكبر المواقع التعليمية المجانية المنتشرة على الشبكة العنكبوتية. إذ يقوم بالجمع بين الصوت والصورة في العملية التعليمية، وقد اتجه العديد من الجامعات والكليات حول العالم إلى توثيق محاضراتها عليه كي تتيح للمتعلمين الوصول إلى المعلومة في كل مكان وزمان.
وعن المعوقات التي تواجه العملية التعليمية قالت السيدة حسن: (أدى انعدام الأمن على الطرقات لصعوبات في الوصول إلى المدارس، وإيصال الكتب إلى جميع أراضي الجمهورية العربية السورية، وهو ما أدى لتسرب مناهج دخيلة على سورية، بعضها يحمل أفكاراً ومعتقدات بعيدة كل البعد عن مجتمعنا السوري الذي أفناه محاولة توجيه بناء المستقبل باتجاهات معينة)، ومن هنا كانت الفكرة (العمل على تأمين خيارات بديلة عبر التعليم الإلكتروني بواسطة الإنترنت، ولاحقاً لذلك عبر الأقراص المدمجة).
وتتلخص فكرة الحملة بقيام كلِّ من يرغب في المساهمة باختيار أحد دروس المنهاج السوري ولأيٍّ من المواد التي يدرسها الطلاب بين الصف الأول والصف التاسع، ثم تحويل هذا الدرس إلى شرحٍ مصوّرٍ أو مسجّل صوتياً، وإرساله عبر البريد الإلكتروني إلى القائمين على الحملة. ونبهت إلى أن (مقاطع الفيديو ستكون متاحة مجاناً لجميع مستخدمي الإنترنت، دون أي اشتراك مسبق). وفي وقت لاحق، سيقوم مطلقو الحملة بتجميع الدروس المرسلة ونشرها عبر قناة استحدثت لهذا الغرض على موقع يوتيوب، وعبر موقع إلكتروني يجهّز لهذا الغرض.
كما لفتت إلى أن الخطوة التالية ستكون نسخ تلك الدروس على أقراص مدمجة، بغية إيصالها بكل الطرق الممكنة إلى الطلبة السوريين أينما كانوا، على أن تزوَّد كل المنظمات والجمعيات العاملة مع الأطفال السوريين داخل سورية وخارجها بتلك الأقراص لاستخدامها.
ولدى سؤالها عن الآلية التي سيتمكن الأطفال بها من الوصول إلى الإنترنت أو تشغيل الأقراص المدمجة، سواء في الأماكن الساخنة أو مراكز الإيواء أو المهجرين، تقول حسن: (إنها مسؤولية المنظمات التي يصلها يومياً الملايين لدعم الأطفال). وطالبت المنظمات بالاضطلاع بمسؤولياتها بتوفير الوسائل التعليمية اللازمة، سواء في مخيمات اللجوء أم المناطق الساخنة)، وأشارت إلى أن هذه الدروس تساعد من يتابع تحصيله العلمي داخل المدارس السورية وتكون معيناً له وبديلاً عن الدروس الخاصة).
الحقيبة الإلكترونية للكتب المدرسية
وفي سياق منفصل أنتجت وزارة التربية السورية قرص الحقيبة الإلكترونية للكتب المدرسية، ضمن خطة الوزارة في تطوير المناهج، وفي خطوة من شأنها أن تخفف معاناة الطلبة من حمل حقيبة لا يقل وزنها عن سبعة كيلوات، محملة بالكتب المدرسية تثقل كاهلهم عند الذهاب والعودة إلى مدارسهم.
يذكر أن الحقيبة أنتجت بالتعاون المشترك بين مديرية المعلوماتية ومديرية المناهج والتوجيه، وتضمنت المناهج المدرسية بصيغة كتاب إلكتروني (فلاش)، وذلك بهدف تسهيل تداول هذه الكتب، وظهورها بصيغة إلكترونية يستطيع أن يتعامل معها محبو الحاسوب من أبنائنا الطلبة، ومن أجل الاطلاع عليها بهذه الصيغة، ولاسيما أننا نعيش في عصر تقانة المعلومات.
يذكر أن الحقيبة المنتَجة تتضمن كتب الصفوف الدراسية من الصف الأول إلى التاسع من مرحلة التعليم الأساسي، مع قرصين للموسيقا، أنتجا حديثاً، كذلك كتب المرحلة الثانوية من الصف العاشر إلى الثالث الثانوي للفرعين الأدبي والعلمي.
وقد أتت هذه الخطوة تلافياً للصعوبات التي واجهت توزيع الكتاب المدرسي العام الماضي ونقص كمياته.
إن العودة إلى المدرسة أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى الأطفال، فهي تجلب لهم الشعور بعودة الحياة إلى طبيعتها في ظل ظروف غير عادية. يبقى الأطفال أكثر المتأثرين بها، وبات من الضروري أن نوجه لهم برامج ومبادرات من شأنها الارتقاء ببناة سورية الغد عن طريق إتاحة المجال لتعليمهم والعمل على تذليل الصعوبات التي تكتنف ذلك.
علاء أوسي
 

الوسوم (Tags)

الأطفال   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz