Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الأساسي ليس مرسي أو السيسي .. بقلم : مصطفى منيغ - المغرب
دام برس : دام برس | الأساسي ليس مرسي أو السيسي .. بقلم : مصطفى منيغ - المغرب

دام برس:

هالنا ما عايشناه مؤخرا ومصر تستبدل شيئا بشيء هو منها ككل من يتحرك فوقها ، تعيسا شقيا كان ، أو مَنْ زار السجون العتيقة ليجرب بنفسه داخل زنازينها الموحشة ،كل الحقيقة التي جعلت الملايين تنتفض ثائرة عليه ونظامه بشكل اطَّلعنا عليه بالمباشر (هذه المرة وليس بقراءة التاريخ) ، أن المصريين إن توحدوا على تحقيق هدف معين سامي (بالخصوص) لن يقف أمامهم حاكم مهما كان سلاحه آخر صيحة في القمع والاستفزاز ... صراحة، في وقت من الأوقات ، شعرنا بقليل من الأسى المصحوب بالكثير من الخوف ،على مصر عروس الدنيا وبسمة قاراتها الخمس ، إلى أن أدركنا ما تعلمناه منها، ذاك الصبر المفعم بالعمل لتقليص الأضرار في حدود المألوف عند الانتقال بالشعب من مرحلة ذاق فيها كل أنواع الحرمان والجور والظلم ، إلى أخرى أولها أمل ، ووسطها وفاق ، وقبل نهايتها بناء نماء مستديم ، بما يُسْتَخْرَجُ من نفس الأديم ، إن تخلف التضامن الدولي على تقديم المشروع من العون ، بالتأكيد ثمة ما شدنا للتفاؤل رغم بوادر التوتر التي سلكت بنا ما وقفنا عليه بالمشاهدة الاضطرارية اليومية عبر وسائل إعلام ، تقدمت الثورة المباركة وبقي في مكانه لا يتزحزح شبرا صوب تعبير يُقَِّربُ الواقعَ للمتلقين عبر العالم ، فاسحا المجال لآخر مِن خارج أرض الكنانة ، يُعِدُّها صورا كما شاء ، باحثا عن مجد إعلامي لا تتكرر  أسباب اقتناصه اعتمادا على إمكاناته الموضوعة بسخاء رهن إشارة العاملين في حقله .

غلق النوافذ لعزل البيت ومَنْ فيه معتقدا أنه الحل في ترك من حسبها صرصارا تمر بما تحدثه من ضوضاء لغاية أن تهدأ اندفاعات هنا وحماس مبالغ فيه هناك ، لتجنيب البيت المعني القليل أو الكثير من الأضرار . نظرة ناقصة وتقصير المراد به التعتيم وما يُنتج هذا الأخير من نتائج معكوسة تضر ثم تضر ثم تضر. الأعلام وُجد لينطلق مع الهواء، طلقا نقيا كان ، أو ملوثا بما تقذف به الشرطة على الناس من قنابل مسيلة للدموع في أوقات تسميها في مجمل تقاريرها بالحرجة ، والإعلامي حالة تأدية واجبه لا يشعر حتى بما يتدفق من صدره يصبغ قميصه الأبيض بحمرة الدم ،على اثر طلقة نارية أصابه بها من لا يريد حرية التعبير أن تُلْتَقَطَ حية طليقة  من وسط تلك الاضطرابات ، التي يعود الجزء الأكبر في وقوعها لتدخل الأمن بقوة، كأن من يضربونه بتلك الشراسة ليس بشرا مثل عناصره، وإنما جدار حديدي، على رجال الأمن تذويبه بأعتى القنابل إن تطلب أمر إزاحته من الحيز الواقف فيه كشاهد موثق بالكلمة المنشورة  والصورة المذاعة . ما من شك إن حسبناها ضريبة يدفعها الثوار الأحرار من لحومهم المنزوعة أطرافا ، كما حدث مع العديد من الضحايا ، من طرف المساندين للراغب في صناعة الكرسي العازم التربع فوقه ، من هياكل الشهداء العظمية وجماجمهم الصلبة القادرة على تحمل حرارة البارود وثقل الجالس عليها ظلما وعدوانا . 

مصر عظيمة كانت وستبقى ، لا يهم شكل النظم التي حكمتها ولا ما استفاد حكام تلك النظم منها ، تيك أمور التاريخ كفيل بتناول أدق تفاصيلها ، وقبله ما نقشه الإنسان المصري البسيط فوق ممتلكاته التي لا زالت مدفونة تحت أثار الفراعنة بمراحل ، وقبله جغرافية الأرض مذ خلقها الله الحي القيوم ذو الجلال والإكرام . ما يهم الآن ملخص في الإجابة على سؤال (التي يكمن فيها مستقبل مصر شكله وفصله) ما استفادت مصر من هؤلاء حكاما ونظما ؟؟؟. سؤال رغم بساطته يختزل النظرة الواجب التمعن بها فيما حصل من تاريخ 30 يونيو من السنة الحالية وما لحقه من أيام حبلى بالإحداث ومنها محاولة اغتيال وزير الداخلية الذي نجي منها لأنها كانت مدبرة(كما سمعناه مترددا بين وسائل إعلامية معينة، وما جادت به شجاعة بعض الأخوة المصريين الذين نحترم ما يفوهون به من معلومات لها قيمتها المعتبرة إن كانت صحيحة) ونُزِعَ من تنفيذها نزعا جميلا ليتيقن هو نفسه أنه لا يملك مصير نفسه الوظيفي، وما اللقب الرسمي الذي يحمله مجرد عطاء يتناسب مع الظرف ليس إلا من طرف أقوى أقوياء العرس الإعلامي المصري بنجومه المعروفين المعتمد بعضهم على آلة التحرك عن بعد، لأسباب لم تعد خفية عن أحد .

... مصر بلد الديانات المعترف بها عالميا ، لكن الإسلام يبقى دين الأغلبية ، الإسلام الحقيقي المعتدل المتفتح على الحياة الكريمة بكل ما خلقه الله سبحانه وتعالى طيبا جميلا حلالا . ثمة الأقباط الأحرار بمصريتهم يفعلون بها ومعها ما يشاؤون في حدود القوانين المطبقة عليهم وعلى سواهم لا فرق ، يمارسون شعائر دينهم بنفس اللهجة المصرية ، التي هي لغة التسعين مليون مصري الأساسية ، ويحتفلون بأعيادهم بنفس القدر من الاحترام الذي يتمتع به المسلمون في أعيادهم الشرعية ، وإنها لخاصية عز نظيرها في العالم العربي قاطبة ، حتى اليهود المهاجرون إلى إسرائيل ، يتمنون العودة إلى بلدهم الأصلي مصر يقبلون ثراها صباح مساء لما لها في قلوبهم من مكانة لا يمكن لإسرائيل احتلال ربع مقامها . خليط ضمه التعايش الإنساني النبيل من قرون ، شخصيا عشت في مصر وشربت من ماء نيلها الخالد لما شاء خالقه ، مستقرا لمرحلة في مدينة القناطر الخيرية التي لي فيها أصدقاء وصديقات ، تلف جمعنا أينما تواجدنا في هذه الأرض الفائية، هالة الود المشبع بمقاسمة الأفراح ومعايشة الصعاب بما يلزم من مساعدة بعضنا البعض وصولا لصرف الغالي النفيس لنبقى على عهد الإخاء كأشقاء يضمهم تجدد الحنين إلى يوم النشور والدين .

مصر لا يُسْتَهَانُ بها إذ مِنْ أصول الحضارات هي نابعة ، وما كانت في أي عصر من العصور فيما يُفْتَخَرُ به  لغيرها تابعة ، بقيت الأولى على امتداد العصور محورا عليه التَّعَلُّمُ والاقتباس يدور جلبا لمن للمعرفة يختار النافعة ، وبذا ظلت أمم في الجوار لها سامعة ، ما قهرها الدهر يوما لحكمة من استوفى شروط التدقيق فيها لزم حدوده لا يبغي لكيانها غير الأمن والسلام وما الأنفس فيها للخير والطيب جامعة ، نِيلُ الكَرَمِ يروي عطش أهلها وأرضها برزق يفي بغرض أن لا تبيت بطن في عرض أو طول مساحتها جائعة ، وهيبة الأهرام تزكي عظمة المصريين حيثما احتكم من شاء لتاريخ البناء مذ اشراقة فجر التمدن والتوسع بالمهيكل من العمران إلى الآن في هذا الزمان لتأتي المقارنة ببقاء مصر كما كانت قوية في الميدان جميلة جميلات الأمصار شريفة نبيلة رائعة .

مصر وإن بدت مكيفة مع كل تجديد ، يقرب لرفاهيتها البعيد، بأسلوب سديد ، فمحافظة على اسمها الوازن بين دول الأرض مستعصية رآها كل حاسد، فاستكان حيث أقام عليه التعقل الحد، ولكونها أصيلة ترعى لمن تقاسمت معه الخبز والملح صبرت بما يكفي على نظام ولى ولن يعود ، مهما سخرت بقاياه أظافر أسود ، تنهش في الجنس اللطيف حمر الخدود ، وفي الخشن كل ذراع منه للمقاومة دفاعا عن النفس ممدود ، انتهي وتبدد قالتها مصر ولن تكررها ثانية ، فليحكم القضاء بالبراءة أو يدين حسني مبارك ومن معه فذاك شأن القضاء المصري الذي ظل شامخا لا يخشى في الحكم بالحق لومة لائم والحجج كثيرة والبراهين متوفرة ولا أحد في مصر له الحق في التدخل ضاغطا أو مشجعا القضاء فهو متمكن وواعي جيدا أن التاريخ يراقبه وقبل ذلك ضميره الممثل الحقيقي لضمير الأمة ، أما أن تُمَهَّدَ أي طريق أو حتى أضيق مسلك يمر فوقه مبارك ذاتيا أو معنويا فهذا شأن حزمت فيه مصر أمرها وأصبح ذاك النظام في خبر كان حرف علة وسط فعل ماضي، وبهذا تبرهن مصر أنها قائمة بنخوتها ، ثابتة بمنهجيتها ، على طريق صلبة صحبة تفاؤل مندفعة  ، بتؤدة غير متسرعة .

... الكتابة عن مصر لا تَتَأَتَّى لمن كان إنشاؤه كخياله معتمدان عما يذاع هذه الأيام ، وإنما لمن يعرف جيدا ذاك البلد وبخاصة أهله ، المصري مسلم بقلبه وجوارحه خارج بيته وداخله وأثناء تأدية واجبه موظفا كان في ادارة أو عاملا في مصنع أو بائعا على حيد الطريق ، المسألة لا تناقش انطلاقا من هذا غني وذاك فقير ، بل من الممارسة الفعلية اليومية القريبة إلى روح إسلام معتدل منفتح على الآخرين في تناغم لا يشوبه شائبة ، لأول مرة في حياتي رأيت مدينة في حجم القاهرة تحيا يوم الجمعة طوال المرحلة الزمنية القريبة من أداء صلاة الظهر وبعدها بقليل على صمت يشع منه الاحترام التام ، كنت هناك بجوار الأزهر الشريف الذي أنعم علي خالقي بأداء صلاة ذاك اليوم المبارك في رحابه الطاهرة فما سمعت أغنية تذاع من أية آلة تسجيل بل هو سكوت جماعي تلقائي يتخلله منظر آخر جديد عليَّ حينما تتحول جوانب الطرقات لمساحات مخصصة للصلاة في تودد مثالي بين الناس وتطوع يطال تفريش تلك الممرات الطويلة بما يساعد على أداء ذاك الواجب الديني على أحسن وجه ، أتيت بهذا الحديث لأوضح أن المصريين في مجموعهم لم يكونوا في حاجة لجماعة دينية تحت أي أسم  حتى يتخلقوا بتلك الشيم الإسلامية الكريمة ، المصريون مثقفون يحبون العلم والعلماء ، يتزودون بما يؤدون به شعائرهم السمحة بلا قصد من ورائه الاستيلاء على السلطة أو شيء من هذا القبيل ، الشعب المصري بالرغم من عظمته وقوته شعب مسالم ، أقصى ما يريده أن يعيش بكرامة متمتعا بحقوقه مؤديا على ذلك القيام بواجباته اتجاه مصر بلده الذي يعشقها لدرجة لا نجدها في أمم كثيرة عربية وغير عربية . ثمة قرى لي فيها معارف ليست بجد بعيدة عن القاهرة ، تابعة لمركز القناطر الخيرية ، ومنها قرية أبو الغيط ، بعزبها عرب أبو الغيط، وشرارة الخرس، والأربعين ، وقرية باسوس، بعزبها عريوط ،وسليم ، وقرى شلقان ، والخرقانية ، وكفر الحارث ، وكفر سليم وغيرها ، حيث يمتزج الانسان الشريف بأطهر أرض في التحام عز نظيره عبر العالم لا تغنيه سياسة مهما كانت عن الاشتغال في أرضه وتنمية مداخليه اعتمادا على ذراعية وعرق جبينه ، ينام مع نشر الليل أولى مظاهر تغلبه على شفق استعان به الضياء ليحصره ما أمكن بلونه الأرجواني ،ويستيقظ قبل الفجر ليتوضأ ويلحق صلاة الفجر في مسجد القرية ومثله الملايين موزعة على أرض مصر  ، فما كانت تلك الملايين في حاجة لكل ذاك الضوضاء كي ...

  (يتبع)

 مصطفى منيغ                                            

مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية

البريد الالكتروني :

assiasialarabi@gmail.com

 

الوسوم (Tags)

مصر   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   هبة النيل
سميت هبة النيل فلولا النيل العظيم لما وجدت مصر وعلى المدى ظهرت على أرضها أعظم و أقدم حضارة عرفتها البشرية الحضارة الفرعونية و على مدى 7000عام ظلت مصر مفحرة الشرق
باسم نمرة  
  0000-00-00 00:00:00   هبة النيل
سميت هبة النيل فلولا النيل العظيم لما وجدت مصر وعلى المدى ظهرت على أرضها أعظم و أقدم حضارة عرفتها البشرية الحضارة الفرعونية و على مدى 7000عام ظلت مصر مفحرة الشرق
باسم نمرة  
  0000-00-00 00:00:00   إسلام معتدل
يميل الشعب المصري في إسلامه إلى الاعتدال بشكل عام فهو ينبذ العنف ويدعو دائما إلى التعايش السلمي مع الديانات الاخرى
سوسن أبو أسعد  
  0000-00-00 00:00:00   أم الدنيا
ستبقين يا أم الدنيا منبر العروبة و التضحية
صادق فهمي  
  0000-00-00 00:00:00   ثورة سلمية
تعرض الشعب المصري للاضهاد و الحرمان منذ قرون و مع ذلك لم يثنيه كل ما تعرض له من حرمان و قهر من أن يعيد صناعة التاريخ في ثورة سلميه هزت العالم
نورا أحمد  
  0000-00-00 00:00:00   أرض الكنانة
ادخلوها امنين هكذا ذكر خالق الكون ارض الكنانه في قرآنه الكريم وستبقى مصر ارض العزة و الشجاعة رغم الظلم والسرقة التي تعرضت له منذ الازل
ظافر البديع  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz